الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيصل العرب بر الأمان بنجاح ثوراتهم العصرية ..؟

مصطفى حقي

2011 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


والسؤال هل لجماعة من الناس وهم في قمة ثورتهم على الطغيان أن يقودوا سفينة في عرض المحيط إن لم يكونوا خبراء وضليعين في الملاحة البحرية ، هل يمكن لأي شخص مشبع بالثورة أن يقود طائرة إن لم مؤهل مهنياً وفنياً لمثل هذه القيادة ‘ هل يمكن لألاف من الشباب الثائرين المتحمسين أن يشيدوا بناءً ان لم يكونوا خبراء معماريين .. هل يمكن للشعوب العربية أن تحقق الحكم ديمقراطياً وهم لم يمارسونها سابقاً ... بدءاً من تونس وانتقالاً إلى مصر شاهدنا ثواراً معظمهم من الشباب يسجدون في الساحات العامة خاضعين مستسلمين لروحانية عاطفية تسلبهم العقل والتفكير الممنهج ، وتسيرهم شعارات مثيرة في لفظها وتردادها ، وفارغة خاوية في إمكانية تحقيقها على ارض الواقع سوى تلك الشعارات المكتوبة ، وترددها الجماهير ببغائية ومع ذلك فإننا لا نأخذ على تلك الجماهير هبّتها ضد طغيان ، واستبداد حكام وحكومات ، والسؤال أيضاً أليس هؤلاء الحكام والقائمين على الحكومات هم من صلب هذا الشعب ومن ثقافتهم ذاتها ، هل هؤلاء الحكام من وادٍ آخر ولا يمتون لشعوبهم بأية صلة , وهل من قال ، كما أنتم يولى عليكم يخرّف أم ينطق الحقيقة ، أليست تلك الشعوب تؤمن إيماناً أعمى ، وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم طاعة مطلقة ، والأمية المطلقة من عدم معرفة القراءة والكتابة تغطي أكثر من 50% من الشعوب الناطقة بالعربية وان أكثر من 40% من المتعلمين الذين يجيدون القراءة والكتابة هم أميون في الثقافة العامة ، ومع الأسف منهم من يحملون شهادات عالية ( الدكتوراة ) متعصبون لثقافة متخلفة قبلية أو دينية طائفية ، وهم أخطر من الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون ، أليست العاطفة الفجة لم تزل تحرك هذه الشعوب ولتقف خلف أئمة نمطيين وفي الساحات العامة لتركع وتسجد وتكرر ما تحفظه منذ الولادة كما أسلفنا ، وهل الحكام الجدد سيختلفون عن الذين سبقوهم إلى الكسب وجمع الثورة وعبر فرصة لن تتكرر ، وما هو الضمان الذي يضمن سلوك الحاكم الجديد الإيجابي ، والمغاير لمن سبقه ، وكيف يمكن لأي حاكم ولو كان منزلاً أن يقضي على البطالة ، ويؤمن عيشة راضية لكافة أفراد الشعب في ظل التخلف الصناعي والزراعي والعلمي ، والاعتماد حتى على رغيف خبزهم وحليب أطفالهم من الغرب ، والشعوب العربية تؤمن إيماناً أعمى بتكاثروا لأباهي بكم الأمم ..؟ وهل عبر موعظة تفاءلوا بالخير تجدوه يمكن للخير أن يعم المجتمع وبمجرد أمنية مسدودة برزقكم وما توعدون ، والله يرزق من يشاء وخلقناكم درجات ، وسمح الجمع بين أربع زوجات وما ملكت إيمانهم ، والفقير المعدم يجب أن يصوم ويصبر ، ولا يسمح لأي من الذين يحوزون على أربع زوجات ويزيد بما ملكت إيمانهم أن يكتفي بثلاث نساء ويتنازل عن إحداهن لهذا الصائم المسكين ، وهل هؤلاء الثائرون يمكنهم أن يحققوا العدالة الاجتماعية ويطالبوا بها وفق تراثهم الديني أم يكفروا ويلحدوا إذا ما طالبوا بالديمقراطية والتشبه بالغرب الكافر والمشكل أن الثورات على الحكام مرفوضة دينياً إذ يؤكد اللحيدان ( قدس الله سره ..؟)"كررت التأكيد على أن المظاهرات غير شرعية لما يترتب عليها من المفاسد من إتلاف الأموال، أو سفك الدماء، أو الترويع، إلى غيره، وإذا لم يحصل من هذا شيء أبدًا، فإنه يحصل فيها تعطيل الناس عن القيام بأعمالهم، وفتح متاجرهم، وكل ذلك لا يجوز".(تم) كما أن السيد القمني وعبر مقاله معضلة الثورة المنشور في الحوار يروي : هذا ناهيك عما أضافه الحديث و الفقه من بعد للإسلام، بما يجعل تحكيمه في السياسة اليوم كارثة تُلقي بنا في ثُقب التاريخ الأسود و نحو الهلاك ، فأكًد أن درء الفتن (الثورات) مٌقًدًم على جلب المصالح، و سلطان غشوم خير من فتنة تدوم، و الشرط الوحيد لخلع الحاكم أن نرى منه كٌفرا بواحا بأصل من أصول الدين، و أن الخروج على الحكام حرام بإجماع المسلمين حتى لو كانوا فسقة فجرة و من فعلها فإنه يموت ميتة جاهلية، و أن عليه أن يسمع للأمير و إن ضرب ظهره و أخذ ماله و لا يجب أن تسأل الحكومة عن حقوقك إنما إذا سألت فاسأل الله.( انتهى) وأخيراً هل من الممكن أن تترجم هذه الهبّة من الثورات وعبر المحظورات الدينية إيجابية الثورات العصرية ، والزميل السيد أحمد بسمار قد خلع عنه في مقالاته الأخيرة ثوب التشاؤم ولبس قميص التفاؤل المزركش وهذا انقلاب بالنتيجة إيجابي ولكنه يبقى في خانة الأمنيات ومنها المقالات : أيها النائمون من سنين مريرة طويلة .. العار.. العار.. ولماذا؟؟؟ الشعب يريد تغيير نظام.. الطائفية!!!... نعم يا صاحبي سنبحر في عالم الأمنيات إلى يوم يبعثون إذا لم ننضج ثقافياً عصرياً ونفكر بعقلانية خارج الروحانيات والأساطير والعنعنات والحوريات وستنجح ثوراتنا يوم القيامة...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام صحيح
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 8 - 16:34 )
آه يا صديقي الجريء.. كم نحن بحاجة اليوم أكثر من أي يوم آخر, إلى الآلاف الذين يفكرون ويحللون مثلك, حتى نبدأ مسيرتنا الحقيقية نحو ثورة حقيقية. ولكن طالمنا فكرنا مكبل بالمبادئ والتقاليد والعادات الغيبية والاتكالية على السماء والأنبياء وليلة القدر, فكل ثورات الأرض لن تغير فاصلة واحدة من مصيرنا.. وسيبقى القرضاوي وأمثاله من يخططون ويفصلون بأي قدم نبدأ, وإلى أين نمشي. ما لم نتخلص من هذه العقليات الغيبية المتحجرة الجامدة.. لن نرى الخلاص والنور أبدا...
لذلك أولى انتفاضاتنا, يجب أن تكون ضد الجهل والجهالة وبائعي الغيبيات ومفرغي العقول.
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة


2 - التاريخ الشاهد الوحيد الذي يُعتد بقوله
محمد الحراشي ( 2011 / 3 / 8 - 17:48 )
نشكر أولا غيرتك الدفينة على هذه الشعوب التي عاشت يوما من التاريخ في دوامة العدو من أمامكم والبحر ورائكم بعدما سُلبت منهـا إرادتها ومحاولة إدخالهـا في سيرورة إخضاعية ومتوالية رتيبة تهميشة ودالة هندسية إصلاحية أحلامية .
سيدي إن الشعوبَ العربيةَ صناعةُ مكتملة (لولا القوانين التاريخية) الجوانب وراسخة قوائمهـا لا تزعزع إلا بثورة كالتي شاهدها العالم التي كانت شوكة لبذرة غرسها أولئك الذي إستولوا على مقاليد الحكم زورا وإغتصابا ، نعم زورت الإنتخابات على المستوى الداخلي للبلدان ولكنها وعلى العالمي منه لم تُزور بل إنتخبت من رؤساء العالم إنتخابا شرعيا ، فأصبحت الشعوب تساق من ناصيتهـا ولكنها بعدما قطعت الحبل أصبحت يقظة منتبهة مشاركة بل مقررة لمـا تريده ، فإن كان القادم ليس بأفضل بماكان فدعها تشرب من علقم عصيرها وتلكم الديموقراطية والصيرورة التاريخية ، فكفانا تسفيها وإن أنكرناه لما للحدث الذي صنعته تلك الشعوب ،وجوابا على تساؤلاتك فيجب أن نعلم أن المرحلة القادمة ليس مرحلة ديموقراطية تضاهي مثيلتها الغربية فهذا ما لا يستصاغ ويعقل ، وليس في نفس الوقت دليلا على تعقيم الحدث .
شكرا


3 - اتفق معك
يمني متمدن ( 2011 / 3 / 8 - 22:38 )
اشكرالكاتب مصطفي حقي من بديت الثوةالتونيسيةالي الان عندماقرات مقالك واناابحث عن مقال بهذاالموضوع مثلامايحصل عندنافي اليمن من مايسموهاثورةان هي الامخطط للاسلامين ممثلةفي حزب الاصلاح لكي يقيموالدىلةالاخوانيةلعلك سمعت الزنداني ولحيةالحمراءمثلمافعل القرداوىي


4 - علينا أن نحاول ...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 3 / 9 - 11:00 )
الرائع أحمد بسمار بتفاؤلك بتشاؤمك تناضل وبروح مرحة لك الشكر والمحبة الأخ محمد الحراشي نعم ان الشعوب العربية صناعة مكتملة على النمط الجاهلي أما حديثاً فحدث ولا حرج وأشكر مشاركتك
الأخ اليمني المتقدم ، نعم يا صاحبي ، إذا كانت الشعوب معظمها غارقة في الجهل والتعاليم الروحية حتى أذنيها ماذا تتوقع منها وبالنتيجة لن يستطيعوا أن يقوضوا حجرة واحدة من جدار برلين العربي وأشكرك

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو