الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركته وحيدا-

انيس شوقي

2011 / 3 / 8
الادب والفن


تعودنا دائما" ان نحتفل يوما" في العام
بعيد الام بل ان الام تحتاج كل سنين العمر
للاحتفال بها الايستحق الاباء يوما للاحتفال بهم ؟
تركته وحيدا"
لم تكن تريد ان تودع الحياة بمحض ارادتها رغم انها على يقين ان الموت قدرا" مكتوب على كل انسان . كان تشبثها بالحياة تعزوه لاسباب عديدة الاول ولديها اللذان لم يتجاوزا الربيعين من عمرهما والثاني زوجها الذي يهتكه الفقر بسبب تدهور حالتها الصحية واستفحال المرض الذي ياكل جسدها يوما" بعد يوم الى ان وصلت الى حالت عدم النطق فقط تكتفي بالاشارة او الايحاء للاشياء التي تحتاج اليها ليستطيع جلبها من كان حولها حتى لو كانت صعبة في بعض الايحيان . كان يتمنى ان تتحقق له معجزة من السماء رغم انه يعرف ان زمن المعجزات قد انتهى لم يفكر باي شيء سوى ايجاد حل لماتعانيه من آلام مرضها والحزن الذي سيخيم في بيتهما زمنا" طويلا لانه يعرف كيف ستكون النهاية . لم يفكر ابدا" بالاشياء التي ذهبت ادراج الرياح فكل الاموال التي انفقت لاجل شفائها لم تجد نفعا" وحتى الاشياء الثمينة من قطع اثاث واجهزة منزلية كانت موجودة في البيت لم تكن عزيزة عليه فقد تم بيعها لتسديد نفقات العلاج رغم انها كانت كل قطعة موجودة في البيت تحكي موقفا" من مواقف علاقتهما التي لم تمضي عليها سوى سبع سنوات لم يكن يطيق العودة الى البيت ليرى مالايود ان يراه فلم يكن سوى الحزن الذي انتشر في كل اركان البيت والعويل الصامت الذي يحكي مئات المواقف التي تم طيها في السابق وطويت خلف الضباب . هاهو يحاكي نفسه . ماذا يفعل ايشنق نفسه ؟ ايعلق جسده امام عتبة داره ليجلده بالسياط كل من اتى لزيارتها ؟ ان صرخات اهاته التي بداخله تتفطر لها ارض مدينته . كان يعرف ان الحياة قد اوصدت جميع نوافذها امامه فقد احس بضعف قوته وقلة حيلته ولم يعد هناك ماينفقه او يبيعه من قطع اثاث فقد افرغ البيت تماما من كل الاشياء ولم يعد في جيبه سوى مبلغ زهيد يكفيه لحقن زوجته بالسرنجه الاخيرة هذا ماقله طبيبها . كان يعرف ان ناقوس الحزن سيقرع وان الفراق الابدي ات لامحال بعد ان استنفذ كل مالديه من امكانيات مادية ومعنوية فقد اوشك ان يكون الوقت صفرا" بالنسبه له لم يفكر في يوم من الايام ان النهاية ستكون بهذا الشكل المرعب فقد عانى لاجل ارضائها والفوز بها اولا كحبيبة وثانيا زوجة واما لطفليه لم يفكر للحظة كيف ستكون الحياة بدونها رغم تيقنه ان حياته لاشيىء بعدها لكن قدرها ان تتركه وحيدا" . لم يبكي لم يصرخ لم يطلق الاهات من فمه لانه قرر منذ ان عرف مرضها ان يكون جبلا" ليستطيع مجابهة العاصفة الاتية .. توفيت نعم . تاركة خلفها ولديها وبيتا" خاويا وباقة من الحب والذكريات ترسخت في ذاكرة زوجها ليعيش بها ماتبقى له من ايام ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
بشار محمد ( 2011 / 3 / 9 - 17:52 )
تحية الى الكاتب انيس شوقي وارجو ان يستمر قلمه بالكتابة .. إن كلامك جميل واحساسك مرهف وأرجو ان لا تكون هذه اخر ما تكتب فنحن بحاجة الى جميع الأقلام التي ترسم الحياة و إن كانت على الورق فهذه لربما البداية نحو حياة جديدة نعيشها


2 - تركته وحيدا
منتهى سلمان ( 2011 / 4 / 18 - 17:17 )
لقد وجدت قصتك بطريق الصدفة فلم اتوقع ان اقراء لك المزيد بعد ان قرات امنيات ضائعة لكنني وجدتك متالق اكثر في تركته وحيدا فزاد اعجابي بك اكثر ومن هنا سابدا بمتابعتك اكثر فاكثر املتنا منك ان تكتب المزيد لانني اشعر بك قريبا الى افكاري 00مع تحياتي لك استاذي الفاضل 0

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل