الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة من العراق

يونس حنون

2011 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها


يحل علينا يوم المرأة العالمي مرة اخرى، والمرأة العراقية لاتزال وبقوة مجرد ضحية لعهود متعاقبة من الاضطهاد والظلامية تسود البلاد منذ اكثر من 40 عاما ، فاية كلمات تهنئة يمكن ان تنطق بها الافواه او تسطرها الاقلام قادرة ان تبعث بعض العزاء في قلوبنا ؟ وهل بضع من جمل الثناء يمكن ان تفي العراقية حقها من العرفان وهي التي تحمل منذ اجيال هموم العائلة العراقية االمنكوبة باسوأ الانظمة والحكام ،وتشرح بانصاف مغزى هذه الارادة الاسطورية للبقاء والحفاظ على الاسرة في ظل كل هذا الجهل و العنف الاجتماعي وسقوط الهوية العراقية صريعة تحت اقدام الطائفية والاستبداد والفساد والتخلف .....
مع كل هذا التاريخ العامر بالكبرياء لم يثمر مايصر البعض على اعتباره بدء الديمقراطية في العراق من تغيير في واقع هذه الانثى المكافحة الا ماهو اسوأ ،فلا اثر اليوم للمراة العراقية سوى مانراه نماذج غير مشرفة تم ادخالهن عنوة الى قوائم المحاصصات السياسية لمجرد تزييف المظهر المشوه للديمقراطية الذكورية والتي فرضت بتشريعات وقوانين هزلية ان توضع مجموعة تماثيل وشواخص نسائية لاحياة فيها في مجلس النواب لغرض اسكات النصوص التي تطالب بنسب وارقام تمثيل سياسي للمرأة بلا مؤهلات سوى خانة الجنس في الهوية المدنية . الغالبية العظمى لمن يمثلن نساء العراق اليوم كنائبات هن اذيال حركات التخلف السياسي والاجتماعي ..... اشكال لاتذكرنا الا بدلالات الاسواق المركزية جعلوا منهن سياسيات ونائبات ....وها قد مضت سبع سنوات لم نسمع منهن اي تعبيرعن الاحساس بمآسي الوطن الا ماندر ، فلانذكر من مشاركة تبقى عالقة في الاذهان سوى تلك الزاعقة التي لم تجد من مآسي الوطن مايحرك مشاعرها النيابية سوى المطالبة بتحريم الخمور ، او تلك الخيمة الصامتة التي لم تنطق الا لكي تقترح انشاء وزارة للزيارات الدينية والمسيرات المليونية التي تخرج من اجل الاموات وليس الاحياء ......
لذا نبحث بشوق وسط هذه الحشرجات المنكرة واصوات البوم في ليل العراق الطويل عن بصيص النور، عن الانموذج الحضاري للمراة العراقية الثائرة على الفكر القمعي لنظم االاستبداد الذكورية المتعاقبة ، عسى ان تحيي فينا الامل بحتمية زوال الظلمة الحالكة وبزوغ فجر الحرية للانسان
ونقرأ عن زها حديد
امرأة ولدت وترعرعت واكملت الدراسة الثانوية في العراق قبل ان توقن في سن مبكرة ان طموحها العلمي والحضاري سيسحق في وطنها المحكوم بالسحالي ، فآثرت الهجرة .....وحفرت في الصخر والحجر بانامل رافدينية رقيقة واحساس عراقي وريث لأقدم الحضارات البشرية، لتصبح بفضل عبقريتها من اشهر وارقى المعماريين في العالم هذا اليوم ....زها حديد ...من مواليد بغداد عام 1950 تصاميمها ماثلة في اماكن متباعدة في العالم كالراين في المانيا وستراسبورغ في فرنسا واوهايو في امريكا ،لذا وضعتها مجلة فوربس عام 2008 في الترتيب 69 بين اقوى 100 امراة في العالم لتسبق شخصيات مثل ماري ماكليس رئيسة جمهورية ايرلندا ودرو غيلبن فاوست رئيسة جامعة هارفرد وماركريت شان رئيسة منظمة الصحة العالمية
http://www.forbes.com/lists/2008/11/biz_powerwomen08_The-100-Most-Powerful Women_Rank_4.html
http://www.forbes.com/lists/2008/11/biz_powerwomen08_The-100-Most-Powerful-Women_Rank_3.html
ثم اختارتها مجلة تايم الامريكية عام 2010 في قائمة الشخصيات المائة الأبرز لعام 2010 والتي على توزعت على 5 مجالات ،والمثير ان المجلة الاولى في العالم استثنتها من قائمة الفنانين ووضعتها اول اسم في قائمة "المفكرين" في العالم رجالا ونساءا مع وصف رائع لموهبتها جاء فيه :
" عندما تقابلها تجد امراة قوية، مفعمة بالاحاسيس ، تحكم الفضاء المحيط بها لابشكل تسلطي بل باقناع مثير كيفما شاهدنا اعمال زها حديد نجد منظورها الخاص ماثلا فيها ، فاسلوبها اسطوري واصيل تماما ، وسواء صممت مبنى او اريكة فاننا سنكون امام تعبير شخصي فريد من نوعه . زها امرأة وفنانة زمانها ، لكنها في نفس الوقت تسبق زمانها بكثير."
http://www.time.com/time/specials/packages/completelist/0,29569,1984685,00.html
أخر اخبار زها يعود تاريخه لبداية شهر اذار هذا العام وفحواه ان الصين ، هذا العملاق البشري والاقتصادي ذا المليار وربع مواطن ، الدولة ذات الحضارة التي تمتد لالاف السنين والتي بنى ابناؤها احد عجائب الدنيا تلجأ لابنة بغداد لتصمم لها اعظم دار اوبرا في العالم في مدينة غوان جو .....المبنى الذي يصفه مراسل جريدة الغارديان يوم افتتاحه بالقول : احيانا ربما يدفعك تصميم معماري الى ان تنفجر بالغناء ،لكني لن افعل ذلك لان هذا المبنى يحوي كل الموسيقى المطلوبة ،انها دار اوبرا غوان جو لزها حديد ، واحد من اعظم الابنية ليس في الصين بل في العالم
يمكن مشاهدة صور المبنى وتعليق المراسل ومنظور زها حديد عنه في هذا الرابط
http://www.guardian.co.uk/culture/video/2011/mar/01/guangzhou-opera-china-architecture?INTCMP=ILCNETTXT3487
شكرا لابنة العراق التي تحي فينا املا متجددا بان زمان السحالي الى زوال ولابد ان تختفي يوما ما العملات الرديئة لتتصدر الصفوف هذه النماذج المشرقة من سليلات الحضارات الاشورية والبابلية والسومرية
باقة ورود عطرة للماجدة في يوم المرأة العالمي












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقصرين نحن بحقها
رزكار نوري شاويس ( 2011 / 3 / 9 - 20:02 )
و لا نزال يا اخي مقصرين جدا جدا بحق المرأة قي بيتنا العراقي .. نعم نحن ايضا عانينا الكثير لكن معاناتها كانت دائما اضعاف معاناتنا و لا تزال .. هي الحياة , كل الحياة .. لكننا سواء كان ذلك بارادتنا او لا ؛ وضعناها على هامش الحياة متناسين ربما عن قصد او عن جهل انها كانت الهة تعبد و تقدس في ديارنا ارض الرافدين


2 - شكرا دكتور
HGTRDV HGL]GG ( 2011 / 3 / 9 - 20:47 )
والله مقالة رائعة والبركة في مراجعنا العظام والحليم تكفيه الاشارة


3 - ابنة مدينتي الموصل
كنعان محمد ( 2011 / 3 / 9 - 22:23 )
شكرأ للكاتب الكريم دكتور يونس حنون على هذه المقالة لا لا هذه ليست مقالة هذه لوحة فنية رائعة الف تحية للكاتب ابن الرافدين البار والمتنور


4 - جميل جدا
haitham dada ( 2011 / 3 / 9 - 23:40 )
سلمت يداك على هذا المقال الجميل وتعريفنا بالرائعه زها حديد


5 - العراقية
دكتورة فريدة ياقوت ( 2011 / 3 / 11 - 02:46 )
اشكرك يا دكتور على كلماتك الرقيقة..اعتقد ان وضع المراة العراقية سيتدهور اكثر مع تدهور الوضع السياسي في البلد لانك تعرف ان الضعفاء دائما يتضررون اكثر في مثل هذه الاوضاع الشاذة..والحق يقال اني شهدت في حياتي بالعراق فترة حصلت فيها المراة العراقية على حقوق تحلم بها كل امراة في الدول العربية كلها..والسبب كان قانون الاحوال الشخصية العراقي الذي اعتبره بحق انجاز يفتخر به واضعوا القوانين في العراق..ولكن اين هذا القانون الان؟ وماذا بقي منه؟؟..هل ضاع وسط هذه الفوضى ومحاولات اهل العمائم الالتفاف عليه لتطبيق احكام الشريعة؟ليس عندي معلومات جديدة عنه مع الاسف..لكني اراقب شكل المراة العراقية في التلفزيون فاجدها حائرة ماذا تلبس..ومظهر الانسان هو الدليل لدواخله كما تعلم..فتارة اجدها متشحة بالسواد...وتارة تجرجر اذيال ردائهاوتتعثر به..وتارة اجدها متبرجة وكل نتوء فيها منفوخ بشكل مقرف..لا استطيع ان احدد هوية للمراة العراقية الان ..في زماني كانت المراة ذات مظهر يثير الاحترام والاعجاب في نفس الوقت..تلبس البسيط والانيق والمحتشم..كانت العراقية معروفة بجمالها وذكائها وثقافتها وشخصتها القوية..فما هي صفاتها الان؟


6 - استرشادا بهذه المقالة الرائعة
ابراهيم حسن ( 2011 / 3 / 12 - 07:46 )

واقعة حقيقية مرسلة في اجزاء
ج1
كانت من سكنة بغداد
تم تعيينها كطبيبة في مستوصف احدى القرى التي كان فيها كهرباء 24 ساعة وماء اسالة نظيف حينها.
الطريق المبلط بين هذه القرية ومركز المحافظة جرى قلعه لاستبداله بطريق جديد معبد ايضا- ، وحل الشتاء وانقطع هذا الطريق. اناس القرية وجدوا لهم طريق بديل لكنه طويل ويمر في ممرات ضيقة بين البساتين.
قررت هذه الطبيبة ان تبات في المستوصف بعد استحصال موافقة مديرية الصحة.


7 - تابع
ابراهيم حسن ( 2011 / 3 / 12 - 07:51 )
ج3
اخت واحد من القرية كانت من الرواد الدائمين للمستوصف والدكتورة، وذاك اليوم دعتها الاخت ان تبات (الدكتورة) في بيتهم لان الموجود في البيت هي الام وثلاثة بنات وابنهم كان في السنة الاخيرة من الجامعة في بغداد ويزور اهله في القرية كل اسبوعين كمعدل.

ومضت اشهر على هذا الحال، وذات يوم سألت ألام رحمها الله ولدها ((يمه ليش ما تتزوج))، قال لها يمه اني توني متخرج وامامي الكثير كي اعمله لكم قبل ان اتزوج واكون بعيدا- عنكم. قالت يمه انت بس نخطبه الك وشوكت ما تريد تتزوج عاد بكيفك ، اندهش الابن وقال يمه عن من تتكلمين قالت اسم الفتاة (الدكتورة) ، قال يمه اولا- هي اكبر مني عمرا- وثانيا- هي مسيحية !! قالت الام يمه فدوه لعينك شكو بيها هي الكل بشر ماكو فرق والنبي تزوج اكبر منه عمرا- وهم تزوج مسيحية.
حينها وحتى وفاتها كانت الام تصلي كمسلمة وهي امية لكن عقلها متنور ومتمدن.

فتحية لهذه المرأة في عيد المرأة.


8 - تابع
ابراهيم حسن ( 2011 / 3 / 12 - 07:53 )
ج4
الولد عمل في احدى الشركات وتزوج وانجب اطفالا- وحصل على شهادة الماجستير اثناء العمل ، وكانت هناك حرب وصدّام (ليس من التصادم بل صدّام ابو المعارك الفارغة) ولا ادري اي راقصة قالت له تره اكو واحد قروي ورغم حروبك الجبارة مازال لم يمسك بمسدس ولا بندقية بيده طوال عمره. سيق هذا الولد الى مركز تدريب وكان قريبا- من القرية التي يسكنها اهله وكانت عنده سيارة لذا كان يرجع لبيت اهله كل يوم بعد انتهاء التدريب عدا ايام الخفارة التي لا يعرف تفاصيلها ومتطلباتها الا شخص عنده شهادة ماجستير لان رش الماء على الارض باليد يحتاج الى خبرة متميزة وابداع. كان الوقت صيفا- ويرجع الولد متعبا- وقد رأته اخته ماذا يفعل اول ما يدخل البيت وارادت ان تقوم هي بهذا كمساعدة له منها. بعد ان يدخل البيت وينزع الملابس العسكرية (رمز العزة والكرامة) كانت اخته الكبير تنتظره عن باب الغرفة بقوطية (علبة) بيرة باردة، يشربها ثم يأكل.


9 - تابع والاخير
ابراهيم حسن ( 2011 / 3 / 12 - 07:56 )
الجزء الاخير
وصل الولد ذات اليوم متأخرا- وعندما دخل البيت رأى امه تصلي المغرب. دخل الغرفة ونزع ملابس الشهامة ورش الماء على التراب، وعند خروجه من الغرفة ، قدمت له امه علبة البيرة الباردة وقالت عيني اخواتك معزومات بعرس بيت ابو فلان.
قبّل الولد قدمي الام ويديها وخانته الدموع.

حينها وحتى وفاتها كانت الام تصلي كمسلمة وهي امية لكن عقلها متنور ومتمدن.

فتحية لهذه المرأة في عيد المرأة.


10 - دوما معنا
احمد الزبيدي ( 2011 / 3 / 13 - 22:56 )
شكرا لك دكتور يونس
من الوفاء انك لم تنسى هذا اليوم ونورتنا بهذا الموضوع الرائع، وصدقني دكتور سيستمر البلد بأنجاب اشخاصا رائعين رجالا ونساءاً وستبقى المرأة النصف المهم والاهم في الحياة.
كل عام وكل حواء بخير


11 - تصحيص
محمد حسون ( 2011 / 3 / 28 - 09:14 )
زها حديد ابنة المو


12 - تنويه على التعليق رقم13
يونس حنون ( 2011 / 7 / 19 - 13:24 )
وفقا للوكيبيديا فان زها حديد ولدت في 31 اوكتوبر 1950 في بغداد
نعم ان زها حديد هي ابنة عائلة موصلية عريقة لكن هذا لايمنع ان يكون لهذه العائلة الكريمة ولادات في مدينة اخرى

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي