الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عم الفساد البلاد

حيدر السلامي

2011 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



باعتقادي أن أول خطوة على طريق الفساد قبول المرء أن يلعب دوراً ليس دوره أو غير جدير به أو غير متفرغ له على الأقل ومن ثم تتبع تلك خطوات أخرى أوسع وأسوأ.
فلو نظرنا إلى النتائج والآثار السلبية المترتبة على مثل هذا الظاهرة لوجدناها كبيرة لا يمكن السكوت عليها وهي إجمالا تشكل خسائر مادية ومعنوية ضخمة فبسبب عدم الخبرة أو الكفاءة أو غياب اللغة المشتركة بين اللاعب الأساسي وبقية اللاعبين أو عدم التفرغ أو انعدام الإحساس بالمسؤولية واللامبالاة بالنتائج والحرص على التقدم.. تهدر الأموال وتضيع الجهود والأوقات ويخنق الإبداع ويختلط الحابل بالنابل ويتساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون وتخفق أي محاولة لإنقاذ الموقف وتغيب فرص التطور ويصور الفشل نجاحا والنجاح فشلا وتؤكل الحقوق وتصادر الرغبة بالتغيير وتحدث المظالم ويسود الإحباط ويقتل الطموح.
كل هذه النتائج الوخيمة تضرب بجذورها في الواقع الاجتماعي بمجرد الاعتلاء على منصة الحكم أو دست القضاء أو أي منصب إداري أخر صغر أو كبر فهل نحن منتبهون أم نبقى نجامل ونحابي ونحمل الخوف من رب العمل هاجسا لا يبارحنا؟
وبعد المضي في طريق الفساد الإداري المستتبع ضرورةً بالفساد المالي وشيوع سياسة تصفية المعارض أو إقصائه وتهميشه في سبيل البقاء على كرسي الامتيازات واتساق الأمور وبسط جناح الهدوء تبدأ الخطوات الأخرى نحو الطغيان وإقامة صرح الديكتاتورية والتسلط والاستبداد وانطلاق مقولات القائد الضرورة وهتافات بالروح بالدم وشعارات لا حياة بلا فلان وعلان اسمك عز وهيبة وإلخ.. إلخ..
وبعد حين يقال لفرعون من فرعنك؟ فيقول المصفقون المداحون والمتزلفون المنافقون أو من يطلق عليهم باللهجة العراقية (اللوقية). ويقال لمن أقصي عن مكانه وغيب عن دوره وصودر حقه من فعل بك هذا ؟ يقول المتزلفون والمتملقون.. ويقال للمصلح من أسكتك عن قول الحق؟ يقول المتملقون ويقال للمفسد من جرأك على الفساد ؟ يقول فرعون ورهطه. يعني بذلك الحاشية الفاسدة والبطانة الفارغون الذين يعتلون أكتاف الآخرين منتهزين طيبتهم مستغلين حب السلاطين للمدح والثناء والتملق والادعاء.
لماذا لا تكنوقراط لم تأخذوا دوركم ولم تتحملوا مسؤوليتكم الإنسانية الشرعية القانونية؟ الجواب : اسألوا الحاشية الذين زين لهم الشيطان السلطان فانبروا لخدمته وإطاعته ولو على حساب الشرف والنزاهة والفضيلة. الذين استحبوا الكفر على الإيمان بمقدرات الناس واستهزأوا بأقدار الله.
لماذا لم تقفوا بوجوههم؟ الجواب: إنهم يحاربون بوسائل قذرة وأسلحة محظورة وهم على قلتهم كثرة ونحن على كثرتنا قلة.. فلا تعجبوا لو عم الفساد البلاد.
هل هذا تبرير؟ بل تفسير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي