الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراما اللواء قاسم عطا وسيلة إنتاج قمعية

جاسم المطير

2011 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


قالت أخبار بغداد ، هذا اليوم ، نقلا عن (وكالة أنباء بغداد الدولية) أن قيادة عمليات بغداد حذرت باسم الناطق الرسمي اللواء قاسم عطا أنها تلقت معلومات بوجود نوايا لاستهداف المنشآت المهمة من قبل التنظيمات"الإرهابية" لخلق أزمات كبيرة أمام الحكومة..!
ثم أشار قاسم عطا إلى أن معلومات (استخباراتية) وردت عن عزم التنظيمات الإرهابية استهداف محطات الوقود والكهرباء والمستشفيات والوزارات وغيرها من المنشات الحكومية لإحراج الحكومة خلال هذه الفترة وكان مسلحون مجهولون قد اقتحموا يوم السبت من الأسبوع الماضي مصفى الشمال بقضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين وفجروا عددا من الخطوط الإنتاجية فيه بعد أن قتلوا أربعة من مهندسيه.
السؤال هنا بعد قراءة هذا الخبر هو أين تكمن أهمية مثل هذا النوع من التحذير، الدرامي في شكله وفي محتواه..؟ بمعنى أن هذا التحذير لا يتجاوز نفسه إلا إذا كان موجها لجهة عسكرية معينة ذات اختصاص، ذات قدرة على اتخاذ الإجراء العسكري التكتيكي لوقف التنظيمات الإرهابية عن القيام بعدوانها المرتقب على مؤسسات الدولة أو منشاتها وإلا فأن (دراما التحذير) لن تكون ذات فائدة إن لم يكن لها (مخرج مسرحي) يوظب على المسرح نتائجها وفق رؤية الحكومة ووفق ادعاءات ناطقها الرسمي ، في ضوء المعلومات ( الاستخبارية) المتاحة بيده كما يدعي..!
يمكن التذكير هنا بما قاله ذات يوم السيد الشهواني مدير جهاز المخابرات قبيل تفجير مبنى وزارة الخارجية بخمسة أيام انه وجه تحذيرا إلى مركز الحكومة العراقية عن وجود معلومات استخبارية أشارت إلى وجود مخطط إرهابي لتفجير بعض مؤسسات الدولة لكن العنصر الأول من عناصر الدراما ، أي قراءة نص التقرير الاستخباري المرفوع إلى المسئولين الكبار، لم تتم قراءته ولم يبدأ النقاش الحكومي حوله وبالتالي فقد وقعت الواقعة المؤلمة المعروفة التي راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد وجريح في ساحة وقوف السيارات أمام وزارة الخارجية في 19 آب 2009 وقرب مجمع الصالحية السكني.
اليوم ، أيضا ، يقدم اللواء قاسم عطا ، خطابا صحفيا عن (دراما جديدة) لم يعد احد يثق بها ، خاصة وان اللواء قاسم صار معروفا بكثرة تصريحاته ووعوده وإعلاناته من دون قدرته على إثبات نزاهتها ، بل هو دائما يكشف عن عوالم شخصيات معينة مسئولة في الحكومة والدولة، لكنها من نوع الشخصيات التي تضحي بالصدق والمصداقية لأغراض حكومية دعائية معينة لم تعد أغراضها خافية على احد. فقد حملت مواقف هذا الداعية الحكومي منذ تسنمه وظيفته ، حتى اليوم، تناقضات كثيرة لا تمتلك صفات الصدق والحقيقة حول كل الأعمال الإرهابية، التي مرت ببلادنا وادخل انفه فيها وإعلانه عن تشكيل لجان تحقيق بالمئات من دون أن يسدي للجماهير ولا خدمة واحدة في الاطلاع على نتائج أعمال تلك اللجان التحقيقية.
هذه الأيام تشهد بغداد ومدن العراق الأخرى موجة عارمة من المظاهرات الاحتجاجية الشعبية الموجهة نقدا حادا لاذعا للحكومة الحالية وسياستها العبثية ، التي صرح رئيسها نوري المالكي مرات عديدة عن عدائه للمتظاهرين وعن عجزه في الإصغاء لهم ، بل صار هدفه في التصريحات كلها هو ( إرهاب المتظاهرين) . لذلك فأن تصريحات وتحذيرات قاسم عطا لا يمكن إلا أن تكون جزءا من الإرادة الجماعية التضليلية ، التي تقوم بها أجهزة الدولة ، لتبرير موجة اعتقال شباب المظاهرات وأصواتهم الصحفية المعبرة عن مطالبهم العادلة ، ولتبرير الإجراءات القمعية البوليسية المتهورة ، التي نراها في الشارع العراقي ،الذي صار في هذه الأيام ملتهبا وداينميكيا بسبب تحويل العراق إلى ارض خراب نتيجة المآسي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الناتجة عن ضعف الحكومة .
إن مطاردة التيوس الإرهابية ، مطاردة حقيقية ، هو من واجب الدولة والحكومة في كل زمان ومكان، لا تحتاج إلى تنبيه أو تحذير من قاسم عطا أو غيره من دعاة حكوميين لا يعرفون أي حرف من حروف الديمقراطية ، التي تجيز لأبناء الشعب حق التظاهر في أي مكان وزمان وليس من حق أزلام القياصرة الجدد أن يفرضوا على المتظاهرين أن يصرخوا في ملعب الشعب الرياضي بحجة توخي الحذر من الإرهابيين كما يدعو اللواء قاسم عطا..!
إن نوعية العنف الذي شاهدناه على شاشات التلفزيون منذ 25 فبراير ، حتى اليوم ، هو عنف بوليسي قادته ونظمته ونفذته حكومة نوري المالكي ، التي أصدرت قرارات حظر التجول في مواعيد المظاهرات السلمية ، مسجلة بهذا الإجراء الهمجي أنها أول حكومة في العالم وفي التاريخ البشري كله تقدم على مثل هذه الخطوة الخرقاء ، التي لا تستطيع ترقيعها جوقة الدعاة الحكوميين ، المدنيين والعسكريين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 9 – 3 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الارهاب ياتي بتشجيع وتسهيل من النظام
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 10 - 09:39 )
الارهاب ياتي بتشجيع وتسهيل من النظام القائم وذلك كحجة لسحق اي تطلع من قبل الجماهير للتغيير والصاق التهمة الجاهزة لها بالارهاب


2 - تصريحات كثيره
احمد الجوراني ( 2011 / 3 / 11 - 04:56 )
ياسيدي لقد تعودنا على تصريحات قاسم عطا فقد قام بالقاء القبض على ولاة امراء ومسؤلي مال في دولة العراق الاسلاميه لواحصيبا عددهم لفاقو على عدد ماموجود في الدوله الامويه والعباسيه

اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله