الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا .. امريكا.. وتبادل الادوار

جمال الخرسان

2011 / 3 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


فرنسا .. امريكا.. وتبادل الادوار

على غير العادة في مواقف من هذا النوع ابدت فرنسا موقفا متعاطفا جدا مع ما يحدث في ليبيا، وكانت الدولة الاولى في العالم التي تعترف بشرعية المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي باعتباره الجهة الوحيدة الممثلة دوليا للشعب الليبي! ثم تبع ذلك الموقف البرلمان الاوربي الذي صوت اعضائه باغلبية ساحقة على الاعتراف بالمجلس الوطني. فيما بقي الاخرون بما في ذلك العرب بين متردد ورافض وعلى هذا المنوال سرت عادة المواقف العربية الا ربما استثناء خليجي هذه المرة بضرورة التعاطي مع المجلس المشار اليه وان كان ذلك الموقف جاء على استحياء رغم ذلك التاريخ الطويل من المشاحنات بين معمر القذافي وبين القادة الخليجيين.
الفرنسيون وخلافا لما كانوا عليه مع الحالة العراقية قبيل حرب الخليج الثالثة فانهم بدوا اكثر البلدان العظمى اندفاعا لمحاصرة القذافي وابدوا موافقات مبدئية باقامة حظر جوي او حتى ضربات عسكرية موجعة لكتائب القذافي!
وهذا الموقف لن ينسجم على الاطلاق مع السياسة الفرنسية ونظرتها الى النزاعات الداخلية في منطقة الشرق الاوسط على الاقل، الكل يتذكر مواقف فرنسا الصلبة جدا في مواجهة الامريكان حينما ارادوا تشكيل جبهة دولية تقود حربا خليجية ثالثة على النظام العراقي الحاكم انذاك رغم ان القذافي ليس الا وجه من وجوه صدام حسين
ولايختلف عنه كثيرا لا في القمع بشعبه ولا في اثارة الازمات الدولية، الفرنسيون وقتها اتعبوا كثيرا الدبلوماسية الامريكية في مواقفهم الرافضة لاستصدار قرارات من مجلس الامن واحيانا حتى من حلف الناتو.
والكل يتذكر كيف استقبل شيراك بعدها استقبال الابطال في شمال افريقيا نفسها التي تشهد حاليا تحولات سياسية كبرى فهل اختلفت سياسة فرنسا عما سبق؟! وهل السبب يعود فقط لان ساركوزي من اليمين ومن كان قبله من اليسار؟ ام لان فرنسا تعتقد يمينا ويسارا بان افريقيها منطقة نفوذها التاريخية التي تعنى بها قبل الجميع حتى لو كانت ايطاليا تقف هنا على الخط لما لها من ارث من التاريخ السياسي في ليبيا.
الملفت ان الامريكان هذه المرة يتحركون ببطء شديد اذا ماقورنوا الى الموقف الفرنسي ومجمل المواقف الاوربية الاخرى وان الادوار تبدلت الى حد كبير! فمن كان مندفعا قبل عشرة اعوام ابدى الان موقفا مغايرا تماما ومن كان حينها رافضا للتدخل العسكري يحرص الان حرصا شديدا على ضرورة التدخل باي شكل من الاشكال ولو من اجل ان لاتكون ليبيا دولة مفككة وبالتالي تصبح مرتعا لجماعات القاعدة!
هل نقارن الموقفين بين اوباما وساركوزي.. بين جورج بوش وجاك شيراك ؟! ام مساحات النفوذ المقسمة بين الكبار هل من يرسم حدة او لين تلك المواقف؟ ما يحدث حاليا من متغيرات دولية هل لعبة لتبادل الكراسي، وجولات يبحث كل منهما فيها عن مساحة مناسبة للحركة من اجل استعادة دوره على الساحة الدولية، ام ليس هناك ثمة منافسة محمومة وانما ما يحصل حاليا ما هو الا تخادم سياسي بقناعة الطرفين. يبقى اخيرا بالنسبة لبلدان شمال افريقيا نفسها هل ستستقبل ساركوزي ايضا كما استقبلت شيراك؟! وتقف بالضد من امريكا لانها تباطأت في حشر نفسها عسكريا في ليبيا؟! ان حصل ذلك فلا معنى اذن لحرب صليبية كما ندّعي!!!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا : لماذا أقال بوتين وزير دفاعه ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عنفت طفل من ذوي الهمم.. معلمة تثير غضب الشارع الأردني | #منص




.. تلون السماء وتهدد الاتصالات.. تأثير العاصفة الشمسية يصل بلد


.. بينَ إسرائيل والولايات المتحدة.. تقاربٌ وتضارب.. دعمٌ وتحذير




.. مهاجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند يحافظ على لقب هداف الدوري