الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تعشقين شاعرا بسيطا مثلي .. ؟!

عبد العظيم فنجان

2011 / 3 / 9
الادب والفن


يحصلُ أن أحبكِ ، رغم أنه غير وارد في نشرة الأخبار :
الطقس غائم كليا ،
والانفجارات على وشك أن تنشرنا على حبال الغسيل .

يحصل أيضا ،
يحصل أن تحبينني ، رغم أن ذلك معجزة
فالقدر يكتبني في قائمته السوداء ،
وينتقي لكِ ، من قوائم اخرى ، رجلا يصلُ مبكرا إلى البيت :
رجل يأتي إليكِ بأشياء لا أملكها ، فأنا لا أعرف إلا أن أعود مجروحا من الليل ، أقفُ على السرير : القي خطبة عصماء لأشتمَ الحكومة .

لا أعرف إلا أن أتدلى من سقف الجوع بحبل الفاقة :
عنقي خيطٌ مقطوع في يوم عاصف .

لا أعرف إلا أن آتي آخر الليل ، وأنتِ تجلسين القرفصاء في زاوية غرفتكِ تحدقين بالصورة ، حتى تحصل المعجزة فأخرج لكِ من الصورة :
أخرجُ مكسورا من الصورة .
أخرجُ لأمزق الصورة .
أجلسُ إلى جواركِ في الظلام ،
ثم أضع رأسي بين ذراعيكِ :
لماذا تحملين عني ثقل وجودي في العالم ؟
حاولي أن تفهمي انني خارج اللعبة ،
وأن مصيركِ هو أن تكوني امرأة :
امرأة ، لا غير .
امرأة لا حقَّ لها أن تهيمَ في حب شاعر ،
فالشعر نزهة بين الكمائن :
الشِعر أرضٌ مأهولة بالزلازل .
الشِعرُ
رحلة لا على هدى ،
الشعرُ
انقلابات في الروح :
جنون هو ، وهو عواصف .

آه ،
لماذا تحبين شاعرا مثلي ،
أنا الذي لا أملك أن آتيكِ حتى على دراجة هوائية ؟!
لا سفن عندي ، ولا بحر .
لا أملك شبرا من الأرض ، لأن وطني في كوكب بعيد .
وطني مسروق من الخرائط :
وطني ليس وطني ، رغم أنني سومري أشقر القلب :

أنا بسيط كمصطبة تأنس بالقليل من خطوات العابرين :
حزين
دائما ، حزين ..
مثل اغنية تحشرج في حنجرة ناي .
مثل بلاد مقتولة .
مثل قصب أكله غبارُ زقورات منسية ،
مثل فانوس ملقى في قاع نهر هجره الصيادون والماء .
أما أحلامي فيصعب تفسيرها :
أحلمُ أن أشنقَ أحلامي ،
لأنها تقودكِ إلى التظاهر ضد هذا وضد ذاك.

أحلمُ أن لا احبكِ
لأنني احبكِ عن كثب ، واحترقُ بحبك عن بعد .
أحلمُ أن تكرهينني لأنني مفرط بالذكاء وبالحدس .

أحلمُ أن لا أراكِ في أحلامي ،
وأن لا استيقظ على طيفكِ الذي يشيعُ الصباح في منتصف الليل :
حيث الملاك مع الشيطان يجلسان القرفصاء في لحظة مرورك .
لكن ما يحصل هو أن احبكِ ،
لأنني مجبول على أن أجلس مع المستحيل إلى مائدة واحدة :
لأن ذلك مما يُربكُ الآلهة في المعبد .
لأنه مما يجعل العيش ممكنا مع الموت ،
لأنه مما يبعث الحياة في عروق التماثيل ، فتفرُّ الأحصنة من الساحات .
لأن الأبواب تفلتُ من أسر الحيطان ،
والمفاتيحُ تطلقُ سراح الحسرات من سراديب أقفالها
لأن زجاج النوافذ ينفضُ الغبار عن نفسه ،
ويفورُ الماءُ في تنور الجسد ،
ثم يبدأ طوفانُ الدرّ ، ويهطلُ البلور من السماء ..
لكن ..آه ،
لا يحصل ذلك إلا لينتهي الحب إلى مجزرة .

نطيرُ بلا أجنحة ، ولا يطيرون لأن لهم أجنحة :
لكننا نسقطُ لنفس السبب ،
وهم دائما بانتظارنا .

هم دائما بانتظار أن نخطأ ..
هم ماهرون بهذا ،
ماهرون بنصب الفخاخ ، بحفر الآبار التي نشرب منها العطش .

آه
يحصلُ هذا عندما أحبكِ .
عندما يكون هناك ثقب في القلب :
هناك ثقب في قلبكِ
هناك ثقب في قلبي ، وهناك رصاصة .
يحصل هذا عندما لا تُخيط الثقبين إلا الرصاصة .

لماذا تنزفين أكثر مني ، تموتين أكثر ..
لماذا ؟
لا احبكِ أكثر أو أقل .
لا كثرة في الحب ، لكنه يحصل أن احبكِ كثيرا
وأن تموتي بغزارة .

أحدسكِ نادمة لأن هذا يحصل وأنا أنتظركِ ،
لكن
أنتِ لا تعرفين أن هذا قد حصل لي وأنتِ تنتظرين أيضا .

كلانا محكومان أن نُخلي المصاطب من عرق أجسادنا .
أن ننسحب من معركة العالم ، فنحن الخونة :
لقد اكتشفنا المجاهل ، عرفنا العناوين ، وقتلنا الظلام بقبلة .

نحن جبهة واحدة : جبهة اخرى ، ليس لها اسم ،
ولهذا يحصل أن أحبكِ ماشيا نحو نهايتي المريرة ،
وأن تموتي كثيرا ،
وبغزارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب