الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والمادة الثانية، ومشروع الدولة الدينية

مجدي مهني أمين

2011 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


قام الدكتور عمرو حمزاوي في 8 مارس 2011 بكتابة مقالة في جريدة الشروق الإلكترونية بعنوان "إلى مسيحيي مصر" يدعو فيها المسيحيات والمسيحيين للمشاركة في صناعة مستقبل مصر، فيقول الكاتب " كما شاركنا في الثورة ... نشارك كي تكون مصر ديمقراطية وعادلة لكل مواطنيها "، ثم كانت دعوته لتناول " المخاوف المشروعة ... وتفكيكها كي لا ينسحب (المسيحيون) من الحياة العامة والسياسية التي صبغت مواقف الكثير منهم خلال السنوات الماضية " ، ثم أشار الكاتب لمخاوف المسيحيين "من سيطرة توجهات وفصائل إسلامية تقصي أو تعامل المسيحيين كمواطنين درجة ثانية"، وأوضح أنها مخاوف مشروعة إلا أن التعاطى معها بصيغة «الابتعاد والانسحاب أفضل» سيكون خطأ كارثيا، وكما يقول الكاتب : " فلنا جميعا مطالب عامة تتعلق بصناعة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وضمان الحريات، وللمصريين المسيحيين مطلبية خاصة ترتبط بمظالمهم "، ثم أوضح هذه المطالب -أو بالحري لخصها- في "الحريات الدينية للمسيحيين مع ما يلحق هذه الحرية من تسويف، وما قد يدعو بعضهم من تكوين أحزاب دينية تتبنى قضاياهم فقط."
وفي اليوم شاهدت فيديو لشاب قبطي يلقي قصيدة يعبر فيها عن شكواه من مصر ، ورأيت أن أرسل عنوان الموقع لهذه القصيدة للدكتور عمرو، كما رأيت ان المشكلة ليست مشكلة أقباط ولكن مشكلة مصر، وأن الفصائل الإسلامية لا تريد فقط اقصاء الأقباط ولكن تريد أن تسحب الوطن كله لمشروع دولة دينية، وتركز كل دعامها في إبقاء المادة الثانية من الدستور، بل أن الشيخ محمد حسان هدد بأنهار دماء لو مُسّت الألف واللام (أي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ، ولا يمكن ان تصبح مصدر رئيسي)، وبالطبع كان طرح الشيخ حسان عاطفي ملتهب، يعني المسألة مش نقاش لما فيه مصلحة الوطن ولكن الموضوع محسوم منتهي، وإياكم من الاقتراب؛ مما ينبئ بملامح الدولة الدينية ، إياكم من الاقتراب من كل ما تفرضه هذه الدولة، الأمور مش مطروحة للنقاش ولكن مجرد إبلاغ، وبين الشاعر والشيخ وحمزاوي، رأيت أن الأمر لا يخص الأقباط بل يخص كل المصريين، هل المصريون، هل حمزاوي ، هل المثقفون المصريون يريدون دولة مدنية؟
هل المثقفون الذين يريدون مصر دولة مدنية تأخذ بأسباب العلم في صناعة الدولة لا يرون تعارضا بين هذا الهدف المدني والمادة الثانية التي تنص ان الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع؟ هل المخاوف للأقباط فقط أم لكل المصريين من المشروع الديني للدولة؟ فإن كان المثقفون يريدون مصر دولة مدنية، فلماذا يتركون الأمر للأقباط بمفردهم؟ وهنا كتبت التعليق التالي لعمرو حمزاوي على صفحة المقال في جريدة الشروق وكان كالتالي:
" أخي عمرو، سمعت بالصدفة لهذا التسجيل لشاب قبطي تحت عنوان:
انتمائي الأول لمصر وانتمائي التاني لديني
http://www.youtube.com/watch?v=94I3Y0Rlx7c
انا واثق انه سيحدث لديك نفس الأثر، دا شعور الشباب اليومين دول، المسيحيون والمسلمون لديهم تطلع واحد لدولة مدنية ، المسيحيون والمسلمون في خندق واحد أمام التيار السلفي والدولة الدينية، والمسيحيون لو وجدوا انفسهم لوحدهم في المواجهة مع التيار السلفي وقتها يسهل تشخيص الأمر على أنه صراع طائفي، وهنا إما أن يكمل المسيحيون المعركة بمفردهم أو ينسحبوا كما أشرت في مقالك وتخسر مصر مشروعها المدني، مع المادة الثانية التي تميز بين المواطنين على أساس الدين، وأعمال العنف التي يقعون تحت وطأتها، محتفظين في جعبتهم بتاريخهم واضطهادهم ، وهم لن يخترعوا صناعة جديدة ، مصر المسالمة عرفت عندما يشتد عليها الاضطهاد أن تنزوي والخاسر مصر فلن تكون وقتها بكامل حجمها."

ولم تنشر الجريدة الغراء التعليق ، ولكن ظهر في اليوم التالي إبراهيم المعلم (صاحب الجريدة) على شاشة التلفزيون في برنامج صباح دريم يتحدث عن حرية التعبير، وكيف أنه يقبل آراء يختلف معها كي تنشر في جريدته ، في حين أن لم تقبل الجريدة تعليقا على إحدى مقالاتها يطرح المشكلة على جموع المصريين وليس على الأقباط ، ويفكك المشكلة كما طلب الكاتب ويشير للمادة الثانية التي تتحول مع العواطف الدينية المتأججة إلى مادة للقتال بدلا من أن تكون مادة للحوار الوطني ، ورفضت الجريدة أن تستمع لشاب من الأقباط يساهم بدلا من السلبية ان يعرض انتماءه وشكواه. إذن فليؤثر الأقباط السلامة، وربما فعلوها إلا أن عاجلهم فتي وفتاة أطفيح بقصتهم العاطفية، فهجم أهل أطفيح على الأقباط ، وياروحي ما بعدك روح فخرج الأقباط من سلبيتهم هذه المرة إلى ماسبيرو عل أحد ينجدهم، ونسوا في كربهم ان يقولوا ان هناك مئات القصص العاطفية التي يكون الشاب مسلم والفتاة مسيحية ولا ترتج هكذا الدنيا، إذن هو العدل الغائب ـ أو العدل المنحاز، والمواطنة المنقوصة ، وتأتي المادة الثانية تدعم وتشرع لهذه المواطنة المنقوصة ، والمثقفون يحتمون هذه المرة في الأقباط كي ينقذوا المشروع المدني الملقى في نهر الطريق امام حشود السلفيين.
المذهل اننا أمام نفس ردود الفعل، المناداة بالوحدة الوطنية ، "وإحنا شعب واحد"، "وهانبني الكنيسة اللي اتهدت" ، وعايزين شيخ وقسيس يمسكوا إيد بعض، كلها صور إلتفاف حول القضية الأساسية، لم تكن القضية وحدة وطنية ، القضية كانت تمييز ضد الأقباط ، والآن القضية تمييز ضد الأقباط في ظل مشروع دولة دينية تتلمس الطريق لمصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ستة عقود غباء
محمد حسين يونس ( 2011 / 3 / 11 - 06:06 )
في اللحظه التي انهارت فيها ليبرالية الوفد واختفي دعاة التنوير تحت بيادة المنقلبون بدا المصريون مرحله طويلة من الانكسارات وغباء المقاصد التي كان ابرزها هزيمة 67 ثم هزيمه الدستور المكرس للديكتاتورية وتعديلاتة ثم استعمار السلفيين العملاء للوهابية المستفيدين من اموال البترول علي عقل الشعب المصرى ثم الهزيمة النهائية بسيطرة عصابه من اللصوص والبلطجية علي الحكم .. هل تنتظر بعد كل هذة الكوارث ان تجد شعبا متحضرا نحن لا زلنا متخلفين رغم ما حدث في ميدان التحرير .. ولكن هناك امل في ان يستطيع الشباب قيادة تطوير يستغرق عشرات السنين حتي تعود مصر للنقطة التي انقلب عندها العسكر وسقوا اهلها ويل التخلف .. علينا الان الكشف والفضح للماضي الكئيب و والتنوير لمن يملكون المستقبل تحياتي


2 - الخوف
رافت فارس ( 2011 / 3 / 14 - 07:52 )
كلام حضرتك مضبوط فهناك عدد كبير جدا ان لم اقل ان اكثر من 95% من المسلمين لا يريدوا المادة الثانية ولا يريدوا دولة دينية لكنهم في حالة خوف من التكفيير من الجماعات السلفية والاسلامية هناك حالة من الخوف بين الناس حتي القيادة العامة للقوات في حالة خوف من الاسلاميين في حالة خوف من الاقتراب من المادة الثانية او النطق باي تعديل فيها حتي ان احد المشايخ الذين يدعون للديموقراطية صرح بانها مادة فوق دستورية ماذا يهنب فوق دستورية الله اعلم المشكلة ان الجموع الغفيرة من المثقفين المسلمين والمعتدلين من المسلمين يريدون التضحية بالاقباط في سبيل الحصول علي دولة مدنية
نقول ونعلي الصوت ان الدولة العلمانية لن نحصل عليها بالاقباط فقط وكما قلت سيادتكم ستتحول الي مشكلة طائفية وبمنتهي السهولة يستطيع التيار الاسلامي استقطاب كل المسلمين حوله في هذه الحالة وخاصة ان عدد كبير منالشعب يدخل ضمن نسبة اامية الفكرية والثقافية
لن نحصل علي دولة تسعنا جميعا الا اذا تحركنا كلنا اقباط ومسلمين سويا وبقوة وبصوت عالي ولفترة طويلة حتي نصل للمطلوب
خاصة ان هذه الجماعات الاسلامية عددها ليس كبير ولكنها صوتها عالي

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة