الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنزويلا ليست إيران

محمد عادل زكى

2011 / 3 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يتعين علينا، بصدد العلاقة الفنزويلية الإيرانية، أن نوضح موقفنا الفكرى، المتسق مع التصور الشيوعى المنضبط، من التأسيس لهذه العلاقات المتسمة بالتوافق والتضحية"الظاهرية" أحياناًً، بالتآخى ما بين الثورة البوليفارية"التشافيزية"والثورة الإيرانية، وهى من الأمور التى، لم يتم تسويقها إعلامياًً فقط، وإنما سادت فى خطاب بعض تيارات اليسار، التى عادة ما ترحب بكُُُُل إنقلاب، أو ثورة، أو إنتفاضة، وربما عنف وإرهاب ونهب، تحت بند: التطور الجدلى للتاريخ والمجتمعات!! فكان من الطبيعى ذلك الترحيب، غير العِِلمى، بتأييد مؤسسة الحكم فى فنزويلا للإنتخابات الرئاسية الإيرانية، والتى شهدت حركة ثورية جماهيرية ضد مؤسسة الحكم الإسلامى فى إيران. فأولاًًً وقبل كُُل شىء، النظام الإيرانى ليس نظاماًًً ثورياًًً. لأن الثورة التى إنتصرت سنة 1979،كانت ثورة جماهيرية بالمعنى الحقيقى، إذ شهدت مشاركة الطبقة العاملة، والشباب، والفلاحين، والجنود، والنساء، الخ. فى حماسة ثورية وطنية من أجل الإنسانية والكرامة إعلاناًً عن مطالبة جماهيرية بإيقاف نهب ثروات الوطن مِِن قبل حفنة مالكين، وقد كان العامل الحاسم فى إسقاط نظام الشاه هو الإضراب العام الذى نفذه عمال النفط، إذ قام ملايين العمال بتنظيم (لجان المعامل)فى معاملهم وسيطروا عليها وسيروها تحت رقابتهم، كما قام ملايين الفلاحين بإحتلال أراضى كبار الملاك. كما قام الطلاب بإحتلال مدارسهم وجامعاتهم وعملوا على تسييرها بشكل ديمقراطى وأنهوا نظام التعيين الذى كان سائداًًً فيها، والجنود بدورهم شيدوا (مجالسهم) وبدءوا فى تطهير الجيش من الضباط الرجعيين. وتمكن الشعب الإيرانى كُُُله من إسقاط نير الإمبريالية. بيد أن، تدعيم أسس النظام القائم حالياًً فى إيران، لم يتحقق ما بين سنوات 1979 و1983، إلا على قاعدة السحق الفعلى لهذه الثورة من جانب رجال الدين الإسلاميين الأصوليين. وخلال بضعة سنوات صارت كُُُل مكتسبات ثورة 1979 هباءًً. فقد أُُُعيدت الأرض إلى كبار الملاك من جديد، وطرد منها الفلاحون الذى إستولوا عليها. وتم تحطيم مجالس المعامل وأستبدلت بمجالس إسلامية، وحرمت العمال من جميع الحقوق، بما فيها الحق فى التنظيم والإضراب. وتم فرض تفسير محدد للإسلام على جميع المواطنين، فوضعت أشد القيود على النساء، وخلق مناخ من القمع الإيديولوجى للأغلبية الساحقة من السكان. ويمكننا القول بأن إستيلاء رجال الدين الإسلاميين الأصوليين على ثورة العمال وباقى فئات الشعب وسحقها، لم يكن ممكناًًً إلا بسبب السياسات الخاطئة التى نهجتها المنظمات اليسارية، التى إعتقدت فى إمكانية تشكيل جبهة متحدة مع رجال الدين الإسلاميين الذين كان يترأسهم أية الله الخمينى. وقد دفعت ثمن أخطائها غالياًًً جداًًً. وهكذا تمكنت الجمهورية الإسلامية، خلال مدة أربعة سنوات من القمع الهمجى ضد اليسار، من تدعيم أركانها والاستيلاء على ما كانت فى البداية ثورة عمالية شعبية معادية للإمبريالية. ولكى يتمكنوا من ذلك قام رجال رفع الدين شعار معاداة الإمبريالية، ويستعمل أحمدى نجاد، مثله مثل رجال الدين، لغة شعبوية ومعادية للإمبريالية فى محاولة لكسب التأييد من جانب الجماهير، مع المزيد من السحق اليومى للعمال وباقى فئات الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التطرف في الشموليات الثلاث يجعلها واحده ضد
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 3 / 8 - 12:47 )
تحيتي اخي استاذ زكي وعتبي لانك لاتجيب على التعليقات
الانسان السوي - وكما اثبت العلم يتعلم من المهد الى اللحد
فنزويلا وايران بحكامهما من نفس الطينة المريضه
مرضهما هو الادلجه المتطرفه وكل ادلجة ومتطرفه هي ضد العلم وماءلها
الفاشيه
انظر من هم اصدقاء شافيز انهم من المجرم الفاشي القومي الى المجرم الفاشي خامنئي ونجاد وقذافي وحماس وسوف تسمع -لاسمح الله كما يقول البسطاء-ان شافيز سيعملها دماء للرجاب مثل ستالين وصدام وقذافي
الشموليون ايرادويون والارادويه ضد العلم وقوانينه وموضوعية عمل القوانين ليس فقط في الفيزياء والكيمياء وانما في المجتمع والاقتصاد وفي كل الثلاثي الحلو الطبيعة-والمجتمع-والانسان
وشافيز يؤمن بالعنتره وانه سائر باصرار باطعام الجماهير بالخطب مهملا اساس الحياة التنميه الاقتصاديه
كان لنين يحلم ان يمزج الثورية الروسيه بالروح العملية الاميركيه كما سمى ديناميكية الراءسمالية بعد التحرر من الاقطاع
فلم يتمكن ربما لانه عمره كان قصيرا فجاء الجاهل القندرجي ستالين فضرب
القوانين الموضوعيه عرض الحائط فسقطت التجربه الخطاء
انتبه الصينيون لغلطة الشاطر فخلقوا المعجزات والخير


2 - شكرا دكتور صادق
محمد عادل زكى ( 2011 / 3 / 8 - 19:56 )
الأستاذ الجليل الدكتور صادق الكحلاوى، حقا إفتقدت تعليقاتك كثيرا منذ تعليقك الجميل والقيم الذى سبق وأن أبديته على موضوع الصراع الإجتماعى فى السودان، ولا أذيع سرا أنى قد إستفدت إلى أبعد حد بل ولا أبالغ إذ ما قلت أن التعليق كان أثره بعيدا فى توجه الفكرة وشرحها كما ظهرت فيما بعد فى كتابى الإقتصاد السياسى للتخلف، كما أننى أتوجه إليك بموفور الشكر والتقدير على مجاملتك الطيبة بشأن موضوع أدم سميث، أما تعليق سيادتك على موضوع فنزويلا ليست إيران، فربما تقف حروف اللغة عاجزة عن بيان مقدار إندهاشى من بساطة وعمق التعليق فى نفس الوقت، تالله إنه لتعليق جدير بالتقدير والإحترام... تحياتى لحضرتك وكم أتمنى المزيد من التواصل. فعلا كم أتمنى المزيد من التواصل مع فكركم الناضج وذهنيتكم المتوقدة. تلميذك محمد عادل زكى

اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني