الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيه المصري جزء من اللعبة الديمقراطية!

جمال الخرسان

2011 / 3 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


التيه المصري جزء من اللعبة الديمقراطية!

لاينكر احد بان الحكومات الدكتاتورية تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تذكية الحروب الداخلية وتحريض طرف على آخر وهذا يكاد يكون قاعدة عامة في مختلف بلدان العالم الثالث، ولهذا المشهد اشكال وتجليات مختلفة تتفاوت من بلد الى آخر ومن رقعة جغرافية الى اخرى. وفي نفس الوقت مجافٍ للحقيقة من يرمي مشكلاتنا الداخلية جميعها في رقبة الانظمة الفاسدة ويفرغ نفسه والمجتمع الذي ينتمي اليه من ايّة مسؤولية تجاه ما يحصل من فوضى خلاقة وغير خلاقة وصراعات استنزافية ذات بعد طائفي او عرقي او نتيجة للتفاوت الطبقي المجحف!
قبل ايام وحينما كان الشعب المصري منتشيا بثورته البيضاء التي تستحق الاشادة والتقدير دون ادنى شك، في تلك الاثناء حصل ما لايحمد عقباه وانفتحت سيرة اخرى وفصل اخر من قصة الصراع الطائفي في مصر بين الاقباط والمسلمين والارث في ذلك كبير جدا يغمض عينيه عبثا من يحاول ان يقفز عليه، فيما يحاول البعض الاخر تبسيط الموضوع كل مرة بتوصيف المشهد على انه حادث عابر ليس الا، لكن الواقع يؤكد ان كل مشكلة تتبعها سلسلة من المشكلات والتداعيات مرات ومرات.. وتطفو المشكلة الى السطح بقوة، وقبل انهيار الامور بشكل كامل تخمد النار التي لازالت تحت الرماد، تترك هكذا دون معالجة منطقية لواحدة من المشكلات المستعصية في معظم التركيبة الاجتماعية لبلدان المنطقة، تركيبة مفككة اما بسبب التنوع القومي او الديني او حتى التفاوت الاجتماعي المفرط بين الغني والفقير او المتعلم والجاهل.
في ظل مجتمعات مفككة تعيش مكوناتها حالة من التباين والتنافر احيانا، فان التعالي عن طرح المشكلة بشكل صريح لايؤدي الا الى مزيد من السوء، سوء ربما تحتاجه كثيرا الشقيقة مصر لانها وصفة لابد منها للمجتمعات الشرقية وليست العربية فقط، لابد من ان نعرف الاحجام اولا وهذا لن يكون الا على الارض! لابد من تفريغ القوة وهذا لن يكون الا على الارض! لابد من ان تصل كل جماعة في مصر او في بقية البلدان التي تحررت الى قناعة بان الحوار هو الاداة المفضلة في نزاع فتيل الازمات وهذه القناعة لاتتوفر عند معظم من يتشدقون بها.. وقد لايصلون اليها الا عن طريق شيء من العراك الداخلي وسقوط الاقنعة لتبدأ مرحلة جديدة بعد فترة من التيه!
ربما بعد ذلك يقتنع الجميع بعد الفوضى الخلاقة بانهم بامس الحاجة الى كل طرف منهم. وهذه النتجية لاتاتي عادة في مجتمعاتنا الا بعد خراب البصرة. ولذلك لايتفاجأ احد بما حصل او سوف يحصل في مصر او في اي دولة اخرى تذوقت مؤخرا طعم الحرية فذلك جزء من اللعبة الديمقراطية في بلدان العالم الثالث وليس ثمة باب للاستثناءات في هذا المجال وربما الرهان فقط على تقليل حجم الخسائر والخروج مبكرا من مرحلة التيه الاجباري، هذه قواعد اللعبة الديمقراطية في الشرق الاوسط بعد ارث طويل من المشكلات القديمة الجديدة زادها بلة ما احدثته الدكتاتورية من سوء وخطايا.. لذلك فلاينصدمنّ احد من ذلك!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تفرق تجمعا لطلبة جامعة أمستردام المتضامنين


.. عاجل| مجزرة جديدة.. شهداء وجرحى باستهداف إسرائيلي لمنزل من 3




.. تزامنا مع تجدد المعارك شمالا وجنوبا.. هل حققت إسرائيل أي من


.. الملك تشارلز الثالث يسلم إحدى رتبه العسكرية للأمير وليام




.. محامي ترمب السابق يقر بالكذب لصالحه في قضية -شراء الصمت-