الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك ما فهمناش

زكرياء الفاضل

2011 / 3 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الملك ما فهمناش!
ألقى عاهل المغرب خطابا أمس البارحة سمته بعض المنابر الإعلامية المأجورة وقيادات "يسارية" مطبوخة بالتاريخي، ووصفته التنظيمات السياسية المخزنية بالمفخرة وميثاق الشعب وقدوة العالم الثالث بل وحتى بعض الدول الأوروبية.. ولن يتوقف سيلان.. عفوا سيل هذا المداد الرخيص عند هذا الحد إذ من المنتظر أن يسميه البعض في الغد عبقرية ومعجزة وربما إعجاز ال.. فموهبة تجار الكلمة لا تعرف حدودا ومن المفروض أن يؤسسوا منظمة لهم يسمونها "متملقون بلا حدود" تعمل على ترويج سلعهم من الملحمات الكارتونية في سوق النخاسة السياسية.
عودة لخطاب عاهل المغرب نقول أنه كان جاء فارغا من مصداقية الرغبة في الاستجابة لمطالب الشعب وحافلا بالمراوغات السياسية لربح الوقت إذ لم يستجب لمطالب حركة 20 فبراير كما ادعت هذه الأقلام المتملقة والأحزاب المفبركة وقيادات "اليسار" المطبوخة، وذلك لكون:
1. الملك هو من حدد بنود الدستور التي ستخضع للتعديل
2. الملك هو من عيّن اللجنة التي ستعمل على إعداد مشروع التعديلات الدستورية وحدد لها رئيسها
3. الملك تحدث في خطابه عن توسيع صلاحيات الوزير الأول وغفل الحد من صلاحياته كملك
4. الملك لم يتطرق لموضوع وزارات السيادة ومنصب وزير الدفاع (المغرب منذ بداية السبيعينيات يعيش دون وزير للدفاع)
5. اللجنة المعينة من طرف الملك ملزمة بإعداد مشروع التعديلات الدستورية (المقصود تلك البنود التي حددها هو من نفسه) وعرضها عليه ليدلي فيها بكلمته.
6. اللجنة المعينة لم تشمل عناصر من المجتمع المدني والتنظيمات السياسية للمعارضة الحقيقية وحركة 20 فبراير
7. الخطاب ركز على عدم تغيير ثوابت النظام المتمثلة في الثالوث القدسي
8. الخطاب لم يتطرق ولو بإشارة إلى موضوع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين
9. الخطاب ركز على استشارة اللجنة المعينة للأحزاب الممثلة في البرلمان أي التنظيمات السياسية وليدة النظام أو تلك التي انصاعت ودعنت له
10. الخطاب لم يتطرق لمحاسبة المسئولين في أجهزته القمعية على ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المغربي
11. الخطاب لم يتطرق لبنود الدستور التي ستخضع للتعديل، لماذا هذه السرية؟
القائمة طويلة ولن يكفيها إطار مقال محدود المساحة، لكن يمكن القول أن عاهل المغرب لو كان يرغب في التغيير لعمل على ما يلي:
1. اقتراح تشكيل لجنة من حركة 20 فبراير والمعارضة الحقيقية لدراسة مشروع تعديل الدستور
2. عقد اجتماع مع هذه اللجنة لمناقشة ما يتعلق بتحديد صلاحياته
3. التخلي عما يسمى لدى النظام وزارات السيادة والإعلان عن إعادة منصب وزير الدفاع
4. الإعلان عن إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين
5. الإعلان عن استفتاء حول بنود الدستور التي يريد الشعب تعديلها
6. حل البرلمان والحكومة والإعلان عن انتخابات قبل موعدها
7. إنشاء مجلس من المعارضة الحقيقية وأعضاء حركة 20 فبراير يسير أمور البلاد إلى أن تتم الانتخابات بتشكيل حكومة جديدة وبرلمان نزيه
لقد حدد عاهل المغرب فترة تنتهي في شهر يونيو لتقديم مشروع التعديلات الدستورية التي ستبقى إلى نهاية الفترة في سرية تامة أي أن الشعب ينتظر شيئا مجهولا.
لهذه الاعتبارات فإن دواعي التظاهرة المنتظرة يوم 20 مارس لم تسقط بل بقيت قائمة، وعلى الحركة أن توحّد صفوفها وتتفادى كل الخلافات الجزئية في سبيل الأهداف المصيرية، كما عليها أن تستعد لخوض معركة سياسية حاسمة لن يذخر فيها النظام وسيلة لقمعها من بوليس وبلطجية وإعلام ومرتزقة سياسيين. وعلى الحركة أن تعي بأنها ستكون وحدها في معركة غير متكافئة إذ الإعلام الدولي والعربي لن يوليها اهتمامه أي أنها ستكون معزولة، لكن هذه العزلة لن تطول إذا استطاعة الحركة الصمود لأسبوع واحد حيث ستضطر وسائل الإعلام الأجنبية والعربية إلى تغطية الأحداث رغما عن أنفها تحت ضغوطات المغاربة المقيمين بالخارج. وعلى الحركة التفكير من الآن في سبل التواصل مع المهاجرين إذ من المنتظر أن يحجب النظام شبكة الإنترنيت ومحطات الاتصال الأرضية. لابد من الاستفادة من التجربة المصرية والليبية. ومن سار في دربه بإصرار وصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه بداية الاصلاح
يوسف محدوب ( 2011 / 3 / 11 - 16:10 )
أنا معك من ناحية أن الخطاب الملكي لم يشمل كل ماذكرته في مقالك لكنني لا أتفق معك بأن ما جاء في خطاب الملك لا يستجيب لمطالب ملحة للشعب المغربي, فاللجنة المكلفة بتعديل الدستور مطلوب منها أن تستشير وتنصت لكل شرائح المجتمع المدني ويمكنك ويمكن كل من يعارض النظام أن يعطي رأيه ولا يختفي خلف شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع, لأننا فعلا نسمع أصوات تريد إزالة الملكية .. وهذا لا يخدم الديموقراطية ومصالح الشعب في شيء هذه خطوة جبارة نحو دولة المؤسسات وما ينقص سوى تفاصيل يمكن حلها في إطار دولة المؤسسات, يمكن بعد أن توفر مؤسسات ديموقراطية أن نوسع دائرة النقاش حول المسائل التي تناسب المجتمع الديموقراطي,, أما المعارضة والإدمان على العناد الذي يعطل العمل سوف لن ينفع بل علينا أن نشارك في صنع المستقبل وممكن ذلك من خلال تظاهرات سلمية لتضمين مطالب إضافية, فالحقيقة أن الدولة ليست مهددة بالأنظمة الديكتاتورية بل من الجماعات المتطرفة الإسلامية التي تعلن صراحة أن الديموقراطية هي العدو الأول للإسلام , فالملك يمد يده للإصلاح ولا ينبغي أن نفوت الفرصة على بلدنا


2 - إلى السيد يوسف محدوب
زكرياء الفاضل ( 2011 / 3 / 11 - 18:18 )
أنا من حذف جوابي لكون إطار 1000 كلمة لم يكفيني للرد، فقد حاولت كتابة تعليقين كجواب، ولكني قررت في الأخير حذف الجواب الأول والرد في مقال لاحق حتى يكون الفضاء شاسع أعرضه في وجهة نظري بشكل متكامل. فمعذرة على حذف جوابي.


3 - الكلام اللين يغلب الحق البيّن
يوسف محدوب ( 2011 / 3 / 11 - 21:30 )
أتمنى أن أقرأ أفكارا جديدة في مقالك, وما أتمناه صدقا هو ربح هذه المسافة التي انسحب منها المخزن لصالح الشعب, وعلينا أن نعي أننا في عصر المعلومات ولم تعد الهراوة تملك تلك القدرة السحرية التي كانت تملكها في العهد السابق, فنحن ينبغي أن نحتل المجال الذي حررناه بوعينا الجماعي ونواصل النقاش الجاد الذي يمكن أن يغير الكثير خاصة ونحن ندرك الآن مدى خوف الأنظمة من وعي الشباب الذي يتقن استخدام المعلوميات, فالموقف الذي أرى كثيرين يظهرونه بعدوانية نحو الملك لن ينجح وما ينبغي أن نتعلمه هو أن المخزن يتقن القمع بالمحبة!! فما علينا سوى أن نظهر المحبة من دون أن نتراجع عما نريد تحقيقه

اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع