الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ُشرفة الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي.. كيف تفوز بوردة؟

محمد سعيد الأمجد

2011 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها


مافتأ هذا الكائن الخلقي العجيب من تصدير ترشحاته الابداعية على شتى المستويات.. رغم عذابه الطويل وسلسلة حرمانه من حقوقه الممتدة عبر التأريخ.. فمنذ فجر السلالات كانت للمرأة قيمة انسانية كبيرة انحدرت في ظل الانحراف الصحراوي المنبسط على الجزيرة العربية ليقتل أجمل وردة ويقطفها ليلقي بها في أتون الحفر والى هوام الأرض.. ولم يشف جراحاتها التاريخية فجر الاسلام بالكامل وبالشكل الذي يغرسها من جديد عبر حدائق الاسلام الخضراء لأن انثروبولوجيا الجاهلية كانت أخطبوطا يمد أذرعه في كل البساتين ليقطفها ويرمي بها في العراء مرة أخرى لتذبح على محراب العقيدة هذه المرة مع عمار بن ياسر.. مع فارق بكاء عمار - الرجل على أمه - المرأة هذه المرة!!
ورغم أن الأطر الوردية للاسلام لم تنل حصتها من التطبيق عبر اشكالية الانثروبولوجيا تجاه المرأة- الريحانة(وفقا للنصوص).. لكنها بقيت تضرب أروع الأمثلة بالأداء الراقي والابداع المتميز الذي يبدأ بشد أزر الرجل ويناظر عطاءه وتضمد جرحه وتدير بيته وتمسح العرق والتراب عن جبينه وترثيه وتعيل عياله بعده وتروي الاحاديث مثله وتؤلف الكتب على غراه وتموت الى جنبه في نهاية مطافها.. عبر واحدة من أروع أطياف الخيال البانورامي المهيب.. لكن الرجل.. آه من الرجل!! حتى لم يكلف نفسه لفها وتشييعها في كرنفال مهيب!! لاأقصد جميع الورود فليس جميعها بذات النكهة والأريج .. ولا أقصد جميع قاطفيها من الرجال فمنهم من فاز بوردة!!
المهم .. مربط الفرس.. يكون بآلية الفوز بوردة من حدائق الليلك واللوتس والنرجس والبنفسج والنيلوفر .. لأن ضريبة الفوز ليست الشوك كما يتوهم الكثير من الفلاسفة عبر العصور.. بل هي أن تندمج بروح نبضتها المعذبة تاريخيا أماً وأختاً وحبيبةً وزوجةً وصديق..لأان الحضارة تورث بعذاباتها وأفراحها .. بإخفاقاتها ونجاحاتها.. بسقوطها وانبعاثها.. ان ذكراها اليوم هي ان تعيد انتاج بلاسم جروحها وان تتحمل مافعله الرجال بها عبر التاريخ ساسة كانوا أم قطاع طريق أم شذاذ آفاق أم آباء عاقين لبناتهم..
ومن جهة أخرى عليك أن تحتفي بمنجز انساني عظيم قدمته هذه الوردة لواقعها الملتهب فكم جذوة في المجتمع على اثر احقاد الرجل وثاراته ونظرته الشرقية الاستعلائية اورثت ندما وخسارة .. أحالتها هذه الوردة الى رماد حينما تم منحها( فصلية) ليخجل الرجل نفسه من الخؤولة ويؤوب الى رشده!! وكم مصنع شغلته بذراعها الرقيقة الى جنب مفتول العضلات!! وكم ثورة هتفت فوق اموجها بحنجرتها المبحوحة من سياط العيب والشرف والشرع أحيانا.. انك ايها الملك القاطف لها لاتفوز بها مجانا!!
عليك أن تبحث عن آليتك الحديثة التي شكلتها معطيات علم النفس والاجتماع والفلسفة ومنتجات الحداثة والبنيوية وتثقف نفسك عليها.. قبل أن تبحث عن المرأة - الحلم لتفوز بها من جديد اشراقةً ليوم آخر وزمان سيجيء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لتفوز بوردة؟!
جوان النعيمي ( 2011 / 3 / 9 - 17:23 )
لتفوز بوردة قد تنتهز غفلة الزمن وتصارع عادات وتقاليد وتتحارب مع وحوش التخلف التي ابادت ورود كثيرة من المجتمع ولكي تبقى الوردة وردة قد تحتاج ان تصارع اشواكها لتحتفظ بعبيرها وكي تفوز بوردة عليك ان تحافظ على رونقها لتهبك الوردة ذاتها نفسها فاللامبالة التي تعامل الورود بها في مجتمعنا انتج جيلا من ورود باهتة سطحية مغيبة الشخصية ممسوخة المعالم تحمل الشكل دون المضمون وحتى الفائزين بها لم يحققو مكسبا لانها اصلا من صنعهم وقد اختلفت عن سابقاتها ذات الرائحة والمضمون اذا فلنعطي الوردة حريتها لتستعيد عبقها لكي تفوز بوردة استحقت ان تكون وردة.
ابدعت ياستاذي الفاضل بما طرحت وبما خطت اناملك دمت متالقا ونجما ساطعا ينير بضيائه دروبنا وللامام بتميز.

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي