الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف الآن .... طيرانٌ حتى الافق

سليم مهدي قاسم

2011 / 3 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اهداء الى : احمد سعداوي .. احمد عبد الحسن .. حسام السراي .. علي السومري .. محمد غازي الاخرس .. سعدون ضمد .. واخرين ...

من اكثر الاشياء التي تعين المثقف على حفر ثقب في جدار العالم هو ايمانه بالمستقبل ، فمن خلال التقدم الى الامام بخطوات الكنغر وبطيران النسر التي لديها القدرة على القفز والتحليق لتجتاز القيم والعادات والتقاليد التي تستنزف الطاقة الابداعية للكائن ، من هنا يتولد الشعور بالاقتراب اكثر من مياه الانسان العميقة . وبالأصابع النقية التي لم تلوث بعد ، الاصابع التي تشير الى كل ما يخترق حجاب الحياة ،والى حيث تكون الحرية هي الامل الاخير لما هو قادم وبخلافه فهو العقم الذي لا ينتج الا التخلف والتدهور والاندحار .
سيرة النخبة المثقفة الان التي لن نجد صعوبة في تلمس اسمائها في هذا الحراك التاريخي الذي يفيض مثل نهر الى درجة اغراق البساتين المجاورة حتى الاكثر جفافاً منها مثلما اعتقدنا حتى وقت قريب ( تونس . مصر . ليبيا . اليمن . البحرين . العراق . عمان . السعودية ) هذا الماء وصل بدفعه القوي مثل سد منهار ، وصل الى الجماهير فغسل ارواحها وهذب احاسيسها ، الثورات تهذب وتغسل الانسان، لان الثورة لا تبنى الا من خلال صوت المثقف وهو يفتح فمه ليصرخ مع الجماهير ، بحيث يتعذر على المراقب ( الغرب مثلاً ) ان يميز الفم الذي يصرخ ، في الثورات الفم واحد ، الكلّ يتكلم في وجه الجلاد .
الجلاد يسمع من فم واحد ايضاً ، والفم واحد لديه القدرة على كسر الابواب وفتح النوافذ حيث البرد يدخل الى الجلاد الذي يحتمي بكرسيه فيلتصق اكثر ، ثم ان هذا البرد برد الجماهير التي تصرخ بفم المثقف ، لديها طاقة سحرية ، حتى انني ان لم اكن ابالغ فأنني مكاني هذا امام شاشة البلازما ، اكاد ان ارى الهوة التي تفصل هذا الجلال عن الحيوان تتلاشى ، وصت المثقف القوي بفم الجماهير بإمكانها ردم الهوة .
اؤمن ان الكلمة وهي تسير الى الجماهير تستطيع النفاذ الى جوهر الاشياء بشكل جيد ، هكذا ازهت الديانات ، وهكذا اصبح الانسان بإمكانه ان يتلمس عقله بمعنى ان يتلمس انسانيته من خلال حقول الفلسفة .
يبدو ان قيمة الحياة لا تأتي من الاحساس بها ، وانما من قيمة الجمال الذي يخترق الفكرة التي تعيش داخلها ، وهذه الفكرة لا يستطيع الكائن مفرده اخراجها من الخزانة الا مساعدة المثقف . المبدع . النبي . الرائي ( حسب تعبير رامبو ) .
العشبة التي عثر عليها كلكامش وصلت في محطتها الاخيرة الى الفم ( المثقف ) وهاو هو اليوم الفم يقولها عالياً الى الحشود في ساحة التحرير ، لا من اجل الخلود ولكن من دحر فكرة الموت ، تحرر الانسان من فكرة الموت هي التحرر كله ولا شيء بعده في الجهة الاخرى .
الذين يصمتون الان كما لو ان حجراً في فمهم ، هم أولئك الذي اوهمونا بأجنحتهم المزيفة ، وها نحن نكتشف الان انهم بلا اجنحة ، وانهم لا يملكون قدرة التحليق بشجاعة النسر ، هل كانوا بطاريق ؟ نعم انهم البطاريق .. البطاريق .. البطاريق .. يملكون اجنحة ولكن ليس للطيران وانما للغوص بعيداً في اعماق البحر الى حيث لا يشاهدون ما يحدث .
اما المتشدقون ... الدعائيون .. الذين يحلقون معنا في النهار وفي اخر الليل يرافقون البومات لينتقلوا من شجرة الى اخرى ، فهم الاكثر رعباً من المستقبل ، الاكثر رعباً من الخطوة القادمة ، لان المستقبل ليس ليلاً وانما هو النهار لكه ، وذلك ما تحتمله اعينهم عندما ينزعون عنها نظاراتهم الشمسية .
سنصل الى المستقبل وهذه المرة حيث الثورة هي قدرنا الذي لا نستطيع التخلي عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش