الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى سيتحرر العراق من سطوة الرجعيين ؟ 4

عبد الزهرة العيفاري

2011 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


• ان الحـاكم ينال تأييد الشعب اذا كان ديمقراطيا ً ونصيرا ً للحرية !! .
• بدأ مـحافظ ومجلس محافظة بغــد ا د باجراءات رجعية تمهيدا ً لنسف الحريات نهائيا ً في البلاد
• طأطأ المالكي رأسه امام الرجعية . فماذا ينتظر ؟ !!! . انه خسر الشعب .
من يتابع اخبار المحافظات عبر الاذاعة المرئية يشاهد ما يؤلم القلب ويجـعل الفكر في حـيـرة . اذ يشاهد المرء محافظات غنية بثرواتها الطبيعية والمناخية والعلمية ولكنها متخلفة في كل المقاييس حتى بالمقارنة مع المحافظات المتـخـلـفة احيانا ً ً . والمقرف حقا ً ان سكان تلك المحافظات لم يجدوا اهتماما ً كافيا ً من الدولة ولا ممارسة فعلية من قبل مجالس المحافظات لإخراج محافظاتهم من ازمتها وانقاذ البلاد عموما ً من مأزقها . وبذات الوقت عندما تسمع المقابلات التلفزيونية مع الموظفين المحليين المسؤولين ، صغارهم وكبارهم يتكون لديك انطباع عن الاسباب الحقيقية للمشاكل القائمة هناك وهي غالبا ً ما تتصل بالارتباك الناتج من غياب اي برنامج للعمل وللبناء على الارض بحيث له اتصال ، ولو من بعيد ، ببرنامج عام للبلاد . ناهيك عن الاختلاسات والسرقات المالية العلنية والمستورة !! . بل السائد هو التخبط حسب الامزجة بدلا ً من التخطيط والبرمجة . وان الانفاق الذي يقدر بالملايين والمليارات فهو الآخر لا يخضع للتخطيط ولا يقترن بالتنفيذ . و لهذا بالذات نرى ان البلاد تترنح بين فشل المشاريع والفساد المالي . اما الـد وائــر الرسمية المسؤولة فهي غالبا ً ما تـكـون مـشـتـركــة بالـفسا د ( او الفرهود بابشع صوره ) و هي عادة ً بعيدة عن التدقيق والمساءلة !! . والمحصلة النهائية : ان التخلف بقي ملازما ً لكيان المجتمع العراقي ، حكومة وشعبا ً واقتصادا ً ولم نر بصيصا ً في نهاية النفق !!! سيما وان الحكومة اغلقت عينيها واذانها لكي لا ترى ما حولها ولا تسمع صوتا ً للشعب .
وبعد هذه الصورة الكالحة لابد ان نـوجه سؤالا ًمشروعا ً للحكومة ؟؟ ماذا عساها ان تقول حول بعثرة اقتصاد البلد وعدم الإكتراث بحياة الناس والامتناع عن اتخاذ التدابير التي بامكانها ان تحل مشكلة البطالة ؟ بل وما ذا ينتظر رئيس مجلس الوزراء ؟. وهو المسـؤول الاول عن اداء وخروقات المحافظين ومجالس المحافظات ايضا ً . وبكلمة اخرى اين رئيس الوزراء بالذات من هذه الفوضى وهو المسؤول ليس فقط عن استشراء الفساد والاثراء الحرام واستخدام امكانيات الدولة لاغراض شخصية بل وللتأثير على اجهزة الدولة لتذهب جهودها لاغراض طائفية تتعارض مع القانون والوحدة الوطنية !!!! . امــا عن استبداد المجالس والمحافظين فانه اصبح يذكر الناس بايام خير الله طلفاح . مع فارق واحد . ان طلفاح لم يكن يحتاج تأييدا ً من رئيس وزراء او حاكم قريب من ذلك ً !!! كما يحدث اليوم !! .واننا لا نحتاج الان الى كثير من الذكاء لنشير الى مسؤولية المجالس بالنسبة لتقصيرها في اداء مسؤوليتها ازاء الخدمات البلدية ضمن مساحتها الجغرافية . فهي معروفة باهما لها حتى بالنسبة لتنظيف الشوارع من المستنقعات واكوام المزابل داخل المناطق السكنية وهي كذلك لم تقم بمسؤوليتها في المحافظة على ممتلكات الناس وارواحهم . واعضاؤها لا يفكرون بضرورة توفير الاجواء الثقافية للشباب في حدود محافظاتهم كواجب رسمي ووطني واخلاقي . .. اذن ماذا اراد ممثلو السلطات لبعض المحافظات حين اظهروا للناس الجانب الرجعي من عقليات العهود البائدة وذلك عندما جعلت " مهمتها غير المقدسة " تبتديء بالاعتداء على رمـوزالثقافة والاخلاق وسحق المثل العليا في المجتمع كما في محافظة العاصمة بغداد عند هجومهم على اتحاد الادباء . اوتمـنـع الناس من سماع الموسيقى حتى في الاعياد الوطنية كما في بابل وهم يسكنون جـوار موطن القيثارة السومرية . ثــم يـبـخل مجلس البصرة على الاطفال ( واكثرهم يتامى وابناء شهداء ) ان يفرحوا ويضحكوا عند مشاهدة العاب السرك . ومديـنـتـهـم كانت كلها عبارة عن مد رسة تـشع فيها انوار الثقافة والشعر والنحو بالرغم من ان المدن المجورة لها كانت محاطة بظلام القرون الوسطى . ولكن السؤال: هل مارس رئيس الوزراء واجبه الانتخابي ليـردع اصحاب تلك التصرفات الرجعية؟ . علما ً ان الشعب يعرفهم باسمائهم كما يعرف ماذا كانوا يعملون ايام العهود المندثرة !!! . انه سؤال ينتظر جوابا ً من رئيس الوزراء شخصيا ً عن هذا التهور الفظ من قبل اكثر اعضاء المجالس ومحافظيها . بل وعن تلكؤه هو شخصيا ً عندما لم يمارس الدفاع عن سمعة الثقافة والادب في البلاد او عن حرية ابناء الوطن . مع ان هناك اشارات اكيدة تدل حتى على موافقته على الاجراءا ت الاعتدائية التي حصلت في المحافظات المذكورة كبداية لسياسة اكثــر رجعية يضمرونها للبلاد بحيث تذكرنا بايام عهود بائدة كنا نضن ان زمانها قد ولى الى الابد ؟ !!! .
و مما يؤسف له ان حكامنا قصيرو النظر !!. اما داكرتهم فتكاد تكون معدومـة . فالاحداث الكبيرة تجري امامهم ، والتـسقيط آخذ بالانتشار في دول الجوار . وكان املنا ان يسلم العراق من الاهتزاز والسقوط لانه اخذ يتمتع بشـيء من الحريات الديمقراطية بالرغم من شحتها . الا ان رأ س الحكومة نفسه تعرض للاهتزاز واخذ يتصرف بغير حساب لعاديات الزمن !! . وعلى الاغلب انه اخذ يعاني من امراض الزهو والغرور بقوته بالرغم من انه اكتسبها بفضل الجما هـير وليس بفضل الرجعية البائسة . . ويبدو انه سلم رقبته لعناصر رجعية ( اسلاموية ) طالما حاربت الوطنية والوطنيين ايام زمان . وبالنهاية اخذته العمائم المشبوهة لتسيره كما تشتهي . ومن المضحك حقا ً ان هذه العمائم الرجعية هي التي خططت وتخطط لاسقاطه ودفعه خارج الملعب غير مأسوف عليه !!! . وهكذا بدأت بتوريطه بالموافقة على الهجوم على اتحاد الادباء وعلى شخصية الـمـرأة العراقية بمثابة ان هذا يمثل الخطوة الاولى الذي تسبق الانـحـراف الكلي وربما سيتبع ذلك تنكر صريح للحرية وللانفصال عن الشعب . ان الرجعية التي نادت برفضه كرئيس للحكومة هي نفسها دفعته الان امام الملأ عاريا ً (ربي كما خلقتني ) ليعلن رسميا ً مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي ومنعه عمليا ً من النشاط العلني في الساحة السياسية !! وهو يعلم تمام العلم ان الحزب الشيوعي واحد من الاحزاب الوطنية المناضلة بعناد ضد الانظمة الرجعية ــ الدكتاتورية في كل العهود السياسية التي مرت على العراق ! . والمضحك ... ( وشر البلية ما يضحك ) انه رجع ــ كما يقول ابناء الشعب في احاديثهم ــ الى احضــــان ( اعلام الرجعية ) المعروفين حتى ان بعضهم معــروفــون بولائهم (لايـــران ولــدولة الـفـقـيـه) . وبذات الوقت ، و في هذه الاجواء المكفهـرة يطلق العنان لبعض المعممين ( الحـكـيم والشيخ حمودي واشخاص في الحوزة ) لنهب ثروة العراق وتسجيل الاملاك بالجملة ( ومنها البساتين بعد قطع النخيل فيها ) باسمائهم واسماء ذويهم . ان الــوطـنـيـيـن العراقيين ( بما فيهم كاتب هذه السطور ) ايدوا المالكي ولا يريدون السقوط له . وانهم ساندوه في احلك الظروف واقساها . ولكن جوابه كان التنكر لهم والانحياز الى الرجعيين وهم يختـفـون بجيوب وحاضنات يعرفها الناس ويتا لمون من جورها . !!
على ان السياسة من صفاتها قابلة للتبديل ، والخطأ يمكن اصلاحه ، والسياسيون امامهم فسحة لتدارك الانحدار ....واننا نأمـل من السيد المالكي ( او غيره ) العودة الى احضان الوطن . فالوطن كالام الرؤوم . دائما ً تصفح عن ابنائها عندما يشطوا ويخطأوا . وامام رئيس حكومتنا الفسحة الرحبة اذا ما اراد العودة الى الشعب . فهل ياترى سيتم لنا هذا الحلم ؟؟ .. نحن نود ذلك !! . خاصة وان الشرق الاوسط يغلي ، والشعوب بدأت بالنهوض ، والعولمة اخذت تسمح باسقاط الدكتاتوريات والسياسات الرجعية لصالح الليبرالية الاقتصادية ، وان المرأة تتوق الى العيش الكريم لتضمن لنفسها احترام المجتمع لشخصيتها ، وقد زال الخوف من الحكام المتجبرين ، بل وقد حل الوقت الذي به اخذ الحكام انفسهم يخافون الشعب ومن الشباب خاصة . ولعل حكومتنا ستقرر اطلاق الحريات كاملة للشعب . وحسنا ً لو يتفضل السيد المالكي ويتقدم بالاعتذار من الشعب عوضا ً عن المسيئين من الموظفين الكبار الذين تعاملوا مع الناس بدون احترام ........!!! و يتخذ قرارات ديمقراطية ليعيد الامور الى نصابها بالنسبة للحزب الشيوعي واتــحــاد الادبــاء ولـكــرامة الـمـرأة . فـفي هذا مجد تليد للما لكي او لاي رئيس آخر يتصرف بالحسنى تجاه الشعب . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا