الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل

كريم كطافة

2004 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


حال الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) هذه الأيام هو حال ذلك المسكين الذي خرج من مولد احتلال العراق بلا حبة حمص واحدة، لكنه وبدل من استقبال الأمر بروح رياضية، تليق برئيس جمهورية ديمقراطية، يدفع ثمن قراءته السياسية الخاطئة للأحداث، نجده يبحث في الحاويات عن شوارد حبات الحمص التي فاتت الآكلين ووجدت طريقها إلى القمامة. لقد انتقل الرجل خلال هذا الشهر بقفزتين خجولتين من موقع المعارض بالمطلق لإعطاء غطاء دولي للاحتلال الأمريكي للعراق والذي عارضه جهاراً، إلى الباحث والساعي إلى توفير هذا الغطاء. مرة أخرى السبب ليس أخلاقي، بل عملي، يخص مصالح تلك الشركات المتعاقدة مع النظام السابق على عقود مهولة في حجمها، كانت تنتظر فقط رفع الحصار عن البلد، تلك الشركات ما زالت تطمع ببعض الحمص. لقد وافق الرئيس على الاشتراك في مؤتمر أممي ترعاه الأمم المتحدة وتستضيفه القاهرة الشهر القادم. الغاية منه تسهيل وتشريع خطوات دخول العراق من باب المنظمة الدولية. لكنه وبدلاً من استغلال الفرصة المعروضة أمامه على طبق من خوص، اقصد فرصة كون الرئيس الأمريكي بوش محاصر هذه الأيام بموعد الانتخابات ويريد تجريب برنامج خصمه كيري الداعي إلى إشراك أكبر للأمم المتحدة في عملية العراق.. وجدنا شيراك الخجول هذه المرة يشترط مشاركته في المؤتمر المزمع بشرط إشراك المقاومة فيه إلى جانب الحكومة العراقية. عراقياً، هذا الشرط يعني إشراك قوى المثلث المسلح بكل أنواع الأسلحة من السيف والمنجنيق إلى السيارات المفخخة وإدخالهم إلى قاعة المؤتمر مع أسلحتهم. وهذا في الحقيقة كان وما زال مطلباً عربياً رسمياً، على خلفية الصراخ والخوف من ضياع العراق بعد التهامه من قبل الشيعة!! لكن وبسبب من رعونة وغباء قوى هذا المثلث المتورط بمقاومته أنهم وبدلاً من أن يردوا لشيراك الجميل بأجمل منه، راحوا وخطفوا له صحفيين وماطلوا في إطلاق سراحهما إلى هذا اليوم، متنقلين من شرط إلغاء العلمانية في فرنسا إلى دفع الدية أو الجزية. لم تنفع كل وساطات وتوسلات عرفات والقرضاوي والقذافي ومبارك وحماس وحزب الله لإطلاق سراحهم، ما زال الأخوة المجاهدين في غيهم سادرين يبيعون ويشترون بالصحفيين ويختلفون حول المحاصصة، علمنا مؤخراً ومن (شهود عيان) أنهم يفكرون بدية فحواها مبادلة الصحفيين بـ73 حورية فرنسية باكر.. مبررين الأمر أن الـ72 هو رقم شرعي فيه نص أما الواحدة الزائدة فهي فقط لإشعار الفرنسيين أننا ما زلنا زعلانين على إلغاء الحجاب في مدارسهم!!! هكذا تبين للرجل مثلما تبين لعمرو موسى أبو الجامعة العربية ولو متأخرين شوية؛ أن القوم الذين يريدون إشراكهم في تقرير مستقبل العراق هم ليسوا مقاومة الوطنية ولا بطيخ، تأكد لهما وبالملموس أن القوم ما هم إلا حثالات من قطاع الطرق والسلابة والمجرمين وأعمالهم شهدت لهم.. إلى حد تندى لها جبين حتى القرضاوي وحماس ما بالك بشيراك المودرين.
طيب، ماذا سيفعل الرجل والفرصة ما زالت معروضة له..؟ اهتدى أخيراً إلى إمكانية سنفرة الزاوية الحادة في شرطه السابق لتليينها قليلاً، قائلاً: سنحضر المؤتمر بذات الشرط حضور المقاومة العراقية، لكن فقط المقاومة التي ترفض العنف..!! عراقياً مرة أخرى يعني هذا الاقتراح أن بوسع القوم من اتباع الزرقاوي والحمراوي والضاري والجنابي الدخول إلى قاعة المؤتمر إنما بدون سلاح، ولا ضير أن يتركوا سيوفهم في غرفة جانبية!!!!
إلى أين تريد الوصول يا شيراك..؟
لكن العتب ليس عليك.. بل على الحكومة العراقية التي ستشترك في مؤتمر يحضره ممثلي هذه الحثالات والشراذم السلفية والبعثية من اللصوص المتمردين حتى على قيم اللصوص ما بالك بالنصوص..
13/10/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق