الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!

يوحنا بيداويد

2011 / 3 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
ملبورن /استراليا
10 اذار 2011
بدأت في هذه الايام ظهور ملامح الشخصانية لاعضاء الوزارة الجديدة من القيادة السياسية الحالية في العراق ومدى قربهم او تطبيقهم للديمقراطية بعد تسع سنوات من الحكم بتأثير من عاصفة التغير التي هبت على بلدان العربية.

منذ بداية زوال حكم الدكتاتور صدام حسين كان هناك اشارات حول حلول عصر الحرامية في هذه الحقبة من الزمن في العراق، فما كانت عمليات ( looting) سرقة الوزارات والمؤسسات الحكومية الكبيرة مثل الجامعات والمعسكرات والمستشفيات والمدارس والعيادات الشعبية والبنوك والنوادي والمؤسسات النقابية والمهنية الا علامة او اشارة على ذلك . فقد تم سرقة كل شيء لا يقف او لا يستطيع صاحبه حمايته بعد 9 نيسان 2003.

كل هذا حدث امام انظار السياسين العراقيين الجديد والجيش الامريكي بدون تحرك او حتى شجب ( البعض من هذه الاحزاب هي قادت عملية سرقة البنوك) ولحد الان مستمرة بعض الاحزاب والسياسيين في نهب وسرقة اموال الدولة العراقية بدون اي خوف او ردع. فقط عندما اشتدت صيحات العلمانيين والديمقراطيين والاحرار والشيوعيين في ساحة التحرير وبقية المحافظات وتم فضح امر فقدان 40 مليار دولار من ميزانية الدولة، حينها اعترف الجميع وعلى رأسهم رئيس الحكومة التنفيذية رئيس الوزراء نوري المالكي بصحة القضية وطلب التهدئة وامهاله مئة يوم لتصحيح المسار والقضاء على الفساد والفاسدين.

لا اعلم فيما اذا كان رئيس الوزراء يعلم كان من المفروض مع اعترافه بوجود الفساد في حكومته كان يجب ان يقدم استقالته كما هو معمول به في الدول الديمقراطية التي يتشهد بها في احاديثه.

مئات المرات كتبنا ونوهنا مع غيرنا من الاخوة والاخوات، ان خلاص العراق لا يعتمد على الغرباء ولا على اصدقاء وانما على اهل الوطن انفسهم. مئات المرات قلنا امريكا لا يهمها غير مصلحتها، ومن مصلحة العراقيين ( حينها) كانت فقط اساقط النظام السابق ولكن بسبب الانانية وروح اللاوطنية واللاانسانية وروح الطائفية والمذهبية والقومية الضيقة لدى قادتنا (قادة الطخم الجديد) في الحكم استطاعت امريكا وايران وسعودية وتركيا وسوريا تمزيق هذا الوطن بالف طريقة , طريقة واحداث حرب اهلية فيه لن يهدا مئة سنة اخرى اذا استمر سياسيو البلد هكذا يفكرون

حقيقة لم اكن توقع هناك وحوش ومجرمين نعيش بينهم بهذه الدرجة من البربرية بحيث يُقَتل الشخص لانه اسمه محمد او علي اوعمر او عبد المسيح او كاوه ؟ لانه يختلف عن مذهبهم الديني او عقيدتهم او قوميتهم. والحكومة العراقية لحد الان لم تفتح ملف واحد من هذه الجرائم كي تلاحقهم وتتحق العدالة .

فجأة هبت رياح التغير من اقسى الغرب من تونس الخضراء الى شرقه ،ووصلت هذه الرياح الى عاصمة هرون الرشيد دار السلام ، فشعر السيد رئيس الوزراء وحكومته بالخطر على حكومته ، فأعترف بوجود فساد اداري في الحكومة فقط الان .

لنفرض لم تحدث هذه الثورات في البلدان العربية، يعني السيد مالكي كان يسكت عن الجرائم والفساد الاداري وسرقة اموال الايتام على الرغم من علمه بها لا لمئة يوم قادمة بل لمئة سنة، بل كان يدافع عنهم بكل وسائل لا سيما عن طريق الدستور الناقص المتناقض، على اساس ان حكومته جاءت بانتخابات ديمقراطية.

اي ديمقراطية هذه ، مليونان صوت من القوائم الصغيرة تم الغائها بحجة عدم وصولها الى المعدل الانتخابي ومن ثم اضافتها او احتسابها للقوائم الكبيرة مثلا نائب في برلمان الحالي حصل فقد 620 صوت فقط وكتلة اخرى حصلت خلى 65 الف صوت لم يرشح اي شخص منها للبرلمان ؟. اية انتخابات ديمقراطية هذه يتم سرقة اصوات الناخبين امام الرأي العام ؟ اية ديمقراطية هذه، ثلاث مرات تحتسب للقوائم الكبيرة اصوات الناخبين ( بالاخص المصوتين لغيرهم ) ؟! . حقيقة حتى حاكم قرقوش كان يقرر مرة واحدة وليس ثلاث مرات. من وضع النظام الانتخابي بهذه الدرجة السذاجة والخبث، بالله عليكم هل هناك دولة في العالم تجري فيها انتخابات ديمقراطية وتحتسب مليونان صوت لجهة التي لم يصوتوا لها الناس ؟

وحينما عجزوا من اسكات الاحرار والديمقراطيين والعلمانيين لجأ السيد رئيس الوزراء الى عملية ابتزازهم~ واسكاتهم ، فطلب من الجيش القيام بمحاصرة بناية التي يشغلها الحزب الشيوعي في ساحة الاندلس. الا يعلم السيد رئيس الوزراء كما يقول المثل الشعبي: "ان غلطة الشاطر بالف"الا يتذكر ان سبب ثورة تونس وهرب زين العابدين الى سعودية بالبجامة كان بسبب قيام شهيد الحرية والثورات ابو العزيز بحرق نفسه امام انظار الناس، كي يعلن الثورة على الفاسد والفاسدين. هل عملية افراغ بناية تعود للدولة تستدعي تدخل جيش.
اعتقد فعلا ان السيد رئيس الوزراء لا يعلم لحد الان ان غلطة الشاطر بالف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رب ضارة نافعة
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 9 - 19:17 )
رب ضارة نافعة
انتظرنا كثيرا نزول الحزب الشيوعي الى الشارع ووقوفة بجانب المضطهدين من عمال وكسبة وفلاحين وفقراء معدمين
هنا دقت ساعة الصرخة لاسقاط النظام الطائفي المقيت
الشعب يريد اسقاط النظام وليس اصلاحة لان ليس فية شئ ممكن اصلاحة


2 - الديمقراطية كانت حلا لاوربا بعد الف سنة !!
يوحنا بيداويد ( 2011 / 3 / 10 - 11:39 )
اخي العزيز علي احمد الصافي
شكرا لتعليقك الجميل
الحقيقة كما قلنا في المقال السابق ( هل من ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال). من المفروض ان يكون العراقيين مستعدين الان لولادة جديدة بعد قرن من الحروب والاضطهاد، لكن حقيقة الفكر الديني الضيق هو الذي يعيق اي تطبيق للديمقراطية بمفهومها الصحيح.
من مباديء الديمقراطية الحقيقية هي احترام الراي الاخر وعدم استخدام العنف او القوة باي شكل من اشكال حتى على مستوى تهديد كما فعلت الحكومة بالحزب الشيوعي وحزب الامة.
نأمل يوما ما يعرف العراقيون ليس هناك خاسر اكبر من ابنائهم في كل هذه الحروب وان سرقة اموال الدولة لن تجلب السعادة لهم حتى لو سرقوا ملايين.
مرة اخرى نقول شكرا لكم.

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة