الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا رئيس الوزراء العراقي مهلا ً في قراراتكم

ثائر البياتي

2011 / 3 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بأسف شديد ترددت الأنباء من داخل العراق، إن قوات حكومية داهمت مقرات بعض الأحزاب الوطنية في بغداد، كالحزب الشيوعي العراقي وحزب الأمة العراقية ، وعمدت إلى إغلاقها، بحجة أنها تشغل مباني حكومية. وبصفتي مواطنا ً عراقيا ً، أستنكر هذه الإجراءات بشدة، باعتبارها لا تخدم مصلحة العراق بتاتا، وأمل أن يتم التراجع عنها والاعتذار عن ذلك بالسرعة الممكنة.

إن قرار الحكومة بغلق مقرات هذه الأحزاب في هذا الوقت الحرج هو إجراء مخالف للقانون العادل وتمزيق للوحدة الوطنية، لأن هذين الحزبين يشهد لهما بالنزاهة والعفة، وهما أكثر الأحزاب الوطنية حفاظا على ممتلكات الدولة، ولم تتورط عناصرهما بقتل المواطنين أو خطفهم وسلب أموالهم أسوة بمليشيات حزبية أخرى، لا تزال أحزابها تحتل كثيرا ً من المباني الحكومية. فهل يا ترى نفذتم هذا القرار على مقرات أحزابكم وأحزاب حلفائكم الذين يحتلون مئات المباني الحكومية من جنوب العراق إلى شماله ؟ ما يثير الشك والريبة إن إجراءاتكم تزامنت مع احتجاجات وتظاهرات شعبنا الذي يطالب بحقوقه الشرعية من الحكومة والبرلمان، فما علاقة هذه الأحزاب بتلك الأحداث؟

في بدء التظاهرات أعلنتم إن عناصر البعث والقاعدة تقف وراءها، واليوم تعتقدون إن الحزب الشيوعي وحزب الأمة العراقية وبالتأكيد أحزاب وطنية أخرى تشارك في التظاهرات السلمية الأصلاحية الهادفة، فإذا تأكد خطأ اعتقادكم الأول، فأنتم بلا شك صادقون في اعتقادكم الثاني. إن عناصر هذه الأحزاب هي جزء من الشعب العراقي، العاطل عن العمل، المحروم من الماء الصالح للشرب والكهرباء والخدمات العامة، يعاني من الفقر والبؤس والفساد المالي والإداري المتفشي في جميع مفاصل الدولة، وهو يطالب بإصلاح قانون الانتخابات الجائر الذي حرم أحزاب وطنية من نيل شرف العضوية في البرلمان، فيما استحوذت أحزابكم على مقاعد لا تستحقها ( المقاعد التعويضية)، كما يطالب بإقرار قانون الأحزاب وتعديل الدستور المتناقض. وان تظاهر المواطنون مع الشعب العراقي فهو حق كفله الدستور لهم، ولا يمكنهم أن يكونوا متفرجين، لأنهم لاعبون أساسيون في نجاح التجربة الديمقراطية في العراق. فهل تبغون أرباك هذه الأحزاب للحد من مشاركتها أو جعلها متفرجا على العملية السياسية؟

إن قراركم ضد مقرات الحزب الشيوعي وحزب الأمة العراقية مجحف جدا ً، يأتي متناغما مع إجراءاتكم في قمع المظاهرات، كطلبكم المباشر من الناس عدم المشاركة بها، وكأمركم منع التجوال وسير العربات يوم التظاهرات، واعتداء قواتكم على الصحفيين. فهل هو شعور منكم بان هذه الأحزاب بدأت تدخل بيوت المواطنين وهذا ما يقلقكم، فعمدتم إلى غلق مقراتها؟ إن غلقتم مقراتها، فسيفتح المواطنون قلوبهم مقرات ٌ لها ، وستكون مقراتها في بيوت الناس ومع تجمعات الجماهير ومظاهرات الفقراء واحتجاجات الأرامل والأيتام والمساكين وما أكثرهم.

نناشدكم أن تكونوا جادين في تحقيق طلبات المتظاهرين، لا في قمعها ومصادرتها، وتصحيح العملية السياسية، لا في هدمها وتخريبها، وان تتداركوا خطورة قراراتكم المستعجلة، ولا تغفلوا، إن هذه الأحزاب الوطنية هي عمادكم وسندكم، تشد من عزمكم وتصحح خطاكم في نجاح العملية الديمقراطية وخدمة العراق، فافتحوا قلوبكم مقرات لها، ولا تغلقوا مقراتهم، ولكم التوفيق والنجاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايمكن الاستجداء من سلطة لمحاصصة الطائفية
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 9 - 19:51 )
ان هذة السلطة سلطة المحاصصة الطائفية هي امتداد لنظام الملالي في ايران تجب محاصرتها قبل ان يشتد عودها وتتوجة الى خنق الديمقراطية الهشة وتتحول الى دكتاتورية مستبدة

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو