الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي فوضي !

محمود عبد الحى

2011 / 3 / 8
حقوق الانسان


هي فوضي ! استفهام أم توصيف حالة ، هي فوضي هو آخر أفلام المبدع الراحل عبقري السينما المصرية يوسف شاهين .
هي فوضي فيلم انتاج عام 2007 ، قصة و سيناريو و حوار ناصر عبدالرحمن ، إخراج يوسف شاهين ، بطولة خالد صالح ، منة شلبي ، هالة صدقي ، هالة فاخر ، يوسف الشريف ، عمرو عبد الجليل ، أحمد فؤاد سليم.

الفيلم عبارة عن حالة وطن تحول و تبدل و تبدد أيضا ، عن وطن انتهكت حرماتة و سرقت أحلامة و سٌحقت آمالة ، الفيلم عبارة عن صرخة استغاثة من حالة بعثرة القيم و المباديء و المعاني .

قصة الفيلم باختصار عما آلت إلية أحوال مصر بعد استبدال المحتل الاجنبي بالمحتل الوطني! ، و الفيلم بالمناسبة يوصف أحوال جميع الجملكيات العربية الاخري مع بعض الاختلافات التيكتيكية و اتفاق جميع الثوابت الاستراتيجة لهذة الجملكيات.

تدور قصة الفيلم حول امين الشرطة "حاتم" و هو الفاسد المستبد المرتشي المنافق المتجرد من كل القيم ضحل المحصول المعرفي و التعليمي ، يمارس حاتم جميع أنواع البطش و يتفنن في تطوير صنوف العذاب و الظلم طبقا لما يرضي عنة قياداتة و يجعلهم يتغاضون عن فسادة و يدافعون عنة إذا لزم الامر .

و يلخص حاتم بعباراتة البسيطة أعقد التحليلات السياسة و لنتأمل مشهد إلقاء القبض على الشباب المتظاهرين و يتحدث إليهم حاتم كالتالي " اوعو تكونوا فاكرين البلد سايبة..لا ..البلد فيها حكومة و حكومة من حديد ..و الحكومة دي هي أنا " .

حاتم لا يهتم بالقانون ولا أحكام القضاء فعندما تفرج النيابة عن الشباب المقبوض عليهم في المظاهرات و لا يكون القرار علي هوي قياداتة يكون رد حاتم " ولا يهمك يا باشا قرار الافراج بيتنفذ من عندنا.. و ساعتك قلت لا يبقي أنا هأقول لا لحد ما سعدتك تقول اة يبقي أنا أقول اة " .

حاتم يعشق القوة حتي عندما يحب يريد ممن يحبها أن تبادلة الحب حتي إن لم تكن ترضي و يدور بينة و بين جارتة التي يحبها يهددها " خايف عليكي من نفسي...غصب عني لما بزهق ببقي وحش " .

حاتم يفرض الاتاوات و الرشاوي علانية علي الناس و من لا يقبل بذلك يكون لحاتم تهديد صاعق يٌنهي الموقف لصالحة بحزم ، و يكون المشهد علي النحو التالي يجلس حاتم في إحدي المطاعم يأكل بكل شراهة و ينتظر الناس أمامة بالطابور يتحدثون معة عن مشاكلهم الذي يستطيع أن ينهيها لهم حاتم بعلاقاتة في مقابل رشوة يحدد قيمتها هو حسب نوع الخدمة ، عندما يحاول صاحب المطعم أن يحصل منة ثمن ما أكل بة فيذكرة حاتم بمحضر قديم لم ينتهي علي صاحب المحل و يرد علية في جملة قاطعة " الي ملوش خير في حاتم... ملوش خير في مصر " .

يسرق حاتم صورة لجارتة التي يحبها حتي يتلذذ بالنظر إليها و يضعها في غرفة نومة .

يذهب حاتم إلي مكتبة في قسم الشرطة الذي هو بالاساس قصر لاحد امراء العائلة الملكية السابقة ويدور بينة و بين "عم سيد" الساعي الذي كان يعمل في خدمة أمير القصر ثم ظل يعمل بالقسم بعد تحويلة الى قسم شرطة و يسأل حاتم "مين بقي البرنس دلوقتي يا عم سيد ..أنا ولا هو " فيجب الرجل العجوز برد بة كثير من الحكمة " هو ..لكن أنت الملك " .

و عندما تقوم مشاجرة عنيفة بين المسجونات يتدخل حاتم لفض المشاجرة بينهم بالقوة ، و يقدم حاتم الحل السحري و يأخذ الاموال التي هي سبب المشاجرة قائلاً "هتموتو بعض عشان ملاليم يا غجر " ثم يجلس حاتم مع إحدي العاهرات التي هي طرف المشاجرة و هي عشيقتة أيضا .

و يستمر حاتم في منافقة و محاولة إرضا رؤساءة في العمل ، و عندما يسألة هل عرف أحد عن إحدي القضايا يكون رد حاتم " سعتك التي تقرر مين الي يعرف و مين الي ميعرفش..و في الاخر كلو هيتنسب لسعتك " ، و عندما يريد حاتم أن يأخذ رأي رئيسة عن أحد المسجونين الذي توفي يقول لة " و الراجل الي كان مات من فترة أنا نقلت جثتة التلاجة ..عايز بس حضرتك معلش تقولي ..مات ازاي هيموت امتي عشان أنا اتصرف و اكتب التقرير " .

و عندما يعود حاتم للمقبوض عليهم بالمظاهرات و يحاول أن يستفسر أحدهم عن سبب بقاءهم و قد أمرت النيابة بالافراج عنهم يكون رد حاتم "هنا في قانون واحد بس..قانون حاتم" .

و يقوم حاتم بتدبير عملية سرقة من داخل قسم الشرطة لاحدي اللوحات الاثرية ، و عندما يفشل حاتم و السارق المساعد لة في الخروخ باللوحة يقوم حاتم بقطع اللوحة بشفرة حادة ! فما من مساعدة إلآ أن يثور علية قائلا "شوهت اللوحة ..و أنا عمال أقولك يا غالي د أنت لا غالي ولا نيلة أنت مبتفهمش حاجة خالص" ، و يعتقد حاتم بجهلة أن مساعدة لا يريد أن يدفع لة باقي الاموال المتفق عليها في السرقة ، فيخبرة أن اللوحة منذ 130 عام و قيمتها تتعدي نصف مليون جنية فيرد حاتم " عرفت قد أية أنت حرامي نتن عايز ترميلي خمس تلاف جنية و تاخد أنت نص مليون جنية تلهفة بس وحياة أمك.. ما هتشوف نور الشمس تاني " .

و يعود حاتم يريد أن تحبة جارتة التي لا تحتمل النظر في وجهة القبيح فيذهب لاحد المشايخ يطلب منة أن يقوم بعمل حجاب محبة لة كي تحبة جارتة ! ولا يمتلك الشيخ إلا أن يقول لة "قوم اتضوء و صلي و اذكر الله " ، و يذهب حاتم بجهلة المغموس في شهوتة إلي أحد القساوسة يطلب منة حجاب محبة ! و عندما يرفض الرجل فما من حاتم إلا أن يثور علية قائلا " طاب علي فكرة بقي المولد قرب مفيش احتفالات السنة دي ولا ترانيم ولا بخور ولا زعف ..و مفيش مواكب في الشارع ممنوع التجمهر قانون طواريء " .

يتحول حاتم إلي كتلة من الجهل النشيط و يبحث عن أي حل سحري كي ترضي عنة جارتة و تحبة و لكن دون جدوي .

و يشتبك حاتم مع شخص لم يكن يعرف أنة وكيل نيابة و يكاد يطلق علية الرصاص ثم يتراجع و يقوم وكيل النيابة بعمل محضر عدم تعرض لحاتم ضد جارتة فما من حاتم إلا أن يتحول إلي كتلة من الغضب و يصب جام غضبة علي المعتقلين .

يشاهد حاتم جارتة التي أحبها حباً كبيراً لكن دون جدوي و هي تحب وكيل النيابة الذي يمتلك سلطة أكبر منة و يشعر حاتم بالعجز و هو صاحب الحيلة الواسعة و القدرة النافذة في كل امور الحياة .

يدبر حاتم للقاء لة مع جارتة التي يحب في يوم "عيد شم النسيم" محاولاً لاخر مرة أن ينال حبها و يدور حوار من نوع مختلف يكشف عن أبعاد جديدة في شخصية حاتم الضعيف المجني علية و يقول " يا نور أنا أغلب مما تتصوري ..من يوم ما فتحت عيني علي الدنيا و أنا يتيم ..أمي سابتني و أنا عمري سنتين و أتجوزت بعد ما أبويا مات ..و عمي كلني سرقني و سرق أرضي ..عشت متشحطط من بيت لبيت ..عند خالتي الاكل بمواعيد و عند عمتي الحمام باذن .. و عند عمي التاني الضرب ع الكيف و ممنوع أعيط ..عشت طول عمري جعان و عمري ما شبعت ....عيل عمرة سنتين يا ناس و ميعرفش يلعب ..مفيش حد بيربي حد يا نور من ابتدائي و أنا في ملجأ محبوس هناك ..خرجت ورثت بدلة أبويا و بقيت أمين شرطة " .

ويقوم حاتم باختطاف جارتة و اغتصابها بمساعدة أحد المجرمين ، و يحاول وكيل النيابة أن يحاسبة ولكن يقوم رؤساءة بمساعدتة في الخروج من القضية دون عقاب ، و تكون هذة القشة التي قسمت ظهر البعير فيتجمع أهالي المنطقة بعد معرفة ما حدث و يقررون الانتقام من حاتم محملين بكم من الغضب و الضيق و الضجر ضد كل ما حدث لهم من قبل حاتم من فرض الاتاوات و تلفيق القضايا و ظلمهم و يقوموا بالهجوم علي قسم الشرطة محاولين القبض علي حاتم ، و يدخلون القسم لاخراج كل المحبوسين ظلما داخلة ، و ينتهي الفيلم بموت حاتم .

القصة باختصار هي قصة الثورة المصرية ، ثورة الغضب و الكرامة ، ثورة ضد كل حاتم في هذا البلد المحبوس ، لم نعد نقبل بها فوضي و لا حتي نرتضي بعد اليوم أن يكون "هي فوضي" سؤال أو جواب ، لم نعد نرضي بمستبد اجنبي أو وطني و لن نعود إلي الاستبداد ثانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م


.. اشتباكات واعتداءات واعتقالات.. ليلة صعبة في اعتصام جامعة كال




.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن