الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في العراق!

رزاق عبود

2011 / 3 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في العراق!
اثبت تاريخ العراق السياسي الحديث، ان التحول عن النهج الوطني، الى التسلط، ومحاربة الديمقراطية، تبدا دائما بمحاربة، ومهاجمة، ومنع الحزب الشيوعي العراقي، ومنظماته، وصحافته، ومتابعة، مريديه، وانصاره. قد تاخذ الهجمة اشكالا عديدة، تتفاوت بين غلق المقرات، او سحب الرخص، وملاحقة نشطاء، وكوادر الحزب، والتضييق عليهم، واعتقالهم، وتعذيبهم، حتى اعدامهم. فلقد اصدر نوري السعيد امرا بمنع الافكار الشيوعية "الهدامة"، ومنع نشاط الحزب الشيوعي، وضرب تنظيماته، واعدم قياداته(فهد وحازم وصارم) وعلقهم على المشانق في ساحات بغداد، اشارة الى "تحضر" المستعمر البريطاني، ولي نعمة حكومة نوري السعيد، والنظام الملكي.
سحلت الجماهير الغاضبة نوري السعيد بعد ثورة14 تموز1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي ابتدا فرديته، واحتكاره للسطة، بالتضيق على الحزب الشيوعي العراقي، وابتكر حزبا مصطنعا بقيادة داوود الصائغ. ثم جاءت فتوى محسن الحكيم باعتبار "الشيوعية كفر والحاد" ليستغلها قاسم، ومن بعده انقلابيي 8 شباط 1963 الذي اعدموا قاسم، وذبحوا ثورة14 تموز وانجازاتها، وقتلوا، واغتصبوا، وشردوا الالاف، متسلحين بالفتوة ذاتها، وبقوة البيان رقم 13 بابادة الشيوعيين. واستمرت الانظمة، التي تتالت بعدهم تمارس نفس السياسة، بدرجات مختلفة، وحاربت كل معارضيها بتهمة الشيوعية.
عندما استولى البعث الصدامي على السلطة مرة ثانية عام 1968 تودد للشيوعيين في العلن، وحاربهم في السر. وشهدت الفترة، التي سبقت الجبهة اغتيال، وتصفية، وتغييب مئات القيادات، والكوادر الشيوعية. بعد انقلاب صدام حسين على الجبهة، والردة عن الخط "التقدمي" بالهجوم على الحزب الشيوعي، ومقراته، وصحافته، وكوادره. ابتلت بهذه الهجمة كل القوى الديمقراطية المعارضة لنهج الفاشية، والتسلط، والدكتاتورية، وشملت حتى قيادة حزب البعث. وشهد عام 1979 اكبر مذبحة دموية لقيادات بعثية عارضت، او مجرد الشك، انها تعارض نهجه التعسفي.
اليوم يبدا صدام المالكي التراجع العلني عن الديمقراطية المدعاة، بقمع المظاهرات، والمسيرات الاحتجاجية، واعتقال الناشطين، والاعلاميين، وغلق المحطات الفضائية، بل واطلاق النار على المظاهرات السلمية. مثلما شهدت فترة حكمه السابقة مذابح دموية لمعارضيه في احزاب الاسلام السياسي، لم يفعلها معهم حتى صدام . تعلم المالكي من صدام ان يتغدى بهم، قبل ان يتعشو به! لكنه لن يستطيع تصفية غالبية الشعب العراقي الذي يقف ضد نظامه التعسفي الفاسد، واجراءاته القمعية، مع حزمة من المرتزقة (البلطجية) تلتف حوله خوفا على رؤوسهم من جرائم ارتكبوها معه في صولاته، وجولاته ضد معارضيه الاسلاميين، ويعينوه الان في قمع القوى الديمقراطية.
ان احزاب الاسلام السياسي في العراق، خاصة الدعوة، بدات نشاطها لمحاربة الشيوعية، و"وقف المد الالحادي" وليس لمحاربة الملكية العميلة، ولا حزب البعث الصدامي الفاشي. ولازالت تلوح بين الحين، والاخر بفتوى الحكيم. ان سلطة المالكي، بعد ان، زورت الانتخابات، ومنعت على الشيوعيين، حتى ولو مقعد واحد في مجلس ناحية نائية من العراق. قامت بخداع، وتظليل، وايهام مرجعياتها الدينية، الذين تصفهم بالعظام، بل استغفالهم، وتشويه اهداف، وغايات، المتظاهرين، والمحتجين، المطالبين بالقضاء على الفساد، والخدمات الاساسية للشعب، وايقاف نهب الاموال العامة باسم الاسلام وسلطتة.
نحن نعرف هذا، ونعرف، ان الحزب الشيوعي اصبح حزبا جماهيريا، في يوم ما، بسبب تصدره مظاهرات، واحتجاجات، وانتفاضات، ووثبات، واضرابات العمال، والفلاحين، وكل الجماهير الشعبية، والدفاع عن مصالحها، وتقديم اغلى الضحايا في سبيل ذلك. عليهم الان، ان يقوموا بنفس الدور، حتى يستعيدوا المكانة، التي خسروها. على الحزب، ان يتحول من المهادنة، الى المواجهة، ومن النصح، الى الانتقاد، ومن المجاملة، الى الفضح العلني لجرائم، وسرقات، وتطاولات، وتجاوزات سلطة المالكي، وفساد ادارته. من الاشارات والملاحظات الخجولة، الى معارضة ثورية لكل ما يسئ للشعب، والوطن. ان ما يشرف الشيوعيين، ويعزز مكانتهم، ليس منصب وزير، او مدير عام، او مستشار في حكومة الاحتلال. فالشعب، لن يصدق، ان الايادي البيضاء، لن تتلوث اذا تقاسمت الزاد مع عصابة اللصوص. ان ضربات، وهراوات، وركلات، ورفسات، ورصاص الشرطة في كل الازمان، وكل مكان، هي التي اكسبت الشيوعيين، وانصارهم حب واحترام، وثقة الجماهير، ومنحتهم اوسمة التقدير، وليس المناصب الوزارية، او المقرات، او الصحافة العلنية، التي يعيد محرريها قراءة كلمة الاقتتاح الف مرة قبل نشرها. عودوا الى اماكنكم، التي اعتادت الجماهير، وتريد الان، ان تراكم فيها، كما كنتم دائما، في مقدمة المتظاهرين، والمنتفضين، والمحتجين، والمضربين، والمعتصمين، والثائرين!
لقد اجبرتكم الجماهير على التظاهر معها فلا تخذلوها، ولا تخذلوا انصاركم، ومحبيكم، ولا تاريخكم باي اعذار(برجماتية) او وطنية، او "ضرورة المرحلة". ان مقراتكم هي في ساحة التحرير، تحت نصب الحرية، بين عمال المسطر. في ساحة الفردوس، بين المتظاهرين، بشكل شبه يومي، وليس في اروقة السلطة الملوثة بالاحتلال، وسرقة المال العام، والطائفية. لقد اغلق المالكي بالحديد، والنار مقرات رفاقه الاسلاميين، وهاهو يبعث اليوم قواته التأديبية، الى مقراتكم ملوحا بعقاب اقسى، اذا لم تدخلوا تحت جلبابه الايراني، بعد ان فشل صدام في اجباركم على الدخول تحت خيمة ثورته. لقد اخرجكم صدام من مقراتكم بالحديد والنار، واغلق صحافتكم. بنفس الاعذار، ونفس الاساليب، ونفس المنعطفات. انهم نفس القتله، نفس السياسة، نفس النهج، وعملاء نفس الاعداء.
بعد تجربة "الجبهة" المرة مع حزب صدام، وتخلي الكثير من رفاق، واصدقاء، ومناصري الحزب، عن الحزب. جاء رد الحزب القوي على تخرصات صدام المنشورة في جريدة الراصد. ذاك الرد الشجاع، جعل هذه الجموع تتصل بالحزب من جديد، وتطلب العودة الى صفوفه، والمشاركه في نشاطه الثوري المعارض للفاشية الصدامية، والمطالب باسقاط الديكتاتورية. لا زلت اذكر احد الكوادر الشيوعية، ممن عاصروا الخالد فهد، وكان معه في سجن الكوت، رافقه العشرات من مريديه. يطلب اللقاء بالحزب، ليضع نفسه مع مجموعته في خدمة الحزب، وخطه الثوري. وهو يقول بشموخ: "اي هسة الواحد يحس روحة شيوعي". فصفة النضال بكل الاشكال ارتبطت بذهن العراقي باسم الشيوعية.
انا اعرف، بل متاكد، ان الكثير من "الفلاسفة" و "المنظرين" من "المرجعيات" الشيوعية القابعة في "حوزاتها" الدافئة الانيقة في لندن، وبرلين، وكوبنهاغن، او الخائفة على وظائفها في بغداد، سيعترضون، ويدعون ان الو قت "تغير" ونحن نعيش في زمن ديمقراطي. على اساس بالديمقراطيات الغربية ماكو مظاهرات! انا اقول لهم، كما يقول متظاهري ساحة التحرير: نحن لم نر من الديمقراطية الامريكية الاسلامية، غير اللصوصية، والطائفية، والقتل على الهوية، وانعدام الخدمات. وهذه الديمقراطية، لا يريدها شعبنا، والشيوعيون طليعة الشعب. خلوا نصائحكم، لانفسكم، وانزلوا الى الساحة، ان كنتم فعلا شيوعيين! فنحن نشأنا، ونحن نرى الشيوعي يقف الى جانب الحق، ولا يخاف من قولته، او فعلته لومة لائم!
ان ساحة التحرير اشرف مقر، لحزب الشهداء، ولافتات المتظاهرين اصدق جريدة فهناك "طريق الشعب" الحقيقية. والمنشور السري، اوالعلني اكثر هيبة! كما ذكر شاعر الشعب العراقي مظفر النواب في مقابلاته التلفزيونيه عن نشاطه الثوري في الاهوار، وقول احد الفلاحين له: "لقد كنت في عصاك اكثر هيبة من البندقية التي تحملها الان"!
تظاهروا يا احفاد الجسر، والوثبة، وأل ازيرج، ومعارك الانصار الابطال، واضراب كاورباغي! دعوا النهر الثالث يفيض بالنضال من جديد ليكتسح تسونامي حزب الفداء كل الفاسدين نحو وطن حر وشعب سعيد!
رزاق عبود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقاء للاصلح
علي الحمداني ( 2011 / 3 / 8 - 21:04 )

عاشت اقلامكم في خدمه العراق الحر الذي عانى فيه الوطنيين اليساريين من القمع الفكري سنبقى وسط الجماهير فهي مقارنا ومحلياتنا

اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية