الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المراة في الاهواز، سوط بلا صوت !

إلهام لطيفي

2011 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها


كلما عادت بي الحياة الي يوم الثامن من اذار، اليوم العالمي للمراة هذه المناسبة المبارکة بالرغم من احتفالي بها كل عام يعم قلبي حزن غريب؛ حيث اعلم جيدا ان المرأة الاهوازية تقضي هذا اليوم كباقي ايام حياتها الروتينية وهي لا تعلم بوجوده ان كان او ما كان؛ و تمر لذکري المئة والواحد لنضال المراة التحرري و قد تتمارس علي المراة في الاهواز جميع اشكال التمييز الجنسي في مجتمعنا الذكوري والمتخلف؛ فالمراة في الاهواز لا تحلم حتي بهذه المناسبة والدواعي التي ادت الي وضعها بحيث لا توجد اي منظمة نسوية او اي جمعية ثقافية تهتم بهذا اليوم العالمي وتقوم بتوعية النساء بحقوقهن لا فقط في الاهواز بل في ايران عامة وكثر ما حاولت المراة الواعية بقيام احتفال ما في هذه الذكري هوجمت بالضرب والاعتقال ومن ثم السجن لعدة اعوام.



فأري من المفيد آن تکلمنا علي المراة کنصف المجتمع البشري کنصف لا يعلم بما يدور حوله من تطورات. في واقع الامر ،رغم آن تتکرر هذه الجملة مرارا وکرارا بان المراة نصف المجتمع ولابد من تحريرها وما الي ذلك الا اني اري هذه المقولة تصدق علي المراة من حيث الديموغرافي فحسب؛ و لاتصدق اساسا علي وجود المراة الاجتماعي او بالاحري الثقافي في الاهواز حيثها لا تعتبر نصف المجتمع الذي يفكر ويخطط ويقرر؛ بل نصف مجتمع يقرر له النصف الاخر؛ فانما المراة الاهوازية کنصف ثاني في المجتمع العربي الاهوازي هي نصف عاطل من العمل الثقافي والفكري وبالتاکيد انما هذه الظروف المسيئة لکرامة المراة هي وليدة ظروف ومناهج تربوية وبيئية متخلفة في معظم المجتمعات التقليدية ؛(بالطبع هذه لم تکن مشکلة المراة فقط) ونعلم جيدا آن الخروج من هذه الظرف الصعب للمراة ليس سهل بل امر يحتاج الي نضال فکري منظم ومدروس يطول سنين متوالية وذلک من خلال منظمات وجمعيات نسوية ومدنية لکي يستطيع آن يغير بواقع المراة المرير.



وعلي رغم وجود وعي نسبي وملموس و اهتمام مكثف بقضايا المراة وخاصة بيوم المراة العالمي عند الطبقة المثقفة في الاهواز والذي شهدناه في الاعوام الاخيرة ولکن الامر الذي يستحق ثمة تأمل هو ان هذه المناسبة تختصر علي كتابة مقال او مقالين لتكريم المراة فقط؛ و في النهاية القاء ترنمات بتحرير المراة حيث تشعر المراة الاهوازية الواعية نسبيا بالارتياح النسبي بمايقوم به الرجل المثقف الواعي الاهوازي اتجاهها كل عام و تومن بان ا قضايا المراة بخير . لكن اظن آن الاختصار بتکريم المراة والمناداة بتحريرها اکثر مما يکون ايمان وعقيدة بتحرر المراة هو مجرد موضة تتبناها الطبقة المثقفة في المجتمعات ومن ضمنها الطبقة المثقفة في الاهواز؛ وان رجعنا الي واقع الامر وعلي ساحة الحياة الحقيقية فالمراة هي التي تبقي الخاضعة وهي المتنارلة عن حقوقها في الحياة الاسرية؛ وهنا يجب الاشارة الي الوجه الاخر لاستغلال قضايا المراة الاهوازية و هو ارتداء لباس الدفاع عن حقوق المراة من قبل بعض التيارات السياسية و الثقافية ؛فمع الاسف الشديد کثر ما تستغل قضية المراة لمجرد اثراء هذه التيارات شکليا وتلطيفها بايجاد اتحادات وتحرکات نسائية او بالاحري کسوط يضرب به هنا وهناک بالمناداة بحقوق المراة للذع التيارات المنافسة الاخري اوفي افضل الاحيان للتحلي بمقومات الديمقراطية؛ ففي واقع الامر يضرب هذا السوط هنا وهناک دون آن يکون له صوت وصدي حقيقي وموثر للمراة وراء ذلک.



واذا اردنا القاء نظرة علي روية المراة نفسها الي وضعها نري آن في اکثر الاحيان تعول المراة کلما ما تعانيه من ظروف مسيئة للحياة ومن تعقيدات في المجتمع الذکوري علي الرجل الاهوازي ومن هنا آتسائل

فهل الرجل الاهوازي هو المسوول وحده عن ماساة المراة العربية وظروفها التعسة في الاهواز ؟

لا يخفي علي احد آن معظم الظروف التي تعيشها المراة في الاهواز هي وليدة السايکولوجية الحاکمة علي مجتمعنا التقليدي في الاهواز ولا اريد آن ادخل تفاصيل هذا الامر في هذا المقال؛ فما اريد آن اتطرق اليها هو آن للمراة (المراة المثقفة طبعا) سهما کبيرا في هذا الظرف الماساوي حيث مع کل الشعارات التي تهتف بها المراة نحو سماء الحرية وارضها الا ان هذه الهتافات تبقي مجرد هتافات رنانة لا تتجراء المراة علي ترجمتها علي ارض الواقع وتضعف بسهولة امام رفض الزوج ، الاب او الاخ لمطالبتها بالحقوق التي تستحقها . فهي فهي لا تثابر علي ما تراه صحيحا خوفا من مضايقة المجتمع التقليدي الاهوازي ام بسبب الهيبة الموروثة للرجل و المسيطرة علي المراة فهي تحاول ان تلتمس هذه الحرية من بين اصابع الرجل المملوه من التخلف بهدوء تام ودون زعزعة هذا الکيان الذکوري ؛ وهنا يجب التذکير باني لا اقصد المساس برجولة الرجل لآخذ حقوق المراة بل بوضع حد لعقلية الرجل الذکورية التي تري کلما منحه الله من سلطه وحقوق هو حکرا للرجل.ومن هنا اقول آن حقوق المراة توخذ ولا تمنح وعملية اخذ الحقوق لم تکن سهلة فلابد من عمل دووب ودراسة لمعرفة حقوق المراة الصحيحة ومن ثم الايمان باخذها والمثابرة علي اخذها ولو کلف ذلک حياة المراة؛ فان الموت بالعز والکرامة اجمل واعظم بکثير من العيش بالذل والاحتقار.

ومن جهة آخري انما نراه اليوم علي مستوي الحركة النسوية الاهوازية بصورة عامة و التي تكونت منذ اكثر من عشرة عام هو التاكيد علي ضرورة تكريم المراة و في احسن الاحيان تحريرها ؛ فان المراة الاهوازية المثقفة حينما تنهض تمارس في نضالها الفکري التاکيد علي تحرير المراة وتکريمها ؛ اذن اتسائل

تحرير، تكريم ام تحرر المراة ايهما الاجدر؟

فيجب القول بان الظروف التي ادت الى اختيار يوم الثامن من اذار قبل مئة عام كيوما عالميا للمرأة لم تاتي بالصدفة بل جاءت نتيجة متغيرات متعددة وظروف خاصة منها العنف ضد المراة ٫ التمييز الجنسي و سحق حقوق المراة الانسانية ؛ و آن من قام بتحدي هذه الظروف کانت هي المراة المتحررة ، المراة التي كانت تبحث عن ارجاع كرامتها الانسانية وعن حقوق متساوية مع الرجل ولا غير ذلك . الامر الذي ادي في النهاية الي عقد عدد من المعاهدات والاتفاقيات عن حقوق المراة كانسانة حرة ولا مستعبدة في للمجتمعات الذكورية؛ فالمراة التي ثارت ضد هذه الاوضاع لم تكن تبحث عن تكريم ولا حتي عن تحرير من قبل الرجل فهي كانت امراة متحررة تعرف ماذا تريد وعما تبحث وتعرف جيدا ان لا تحرير للمراة سوي ان تتحرر المراة بنفسها من كل القيود؛ ذكورية كانت ام نفسية لذلك اني اعتقد بان هذا اليوم سمي باسم المراة كانسانة تسعي الي اعادة عنصرها الانساني قط خارجا عن الادوار التي تقوم بها كأم وزوجة واخت وبنت . فمن هنا اري باننا نحتاج لنساء تثور بنفسها علي نفسه؛ نساء لا تنتظر من الرجل ان يمنحها الحرية ويتغرد لها بزغاريد التحرير وان يقوم بتكريم الادوار التي تقوم بها، ؛ نحن نحتاج الي نساء تساهم الرجل في بناء مجتمع حر وغير متخلف وتزرع نبات التحرر الفکري في كينونيته وذاته المتشرذمه فکريا ريثما يتجه هذا المجتمع نحو المجتمعات الواعية سياسيا وثقافيا ؛ فنحن لا نحتاج الي نساء تکتفي بشعارات تحرير المراة فحسب وليس هولاء التي تنتظر التكريم والتصفيق من الاخرين؛ فانما حرية المراة لا تاتي من الرجل وانما هي وليدة صراع فكر وسلوك المراة نفسها ضد كلما يعرقل حريتها كانسانة في مجتمعات يسودها الصمت النسوي ؛ اذن فلا معني ولا قيمة للتحرير ان لم يكن تحرر ذاتي تقوم به المراة نفسها وتبحثه من بين مفاصل صخور التخلف والنظرات الدونية وان حدث غير ذلک ستظل حياة المرأة مجرد قضية وحبر علي الاوراق بالتاکيد.



اذن ما هو مطلوب من المراة الاهوازية هو آن تنهض بنفسها وتنظم تحركها فكريا وميدانيا وان تثابر علي ما هي مؤمنة به فکريا وعقليا لتاسيس قاعدة فکرية قوية توثر علي العنصر النسائي سواءا في الجامعات او المراکز الاکاديمية او في الحياة الاجتماعية العامة لتوعية المراة بحقوقها؛ فمهما کانت هذه الخطوات بسيطة وضئيلة فلاشک آن تترک اثرا لا يهان به علي المراة الجاهلة عن حقوقها وهويتها الحقيقة للبحث عن ذاتها الانساني وارجاع ما سلب منها طوال حياتها؛ نعم نحن بحاجة ماسة الى ايجاد تغيير جذري في واقع المراة العربية الاهوازية ، بحيث تشارك المرأة حقاً في الثورات الفكرية، وان تكون لها بصمات حقيقية وبارزة في تكوين المجتمع العربي الاهوازي خاصة والمجتمع البشري عامة.

فلتکن المرأة في صلب الثورة الفكرية الاهوازية والثورة الفكرية الاهوازية في قلب اهتمامات المرأة الاهوازية ؛

فتحية اجلال وتکريم لکل من نصر قضايا المراة الاهوازية

عاش الثامن من اذار يوم المراة العالمي وتحية اجلال وتکريم لمن

وعاشت المراة الاهوازية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي