الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام بلا وزراء أمن

نصر كاظم

2011 / 3 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مضى عام على الانتخابات البرلمانية العراقية ولا تزال الحكومة تعيش عزلة الفراغ الامني تلبية لمقتضيات المحاصصة المقيتة وتأجيل البت في اعلان ملء الوزارات الامنية الشاغرة بوزرائها الى اشعار آخر.
هكذا مرّ عام من عمر الحكومة المنتخبة من قبل شعبها الذي تحدى الارهاب، متباهيا بالديمقراطية الزائفة، ومصدقا الوعود الذهبية لحكومته في القضاء على الارهاب واوكاره.. كواحد من مئات الاهداف التي وعدتهم بتحقيقها.. الا انها اثبتت عجزها عن اختيار وانتقاء وزراء امنيين، ولا نعرف "لمصلحة من هذا التأخير".
يوم السابع من آذار السنة الماضية خرج الناخبون بملء ارادتهم مندفعين صوب صناديق الاقتراع ليعلنوا بصوت عال رغبتهم وتفاؤلهم في احداث التغيير ويبرهنوا قدرتهم على تجاوز كل المحن ليحلموا بعراق آمن خال من الانفجارات والعبوات والكواتم، بعدما "تناغم وهما" معهم من يجلس الان على كرسي السلطة بتحقيق هذا الحلم والعمل على انجاز الحد الادنى من مطالبهم المشروعة التي تلاشت بمهب الريح. فالحكومة وخلال الاشهر الماضية انصرفت في دوامة تشكيل الوزارة وبعد مد وجزر وتحت ضغط الرأي العام جاءت الى قبة البرلمان لتعلن الحقيبة الوزارية الناقصة، وعلى رأسها الوزارات الامنية، تلك الوزارات التي وعد بها السيد رئيس الوزراء لتحيقق نجاح اكيد في حسمها الى جانب الملفات الخدمية، ولعل الملف الامني يتقدم عن سواه من الملفات كونه هو الذي يصنع الاساس لانجاز الملفات الاخرى.
وبعد طول انتظار استطاع الشعب ان يخرج من عنق الزجاجة ليعلن بدء ثورة الانتفاضات السلمية التي تبدو في ظواهرها مبشرة بخير، ليطالب باصلاح النظام وتوفير الامن والخدمات والحد من ظاهرة الفساد المستشري في مفاصل الدولة. وهذه الظاهرة الصحية التي تدعو الى استعادة الأمل والتفاؤل، استطاعت ان تحقق الحد الادنى من اهدافها تضمنت في استقالة بعض المحافظين والمسؤولين المحليين.
ومن جانب آخر اعطى رئيس الحكومة مهلة "المئة يوم" لوزرائه تلبية لمطالب الشعب الغاضب، فهل ياترى اعطى مهلة لنفسه ايضا لتحقيق الامن وتوفيرالامآن للمواطنين بعدما فوض نفسه لادارة الوزارات الامنية بالوكالة ؟ ام انه خارج دائرة المهلة التي وعد بها العراقيين الذين تعرضوا للقتل والاصابات والاعتقالات والضرب اثناء تظاهراتهم ضد نقص الخدمات والامن وتفشي الفساد، متى سيسعى رئيس الحكومة الى تقديم مرشحي وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ومتى سيتم الاتفاق عليهم؟؟ متى ستسعى الحكومة لتأمين الحماية وتوفير الامن للمواطن الفقير الذي يعيش الخطر يوميا ام ان هذا الملف لا يعني شيئا بالنسبة لمن يحتمي خلف الجدران الكونكريتية؟؟.
لقد مر عام على العرس البنفجسي الذي تأمل فيه العراقيين خيرا ونظروا فيه بداية لنورفي نفق مظلم عاشه منذ عام 2003، لكن ماحصل ويحصل في اللعبة السياسية هو استغفال للعقول والضحك على ذقن الشعب المسكين.
دعونا نحتفل بهذه الذكرى السنوية التي مرت من عمر العراقيين، حينما خرج فجر صباح السابع من آذار ليلون اصعبه بالحبر البنفجسي، واليوم لا يعرف سوى الندم على خروجه ذلك، دعونا نبارك للحكومة "الناقصة" بوزرائها.. ولتحيا ثورات الغضب التي خرج فيها الشعب، والتي ستقلب الموازنات رأسا على عقب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة