الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغز اختفاء موسى الصدر يكشفه عبد الحسين شعبان

فرات المحسن

2011 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لغز اختفاء موسى الصدر ومنصور الكيخيا، كان هذا عنوان مقال نشر يوم 9 / 3 / 2011 في الحوار المتمدن للسيد عبد الحسين شعبان. لم أفاجأ بمحتوى المقال لما أعرفه ويعرفه غيري عن السيد عبد الحسين شعبان، ولكن الذي أدهشني قدرته الفائقة واستعداده الفطري للانقلاب على الأمور حتى الموثقة منها بما يعادل 360 درجة دون تأنيب ضمير، كذلك قدرته على فبركة الجمل وحشوها بهذر غريب عجيب لربط الموضوعة بحقوق الإنسان والممارسات المجحفة والمجرمة التي تتعرض لها على يد الطغاة والقتلة والمجرمين من الحكام.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=249816

عباراته الحزينة لتوصيف شخصية السيد موسى الصدر ومثلها عن السيد الكيخيا تشعر المرء بوجود رابط إنساني حميم بين عبد الحسين شعبان الحقوقي وعضو المنظمة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وبين تلكم الشخصيتين. لا بأس فله كامل الحق أن يرثي مصيرهم التعس ولكن الغريب في مقاله يأتي من توصيفه لقاتلهما العقيد القذافي ويأتي هذا التوصيف بعد بضعة أشهر لا غير من ضيافة المخبول معمر القذافي لعبد الحسين وزملائه. يقول عبد الحسين ((اختفى الإمام موسى الصدر بعد زيارة رسمية له إلى طرابلس أراد منها أن يدير حواراً فكرياً واعداً وبعقل منفتح مع العقيد معمّر القذافي، لكن الأخير لم يحتمل ذلك، فقرر تحويله إلى جثة .واختفى الكيخيا الذي اختار الحوار والمعارضة بديلاً عن التعاون مع القوى الخارجية، على الرغم من حذره وارتياباته، معتقداً وهذا ما تحدثنا به قبل أيام من اختفائه أن غطاء حقوق الإنسان يمكن أن يحمينا من أنظمة عاتية أو قد يخفف بعض شراستها ودمويتها، ولعله كان مقتنعاً بأن النظام الليبي قد لا يغامر بارتكاب حماقة تصفيته طالما هو رجل سلام وداعية لحقوق الإنسان، لاسيما وقد التقى أحمد بن بيلا في جنيف الذي نقل له وآخرين رسالة من القذافي نفسه، ولربما صاحب هذا الاعتقاد السيد موسى الصدر الذي ظن أنه سيكون ضيفاً رفيع المستوى على الحكومة الليبية.))
ثم ينتقل شعبان وبجزم وقناعة ليقول عن القذافي ((لم يدر بخلد رجل الدين موسى الصدر أو الدبلوماسي منصور الكيخيا أي قدر غاشم سيحلّ بهما أو أي مكروه سينتظرهما؟ لم يعرفا أنهما تعرّضا للخديعة إلى هذه الدرجة، على الرغم من أن مضيّفهما "خصم مدجج بالغرور والاستهتار" إلى حد الشتيمة ))
هكذا كان القذافي عند عبد الحسين شعبان في قضيتين مهمتين وإنسانيتين لم يحتمل القذافي الحوار فيهما وقتل ضيوفه بعد إن وعدهم بالحوار وسهل أمر مجيئهم إلى ليبيا. ولم يقف السيد شعبان عند ذلك الحد وإنما زاد في وصف العقيد الطاغية بأنه كان عند استضافته للصدر والكيخيا خصم مدجج بالغرور والاستهتار إلى حد الشتيمة والضيوف لم تشفع لهم ضيافتهم عند نظام مثل نظام القذافي ليحميهما أو هما يخففان بعض شراسة القذافي ودمويته.
الحقيقة شعرت بالغثيان وأنا أقرأ الخلطة الغريبة التي دبجها الحقوقي والمدافع العنيد عن حقوق الإنسان، فالسيد شعبان وقبل ثورة الشعب الليبي المستمرة اليوم، ذهب لزيارة العقيد القذافي ومعه جوقة من حثالة صدام ومرتزقته يتقدمهم عضو لجان التحقيق في قصر النهاية صلاح عمر العلي وخير الدين حسيب. دخلوا عرين الضبع أو خيمة الدكتاتور القاتل الشرس والدموي ووقفوا أمامه وهو ينظر لهم باستعلاء وراحوا يقدمون له الهدايا ممجدين قيادته الحكيمة وروحه الثورية وعظمته وشموخه ولم يكن عبد الحسين شعبان استثناء من كل هذا الرهط حيث تقدم ليقترب من العقيد المدجج بالغرور والاستهتار حد الشتيمة ليقدم له سلطة المعرفة مثلما قال ومعها فروض الطاعة والولاء والتعظيم والتبجيل للقائد باسم المنظمة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان مؤكدا للقائد الضرورة بأنه وصحبه من الحضور يمثلون المقاومة العراقية الرافضة للاحتلال والعاملة على الإطاحة بالعملية السياسية الجارية في العراق.
شيء من الخجل لا يتطلب غير عشر مثقال ليكون المرء صادقا مع نفسه ومع الأخرين ونحن اليوم في عصر التقنيات، والشبكة العنكبوتية تفضح الكثير وتجعل الناس تتقيأ من تلك الأكاذيب الرخيصة. وإن كنا نعري ونفضح مساوئ وقذارة الكثير من رجالات الحكم في عراق اليوم فنحن أيضا نكشف ونفزع ونعري لا بل تتساوى عندنا تلك الشخصيات مع مثيلاتها من أدعياء المعارضة والمرتزقة ومتصيدي الفرص وحتى عملاء صدام وزبانيته وسط معارضة الأمس.
وليجعل من نفسه أحد ضحايا اضطهاد الطغاة ويضعها في خانة السيدين الصدر والكيخيا يقول شعبان ((على الرغم من حذر الكيخيا وارتياباته، معتقداً وهذا ما تحدثنا به قبل أيام من اختفائه أن غطاء حقوق الإنسان يمكن أن يحمينا (؟؟؟ ) من أنظمة عاتية أو قد يخفف بعض شراستها ودمويتها))
الأمر لا يحتاج من عبد الحسن شعبان كل تلك الفذلكات والجمل المنمقة والحزينة عن حقوق الإنسان ومنظماتها وما تواجهه من صدود ونكران لا بل قتل وتصفيات على أيدي الطغاة من أمثال العقيد القذافي وقبله صدام حسين، فمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الحقيقية ومعها قضية الدفاع عن حقوق العراقيين يعرف الناس الأسوياء أية جهة عليهم اختيارها للحوار معها وعرض قضايا الإنسانية وشعبهم عليها. ومن المستحيل إن يكون طاغية من مثل العقيد القذافي المدجج بالخديعة والغرور والاستهتار والشتام المخبول مثلما يقول عبد الحسين هو من يتبنى تلك الحقوق.
أعتقد إن مقالة السيد شعبان توحي بالكثير من عدم الوفاء والخيانة ونكران الجميل، قبل إن تفصح عن تلك الانتهازية الفجة والمخجلة. فاستضافة العقيد المجنون معمر القذافي لعبد الحسين شعبان وصحبه ما زالت طرية ولم يمض عليها غير بضعة اشهر ولحد الآن لم يختفي بعد الفلم الذي يعرض نوع فروض الطاعة التي قدمها الوفد العراقي للعقيد المجرم معمر القذافي وكيف كانت وقفتهم الذليلة مثل التلاميذ بين يدي المجنون المدجج بالخديعة والغرور والاستهتار. والمفترض بعبد الحسين أن يتذكر بأنه خرج من ليبيا سالما ولم يتم تحويله إلى جثة من قبل الأخ القائد مثلما فعل بالسيد موسى الصدر. وكان المتوقع من شعبان وبأقل تقدير انتظار نهاية مضيفه العقيد القذافي الذي ينازع اليوم ليقوم بعد ذلك بضربه بما يرغب رغم حرمة ضرب الميت، وكان عليه أيضا احترام الضيافة والهبات التي قدمها له ولرهطه ذلك الطاغية. ومن أعراف الإنسانية والتحضر إن لا يتنكر للكرم والطعام والنوم والنزهات والهبات التي وفرتها لهم حاشية معمر القذافي. وقبل كل شيء على شعبان إعادة مشهد الوقفة التي استعرض فيها نضال المقاومة العراقية وعمل منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان العربية وموقفها الإيجابي والمتضامن مع حكم العقيد المخبول والسفاح معمر. وموقف عبد الحسين شعبان هذا يعيد تكرار ذات المشهد الذي فعله العقيد القذافي مع ضيوفه السيد الصدر والكيخيا، وهو استعارة أخلاقية وثقافية لذات الطبيعة والطباع المتقلبة والرخيصة والغير سوية على الإطلاق التي يستعيرها البعض من قتلة شعوبهم ويروح يتبجح بها.
لا أستغرب ما يصدر عن السيد شعبان فمواقفه السابقة واضحة وضوح الشمس واليوم باتت أكثر وضوحا وإفصاحا عن طبيعة تلك النفس وهذا الضمير العجيب الذي يجعلني أرثيه وأتأسف لما انحدر أليه. في ذات الوقت أوجه طعوني للمنظمة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان التي ضمت السيد شعبان ليكون واحدا من أبرز شخصياتها وأدعوها لمراجعة سياساتها وقيمها الأخلاقية قبل المعرفية والكف عن الاستهتار بحقوق الإنسان العربي، فالبشر في العالم العربي يستحقون العون والمناصرة ضد جلاديهم وليس المتاجرة بأوجاعهم وأوضاعهم المزرية وفي الوقت ذاته مد اليد للطغاة وتقديم المديح والإطراء والتبجيل واستلام الهبات والعطايا منهم. ثم من بعد ذلك القفز والانقلاب على الطاغية بعد الشعور باندحاره وانحداره نحو مزبلة التأريخ. قليل من الخجل يحفظ بعض ماء الوجه رغم سواده.



رابط الفلم الذي يجمع السيد شعبان ومجموعته بالمجنون خصم حقوق الإنسان المدجج بالغرور والاستهتار" إلى حد الشتيمة حسب قول شعبان. والسيد شعبان يهدي الطاغية سلطة المعرفة؟؟

http://www.babnews.com/vg/viewa.aspx?Id=619

يرجى نقل الرابط للبحث في الانترنت لكي تشاهدوا الفيديو

أيضا أقدم للمنظمة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان ما يشفع لها للدفاع عن حق الإنسان العربي.
www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20110309-106253.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
نوري علي امين ( 2011 / 3 / 10 - 20:20 )
شكرا للسيد الكاتب للنوضيح فقد كنت مخدوعا بهذا الشخص والان تبين لي من هو ومع هذا اطلب من السيد عبد الحسين الدفاع عن نفسه


2 - فرات المحسن والكتابة من اجل التسلية
عادل حسين ( 2011 / 3 / 10 - 20:42 )
انا لم الاحظ في ما كتبه شعبان ما يستدعي تجنيد القلم لا الى شيئ سوى اظهار العضلات للدفاع والدود عن دكتاتوري قد هرم وشاخ عقله وبات غير قادر على استيعاب ابسط مقومات وقواعد اللعبة الدولية


3 - شكر ا للكاتب
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 10 - 21:35 )
شكرا للكاتب على هذا صخام الوجة


4 - هل يضن الكاتب غلق ابواب التسول امام العظامة
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 10 - 22:12 )
هل يضن الكاتب غلق ابواب التسول امام العظامة بعد سقوط طاغية ليبيا او سيقفون امام باب حامي الحرمين


5 - احيك على هذه المقالة
عمر علي ( 2011 / 3 / 10 - 23:21 )
تحية للكاتب فرات المحسن
عبر الكاتب البريطاني الساخر جورج برناردشو عن ذلك بقوله:اذا سقطت المراة اصبحت عاهرة واذا سقط الرجل اصبح شرطيا
الرفيق عبدالحسن شعبان لاعب ماهر يلعب على كل الحبال وماخذها مقاولة ماركسي ومدافع عن حقوق الانسان وقومجي عروبي قح ومقاوم للاحتلال في العراق مع رفاقه البعثين والقاعدة لقتل ابناء الشعب العراقي
فضيحة وما لها من فضيحة
تحية لك استاذ فرات على هذه المقالة القيمة لتعرية هذه الوجوه وفضحها وليعرف الناس ان حقوق الانسان اصبحت بضاعة للبيع والشراء اي خاضعة لقوانين الطلب والعرص في السوق الحرة


6 - شكر وتحية
مروة فرات المحسن ( 2011 / 3 / 11 - 08:05 )

الشكر الجزيل للأخوة جميعا
وتقبلوا مني التحيات والمودة
اعتقد بان العزيز احمد الرصافي قد خانته العبارة فلم يوضح ما اراد قوله ولذا ظننت انه اساء فهم المقال مثلما حدث مع العزيز عادل حسين من لبس في عنوان تعليقه
تقديري العالي للأخ عمر علي مع فائق الاحترام
تحياتي للعزيز نوري علي امين واطلب منه في هذا الوضع الملتبس ان لا يعطي ثقته مجانا لمثل هؤلاء
محبتي للجميع


7 - شكر
سلوان ساكو ( 2011 / 3 / 11 - 11:12 )
شكر الى الاستاذ الكريم فرات المحسن على هذا الايضاح المهم فقد كنة فعلن مخدوعين .


8 - شكر
فرات المحسن ( 2011 / 3 / 11 - 13:27 )
العزيز سلوان ساكو لك جزيل الشكر


9 - respond
DALTONAdela ( 2013 / 2 / 19 - 20:19 )
Various people in all countries get the credit loans from different banks, because that is simple.

اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا