الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساليب التضليل لتشويه الثورة الشعبية

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2011 / 3 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


من المعروف أن الزعماء العرب ووسائل إعلامهم يعتمدون على التضليل والأكاذيب للسيطرة على شعوبهم. الغريب أن الأنظمة البائدة مازالت متمسكة بذات الأساليب والوسائل التى تسببت فى نكبة الأوطان العربية التى عاشت دهورا ودهورا تحت نير الاستبداد والظلم وتحملت ويلات التعذيب وامتهان الكرامة.

أذكر أننى كنت تلميذا فى الابتدائية فى حقبة الستينيات عندما قامت إسرائيل بالاعتداء على أراضى عدة دول عربية. المثير للدهشة أن المعلومة كنا نستقيها من مصدر واحد هو صوت العرب فى الإذاعة المصرية وكننا نهلل كلما استمعنا إلى البيانات التى تشير إلى انتصار المصريين فى ارض المعركة والتى تبين أن جيشنا على أبواب تل أبيب بعد أن أسقطت مدفعينا الطائرات الإسرائيلية ولم يكن بالإمكان التأكد من صدق المعلومات التى تتساقط على آذاننا إذ لم تكن هنالك قنوات فضائية كالسى ان ان أو الجزيرة وغيرها لذلك أصبنا بصدمة شديدة بعد أن اكتشفنا أننا هزمنا فى المعركة وفقدنا سيناء والجولان والضفة الغربية وما زاد من وطأة الصدمة هو أننا شعرنا بالخديعة.

الغريب أن قنوات التلفزيون المصرى وبعض الفضائيات الخاصة وحتى الصحف القومية اتبعت نفس أسلوب الستينيات فى الخداع وتسفيه العقول. لقد فوجئنا بصحفية شابة جاء صوتها عبر برنامج 48 ساعة الذى يقدمه سيد على وهناء السمرى تؤكد أن ميدان مصطفى بات مكتظا بمؤيدى مبارك وأن شباب 25 يناير ومجموعة "كلنا خالد سعيد" موجودون الآن معهم. وأضافت المتحدثة أن جماهير ميدان التحرير من عناصر حركة حماس وعناصر الأخوان الذين فشلوا فى انتخابات مجلس الشعب 2010م وهؤلاء جميعا يهدفون إلى قلب نظام الحكم. الأخطر فى حديث الفتاة أنها كانت من أعضاء تلك المجموعات الشبابية التى تلقت مساعدات أمريكية وإسرائيلية وتدريبات عسكرية على يد الموساد لقلب نظام الحكم.

من الواضح أن أرباب النظام كانوا على ثقة أن أصابع أجنبية هى التى حركت الجماهير أو اندست وسطها لإثارة القلاقل. ما يدعو إلى الغرابة أن أحد الصحفيين أجرى مداخلة تلفزيونية عبر قناة أون تى فى حيث أشار إلى أن إسرائيل وقطر تتآمران لإسقاط النظام فى مصر. لعل القارئ استمع إلى حديث وزير الداخلية الجديد حيث يؤكد أن بعض الأجانب كانوا مندسين ضمن المتظاهرين وبادروا بإطلاق النار على الشرطة. وهذا الحديث يذكرنا بالإجابة التى أتى بها الزعيم الليبى لسؤال طرحته مراسلة الايه بى سى كريستيان امانبور حول المظاهرات التى اندلعت فى بنغازى ومصراته والمدن الليبية الأخرى. لقد نفى القذافى جملة وتفصيلا جدية هذه المظاهرات قائلا إن المتظاهرين هم عناصر من القاعدة ومن مناصرى بن لادن. وكذلك تذكرنا حديث على عبد الله صالح حين قال إن أمريكا وإسرائيل لهما دور فى هذه المظاهرات.

من الملاحظ أن الزعماء العرب اعتمدوا ويعتمدون على تكنيك الإزاحة وهو أسلوب يتبع لإراحة النفس والهروب من المسئولية وتضليل الجماهير. فالرؤساء والمسئولون لا يريدون الاعتراف بالأسباب والظروف والسياسات التى أدت إلى الكوارث التى لحقت بالبلاد. لا شك أن هؤلاء المدافعين عن النظام القائم يسعون إلى خداع الشعب واللعب على أوتار الوطنية معتقدين أن شعوبهم لا تفهم ولا تستوعب مجريات الأمور. كلنا يعرف أن الزعماء الذين يتهمون العناصر الأجنبية كانوا أكثر الزعماء التصاقا بالدول الأجنبية. فإسرائيل مثلا عبرت عن تخوفها من تغيير النظام المصرى حيث أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلى اتصالات مع واشنطن لمساندة الرئيس المصرى وكذلك استمعنا إلى حديث الرئيس الأمريكى فى بداية الثورة حيث أشار إلى أن النظام المصرى بخير وأن الأمور مازالت مستقرة وليس هنالك ما يدعو إلى القلق. لم تغير الإدارة الأمريكية من موقفها إلا بعد أن أدركت أن الجماهير الرافضة للنظام باتت مسيطرة على الشارع وأنها مصممة على عدم التراجع والعودة إلى منازلهم إلا بعد إسقاط النظام.

لقد اطلعت على مستندات فى موقع ويكليكس توضح أن الأمريكيين لم يكن لديهم دراية بالنهاية المحتومة لأنظمة تعاونت معهم وحققت لهم كل أهدافهم وراعت مصالحهم فى المنطقة. ففى رسالة سرية موجهة من السفارة الأمريكية فى القاهرة إلى وزارة الخارجية فى واشنطن أوضحت السفيرة سكوبى أن أحد قادة 6 ابريل أكد أن النظام المصرى سوف يتغير تماما قبل الانتخابات الرئاسية فى سبتمبر 2011م لكنه لم يبين كيف سيتحقق ذلك وأوضحت السفيرة أن النظام المصرى مازال متماسكا. وهذه البرقية السرية تؤكد أن الأمريكيين فوجئوا بهذه الثورة الشعبية العارمة ولم يكن لهم خيار سوى الانحياز لها فى النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شباب
Atef Ahmed ( 2011 / 3 / 11 - 20:44 )
مع الاسف الشد شد ان هؤلاء الخونة اضاعوا سنوات اعمارنا هبأ ولم يستفيدو بطاقاتنا الكامنة ولا نحن الشباب استطعنا ان نفعل شىءسوىالمشاهده اضاعوا سنوات الشباب سعيا على ابسط حقوقة المشروعة (حسبى الله ونعم الوكيل

اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة