الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهل ينفع الندم؟؟

محمد الياسري

2011 / 3 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بضع عشرات من العراقيين تظاهروا تحت عنوان يوم الندم، تزامناً مع مرور سنة على الخروج بالعرس البنفسجي لاختيار من يمثلنا ويقودنا ويرسم خطواتنا في العراق الديمقراطي الجديد، معربين عن حالة الندم العفوي لما اختطته ايديهم من اشارات رضى على هذا الاسم او ذاك.
ولكن هل ينفع الندم؟
وهل سسيغير ندمنا من واقع الحال؟ ويأتي بجديد؟
ربما الاجابة وبلا نقاش :لا لن ينفع ندمنا ولن يجدي بشيء ازاء ما نعيشه بعد عام من توجههنا متحدين كل صور الموت واسبابه لندلي باصواتنا في عرس ديمقراطي توهمنا للاسف اننا نرسي خطوات واثقة في مسيرة بناء العراق الحر الديمقراطي..لكن كل ما حلمنا به وأد بعد ايام قليلة من الانتخابات حيث التبادل العلني لتزوير الاصوات ومن بعده المماطلات والتاخيرات لاعلان النتائج حتى جاءت الطامة الكبرى بصعود مئات النواب لا نعرف ولم نسمع بهم من خلال قانون غريب عجيب يسمح بصعود اناس غير حاصلين على ثقة الشعب الى برلمان الشعب وعزز ذلك نظام المقاعد التعويضية والكوتا النسائية حتى بات البرلمان الذي اردناه يمثلنا خير تمثيل الى ساحة لتبادل الوجوه والمناصب، برلماني يصبح وزير والوزير السابق يصبح برلماني وهكذا حتى ان احدهم لم يحصل الا على اصوات لاتتجاوز اصابع اليد صار عضوا يناقش ويجادل باسم الشعب.
وزاد الطين بلّه الولادة المتعسرة لتشكيل حكومة ناقصة مترهلة حتى ليس بمقدور اي منا معرفة اسماء اعضاءها لو بقي العمر كله يحفظ بهم، حكومة لا ينافسها احد في ارجاء الدنيا بعدد وزارؤها التنفيذين والمتفرجين والمداومين لإغراض ملء الجيوب من اموال الشعب.
نعم لاداعي للندم على شيء قمنا نحن باختياره ومنحناه الشرعية باصواتنا وتضحياتنا وتحدينا لكل شيء، بالتاكيد ليس لهؤلاء الساسة بل لتجربة سنخرج مجددا مهما كانت الظروف لتعزيزها وترسيخها وهي تجربة بناء دولة برلمانية حرة تعتمد الانتخابات لاختيار قادتها، لكن الاهم والذي علينا ان نعيه هو الا نعض اصابع الندم قدر سعينا لاصلاح التجربة وتقويمها حتى نصل الى الشيء الذي يحقق طموحنا وامالنا..
نعم التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات السلمية والصراخ بصوت عالي عبر كل الوسائل المتاحة لنا هو سبيلنا لتغيير ما اقترفناه من خطأ باختيارنا لناس لا يستحقون اصواتنا ..
نعم اعلاننا عن غضبنا ورفضنا لكل ما يقترفونه من اخطاء ومصائب، جعلتنا نعيش بحياة مزرية مفتقدة لكل مقوماتها الكريمة، ستجعلهم يراجعون انفسهم مرات ومرات لان الشعب الذي اوصل بعضهم بصوته عبر صناديق الاقتراع قادر على ازالتهم من خريطة العراق السياسية بمظاهراته السلمية واحتجاجاته التي يكفلها الدستور لهم..
لن نعض اصابع الندم بل سنصحح خياراتنا من جديد بما يحقق طموحنا بحياة حرة كريمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون