الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهرولون يبررون.. والصبٌارون الحقيقيون صامدون --- وديع السرغيني

وديع السرغيني

2011 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



في نفس اليوم، الأربعاء 9 مارس وأنا أتصفح إحدى الجرائد المغربية التي بدأت تشق طريقها في الاتجاه الذي يحترم القراء المغاربة ويمدهم بما يلزم من الأخبار عمٌا يقع في جهات وأماكن لا يطالها بصرهم، وهي جريدة "أخبار اليوم" التي تابعت بمهنية وصدق كل أخبار الحراك الاجتماعي الثوري الذي هزٌ أركان النظامين التونسي والمصري البائدين.. دون أن تتخلى عن رسالتها النبيلة في متابعة ما يقع في المغرب من احتجاجات شبابية وشعبية اتسعت شرارتها بعد إعلان التأسيس "لحركة 20 فبراير الشبابية" وما تلاها من تنسيقيات لدعم الحركة، ومن تناسل لحركات عديدة ساهمت إلى جانب بعض الجمعيات المستقلة إلى أثبتت ميدانيتها وسجلت انخراطها إلى جانب ووسط هذه الحركة الاحتجاجية المتنوعة والمتعاظمة.
وضمن أخبارها، وفي صفحتها الأولى، انتصب "محمد الصبار" الحقوقي الضليع، يدافع عن نفسه نافيا اتهامات رفاق دربه القدامى، التي اعتبرته "قلب الفيستا" أو غيٌر المعطف، أو البندقية من الكتف الأيسر إلى الكتف الأيمن، متحدٌيا إيٌاهم بالتاريخ الذي سيفصل بين خطوته هذه التي قبلت التعيين والتنصيب الملكي لمهمة الأمين العام "للمجلس الوطني لحقوق الإنسان"، وبين "ادعاءات" الرفاق التي اعتبرت هذه الخطوة خيانة للمبادئ والشهداء والتضحيات..الخ
وبمجرد الصدفة، وفي نفس اليوم، ومن خلال برنامج حوار الذي بثته قناة "فرانس 24" الذي تتبعته بتركيز وبنيٌة وضع "محمد الصبار" على المحك، تبيٌن لي بما لا يدع الشك أن المسمى "الصبار" قلب فعلا المعطف ولا بد أن يقلب الأيادي الكريمة في المستقبل القريب لتقبيلها بشغف وحرارة، ضدٌا على جميع المناضلين وعلى جميع "الحسٌاد" الأثمين!
فمن خلال هذا الحوار الذي ساءله على ظروف التعيين، وعن طبيعة المجلس وعلاقته بالمجالس السابقة، وعن الأوضاع المتوترة بالساحة المغربية، وعن مسار وآفاق الحركات الاحتجاجية..الخ أجاب المسمى "الصبار" عن كل شيء، عن طريق المراوغة والمجانبة ونصف الحقائق.. دون أن يجيب عمٌا يهمٌ اختصاصه وادعاءاته وتاريخه "الحقوقي" الذي ظل مخلصا إلى حين، في الدفاع عن ضحايا الانتهاكات والخروقات و"الشطط" في استعمال السلطة..الخ
المسمى "الصبار" تكلم عن "الانزلاقات والانفلاتات" التي عرفتها احتجاجات 20 فبراير والتي نتج عنها تخريب بعض المنشآت، وبالتالي اعتقال العشرات من الشباب وتقديمهم لمحاكمات تنعدم فيها ملامح ما تسمونه في ثقافتكم بشروط "المحاكمة العادلة" وبصفتي شاهد عيان على ما عرفته اعتقالات عشية 20 فبراير، كنت إبٌانها معتقلا بسبب نشاطي ضمن الحركة الاحتجاجية، وضمن الجمعيات التي دعت للمشاركة في جميع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي ببلادنا.. بأن ما أسميته بالانفلاتات والانزلاقات، لم تكن عفوية بريئة كما يشهد على ذلك جميع المتتبعين والعديد من الصحافيين، بحيث أجمع كل المتتبعون والنشطاء والمؤطرون للوقفات الاحتجاجية عن دور الدولة وأجهزة المخابرات في التخطيط لأوضاع كان الغرض منها إقبار هذا المسار الاحتجاجي في بدايته.
وقد تابعت خلال هذا الاعتقال حالات التعذيب الهمجية التي عمٌت مكاتب وبهوات إحدى الكوميساريات في حق المعتقلين الذين تم إيقافهم بشكل عشوائي في الأوساط الشبابية، أو بشكل مخطط في أوساط المناضلين المعروفين بتنظيمهم وتأطيرهم للاحتجاجات في المدينة.
وعلى مدار 8 ساعات من الاعتقال، عاينت الجلد والضرب والصفع وتكسير العظام والرؤوس بهراوات القمع المعروفة، وسمعت الصراخ والأنين والسباب وأسئلة لا علاقة لها بالتخريب أو النهب أو السرقة.. سمعت أسئلة مركزة تستهدف العقاب عن المشاركة في الاحتجاجات والتظاهر، بشكل ممنهج.
وبالتالي فلغة "الانفلات والانزلاق" ما هي إلا تبرير لمحاكمات وأحكام تمت بسرعة صاروخية وفي أقل من 48 ساعة، لينال الشباب جرٌاءها أحكاما قياسية وجائرة وصلت في أغلبها لعشرة سنوات نافذة إضافة للغرامات المالية المجحفة.
الجانب الآخر الذي كنت انتظر من المسمى الصبار أن يدلي برأيه فيه، وهو حالات المنع والقمع ومحاصرة الساحات العمومية بجميع أصناف الأجهزة القمعية، من قوات التدخل السريع التابعة للشرطة والقوات المساعدة والدرك، ومن أجهزة تستعمل لأول مرة..الخ
لقد تعرضت الوقفات والمسيرات بجميع المدن والقرى لمنع ترهيبي مكتوب شمل العديد من رفاقك القدامى بحزب الطليعة، وبالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومنتدى الحقيقة والإنصاف، وبهيئة المحامين وبالاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومعتقليه على خلفية انتفاضة يناير 1984..الخ كما تعرض الغالبية منهم للضرب والإهانة والاعتقال بسبب دعوتهم أو مشاركتهم في الاحتجاج السلمي الذي تنوي الدفاع عنه أنت عبر المجلس المعيٌن من طرف أعداء حقوق الإنسان، كحق من حقوق الإنسان والمواطنة..الخ
فأن يتغاضى المرء في حواره عن الإدلاء بحقائق تهم الوضعية الحالية للحريات الديمقراطية في المغرب، ودون أن ينبس ببنت شفة عن الاعتقالات التي شملت العشرات من رفاقه القدامى في الجمعية والحزب واتحاد الطلبة إوطم.. ودون أن يطلب بإعادة التحقيق في ملفات الشباب الذين قدٌِموا كأكباش فداء لمخطط قمعي بُيٌت له في الليل لكبح جماح الحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير.. لا يمكننا اعتبار هذا السلوك سوى ارتداد وخيانة وبيع التاريخ النضالي والمبدئي لمناضل سابق كان اسمه "محمد الصبار".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إسألوا الرفاق سابقا
محمد أبو الطيب ( 2011 / 3 / 11 - 22:04 )
بدون تفسير بوليسي للتاريخ، إسألوا رفاق الصبار عنه.. من يكون بالفعل ورحلة انتفاضة 1984، ورحلة تطوان-الرباط.. ليس إلا


2 - بيدق وعميل الهمة
عبد الرحمان بن ملجم ( 2011 / 3 / 11 - 22:43 )
الصبار بيدق منذ زمان عند فؤاد الهمة الذي يعتبر المسؤول والرئيس الفعلي لجميع الاجهزة الامنية المدنية وللعمال والولاة بوزارة الداخلية.

اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في