الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحلوا مِنْ حيثُ جئتُمْ؛ فالشيوعيونَ لا يُهزمونَ

مديح الصادق

2011 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قواميس اللغة العربية فتشت فيها، جميعها، وقرأت مراجعها الأولى، دواوين الشعر، وفي درر النثر، وما جاء في الآيات من أوصاف للمنافقين، حقيقة كانت أم مجازا، استعارة أم على التشبيه؛ لكني عجزت عن العثور على وصف دقيق يناسب تلك العصابة التي أطبقت بأنيابها الوحشية على رقاب الجماهير، كاتمة أنفاسها، فحوَّلت البلاد إلى سجن كبير، فيه يسرح ويمرح السارقون، وأصحاب السوابق، والمجرمون، وتعطلت كل مظاهر الحياة الحرة الكريمة، ولم يعد ساريا سوى الفساد الإداري والأخلاقي المنظم الذي يوجهه القادة، ومن لفَّ لفَّهم من أحزاب مفرغة من كل محتوى وطني، وأفواج العاطلين - غير القادرين على دفع الرشاوى - تزداد تصاعديا بنفس النسبة التي تتراكم ثروات الحاكمين، وأتباع الحاكمين، أما دم الإنسان - في نهجهم - فهو أرخص من لياليهم الحمراء في أقبية خلفها يتسترون

لم أعثر على وصف لتلك الإزدواجية التي يظهر بها { رئيس الحكومة الموقر } خاطبا أن قد ولت لغير رجعة عهود الظلم والدكتاتوريات، في حين يبعث جنوده - وهو القائد العام - كي يستفزوا صناديد ما هزَّتهم البراكين، ولا عاتيات الرياح، ويعلم العراقيون، وغير العراقيين أن في جذر كل نخلة من نخيلهم تجري دماء للشيوعيين، في كل بيت من بيوتهم صوت يرهب الطغاة والسلاطين، إن هو إلا صوت الشيوعيين، في كل قلب من قلوب المضطهدين، على جبال كردستان، وأهوار الجنوب، وفي البوادي، والسهول، خافقة - رغم العاديات - رايات الشيوعيين

تلك معادلة تعرفها جيدا - عزيزنا الغالي جدا جدا أبا إسراء - ويعرفها حزبك الذي اصطفاك لهذا المنصب، وليس الجماهير كما تروجون، يفقهها مستشاروك الذين يُملون عليك الاختيارات حسب ما يحملون في دواخلهم من أحاسيس تجاه قوى النور والتقدم والخير، أو بالأحرى استنادا إلى مدى ما يكشفه من عوراتكم الشيوعيون ومن شاكلهم من قوى التقدم في النهج الذي انتهجوه، وما بدَّلوه رغم العاديات؛ لهذا - أيها الغافلون - لا تستغربوا أن يتصدر الآلاف من المحتجين على فسادكم، وظلمكم، وما جلبتموه للبلاد من كوارث، والذي سوف يؤول إليه المصير من حصاد لطائفيتكم، وتقاسمكم للسلطة، وإرهابكم لكل صوت تقدمي وطني، مع استهتاركم بالطاقات المخلصة الحريصة على العطاء بلا مقابل، وتهميشكم للقوى التي ما لطخت أيديها - مثلما لطختم أنتم - بدم زكي أو مال عام؛ لا تستغربوا ان يتقدم الغاضبين على فسادكم في احتجاجهم، الشيوعيون؛ فهم ضمير الأمة، وهم وعاؤها النقي الذي منه يرتوي المحرومون، ضحايا انفرادكم بالسلطة، وتسليطكم الجهلاء على أصفياء القوم، لا تندهشوا؛ بل احسبوا حسابكم أن بافعالكم تلك تكشفون عن معدن رديء، خدعنا أنفسنا حين توهمنا أنه الذهب الأصيل

حذرناكم من قبل، ولا بد أنكم قرأتم التأريخ، وما كان مصيرا للطغاة المغرورين، الحالمين بأن السيف في مسجد يغلق الحراس أبوابه قد يُخرس أناشيد الغاضبين، وأن الدين الذي به سترتم فسادكم لن يطول به زمن الخداع والتظليل؛ لأن عوراتكم جاهرة ولا تخفيها أغلظ الأستار، والخطاب عليكم ألقيناه بأن ارحلوا من حيث جاء بكم أسيادكم؛ فإن كنتم لا تخشون من غضبة شعب هائج؛ أفلا من أنفسكم، أو من نسائكم تستحون؟ لأنكم - وفق المقاييس - من شعبكم لا تخافون,ولا تستحون؛ بالله عليكم غادروا؛ فالشيوعيون في القلوب، وفي الضمائر، كما البواسق، مغروسون

الثامن من آذار 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عشت يا أبا سولاف
أييلماز جاويد ( 2011 / 3 / 9 - 06:48 )
لقد أجدت في وصف ما يمثلون من الرذائل وأجدت في وصف موقع الشيوعيين سواء في قلوب الناس أم إرواءهم نخيل العراق بدمائهم . سلمت يداك


2 - زبد البحر لابد في زوال
مديح الصادق ( 2011 / 3 / 10 - 04:15 )
شكرا جزيلا استاذنا الفاضل، أبا زينب، الحقيقة أني عجزت عن وصفهم، ذلك لأنني لم أجد لهم ما ينطبق عليهم من الرذائل - حاشاكم - فقد فاقوا كل ما سمعنا، وما قرأنا عن الجاحدين لفضل الشعب عليهم، الناكرين لدور الشرفاء في صياغة مجد العراق، ليس بالأقوال والشعارات الزائفة مثلهم؛ بل بالدماء والتضحيات؛ لا تبتئس - عزيزي - فما هم إلا زبد البحر

اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن