الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهابيون يصوتون لبوش

أمينة النقاش

2004 / 10 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


صوَّت الإرهابيون في تفجيرات طابا ونويبع لصالح الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي يقود حملة محمومة في انتخابات الرئاسة من أجل إقناع الشعب الأمريكي، بأن حربه الممتدة علي الإرهاب منذ أكثر من ثلاث سنوات، هي دفاع عنه، وعن قيم الحضارة الغربية في الحرية والديمقراطية، وما تصريح بوش عقب العملية الإرهابية في طابا، بأنها تثبت مرة أخري، لماذا يتعين علي العالم المتحضر أن يقف موحدا ضد الإرهاب، إلا تأكيد علي ذلك. كما لعلهم منحوا إرهابيا محترفا مثل شارون ذريعة جديدة، لمواصلة حملة الإبادة التي يشنها علي الشعب الفلسطيني وسط صمت المجتمع الدولي وعجزه عن لجم وحشيته، وما إعلان شارون بعد أحداث طابا، أن إسرائيل سيكون لها الحق، في تعقب أنصار القاعدة - الذين اتهمتهم بالقيام بها - في أي مكان، ما هو إلا تصريح علني بمد نطاق الحرب علي الشعب الفلسطيني، من داخل الأراضي الفلسطينية إلي خارجها، في كل الدول العربية والإسلامية، وهو ما أخذ طريقه للتنفيذ فعليا باغتيال أحد عناصر حماس في دمشق قبل أيام، فضلا عن الاستعدادات التي تذكر الصحف الإسرائيلية أنها تجري لضرب قواعد حزب الله في جنوب لبنان.

شارون يصر علي حصر شبهة الاتهام في تنظيم القاعدة، مع أن كثيرين يلاحظون أن التفجيرات في طابا قد تحمل بعض بصمات القاعدة، لكنها لم تكن هائلة بحجم ما جري لنسف السفارتين الأمريكيتين في دار السلام ونيروبي وتفجيرات الملهي الليلي في بالي بأندونيسيا، وتفجيرات منتجع ممباسا الكيني ضد سياح إسرائيليين، وهو ما يجعل التحفظ المصري علي حصر الاشتباه في القاعدة منطقيا، لاسيما والإصرار الإسرائيلي علي اتهام القاعدة، لا يخلو من هدف تغيير الموضوع، وهو أن أحد أهم النتائج التي أسفرت عنها حملة شارون هي القضاء علي نزعات الاعتدال في الصف العربي الشعبي، وفي وسط الجماعات الإسلامية، بعد حالة اليأس، التي أحاطت بملايين العرب، وهم يرون يوميا حمامات الدم تسيل في فلسطين، بينما واشنطن لا تتردد في استخدام حق النقض الفيتو، ضد مجرد استصدار قرار لإدانة جرائم إسرائيل في غزة.

دعم الإرهابيون في طابا ونويبع المبررات الرسمية المصرية، بشأن مد حالة الطواريء واستمرار الانتهاكات الواسعة ضد حقوق الإنسان، والتمسك بالرفض المستميت للإصلاح السياسي والديمقراطي وربط المطالبة بتوسيع نطاق حريات الرأي والتعبير والتنظيم، بالفوضي وعدم الاستقرار.

أحد الاستخلاصات المهمة لعمليات طابا الإرهابية أن الإجراءات التي يتخذها الأمن لحماية السياح في تلك المنطقة ليست فاعلة، ولعل هذا الحادث يرد الاعتبار للمطالب التي طالما دعا إليها حزب التجمع وهو إعادة التفكير في القيود التي تفرضها اتفاقيات كامب ديفيد والمعاهدة المصرية - الإسرائيلية، علي التواجد الأمني المصري في تلك المنطقة، خاصة بعد أن أصبح من المؤكد أنها تشكل تهديدا للأمن القومي المصري.

ولتكن الخطوة الأولي نحو ذلك، هي إلغاء الحق الممنوح للإسرائيليين بالدخول إلي طابا، بدون تأشيرة دخول مسبقة، بعد أن أصبح من المؤكد أنه يشكل ثغرة أساسية في نظام المراقبة المصرية للحدود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير