الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبز وورود

فهمي الكتوت

2011 / 3 / 11
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها


تحتفل الأسرة الدولية في الثامن من اذار من كل عام بعيد المرأة العالمي, تكريما لدور المرأة في مختلف مناحي الحياة في الأسرة والمجتمع, ويأتي الاحتفال في هذا العام بنكهة خاصة, أولها مرور مئة عام على احتفال المرأة بهذه المناسبة, ففي عام 1911 شارك أكثر من مليون امرأة في عدد من العواصم الأوروبية في مسيرات استجابة لدعوة اللقاء الاشتراكي الدولي المنعقد في كوبنهاغن, دعما لكفاح المرأة ضد التمييز ومن اجل حقها بالمساواة, واختير هذا اليوم إحياء لنضال عاملات النسيج اللواتي تعرضنا للقمع بوحشية من قبل الشرطة الأمريكية لمطالبتهن بتخفيض ساعات العمل في الثامن من اذار عام ,1857 وإحياء للمسيرة النسوية التي انطلقت في اذار عام 1909 في أمريكا تحت شعار خبز وورود للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
أما السبب الثاني لأهمية هذه المناسبة في هذا العام, انها تأتي في ظل مناخ سياسي جديد يشهده الوطن العربي, بانطلاق الثورات الشعبية من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, ثورات الخبز والياسمين, التي تشارك بها المرأة العربية بفعالية, والتي يفترض ان تمهد الطريق أمام تلبية حقوقها بالعمل في مختلف الميادين والمشاركة في السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وليس بطريقة استعراضية كما يجري في الوطن العربي بتوزير امرأة للإيهام بالطابع الحضاري للحكومة, في ظل حرمان المرأة العربية من حقوقها الأساسية, فالمطلوب انخراط المرأة في مختلف ميادين الحياة, وإصدار التشريعات التي تزيل اي شكل من أشكال التمييز كحق من حقوق الإنسان, فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان تضمن تمتع الإنسان بكافة الحقوق والحريات, دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس . وعلى الرغم من أهمية نضال المرأة من اجل نشر الوعي الاجتماعي بين النساء من اجل حقوقهن, والنضال من اجل انتزاع هذه الحقوق, إلا ان الأمر الحاسم في تحقيق انتصار جوهري هو العمل المشترك بين كافة أفراد المجتمع لتجاوز الثقافة الذكورية السائدة, والاعتراف بحقوق المرأة باعتبارها أهدافا وطنية بامتياز. وقد شهد العالم دورا بارزا للمرأة التونسية والمصرية في مختلف الميادين والساحات النضالية في المظاهرات والمسيرات, وقدمن التضحيات في معركة الحرية والديمقراطية, فالشهيدة سالي زهران الشابة المصرية وقفت مع زميلاتها الشابات الى جانب الشباب الذين تحدوا الظلم والاستبداد قدمت حياتها ثمنا للحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية, مع ثلة من الشهداء الأبرار من اجل الخبز والورد رمز الحرية والعدالة الاجتماعية لكافة أبناء المجتمع. وللمرأة العربية دور بارز في النضال من اجل التحرر والاستقلال في فلسطين والجزائر ولبنان والعراق ومختلف الأقطار العربية في مقاومة الاحتلال وتحدي الأنظمة الاستبدادية من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
والمناسبة تحمل تكريما للمرأة تقديرا لجهودها في النضال من اجل حقوقها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية, مع التأكيد ان حقوق المرأة ليست مطلبا نسويا فحسب بل هو جزء رئيسي من مطالب منظمات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية عامة, فالمرأة والرجل في المجتمعات العربية يعانون من الحقوق المنقوصة وليس المرأة وحدها, وان كانت المرأة تعاني من اضطهاد مزدوج, غني عن القول ان جزءا مهما من طاقات المرأة معطل في بلادنا, فنسبة البطالة مرتفعة جدا في هذا القطاع الحيوي, ويكفي الإشارة الى تقرير مديرة مكتب اليونيسف في الاردن دومينيك هايد " رغم ارتفاع معدل التحاق الفتيات بالمدارس والجامعات الا ان 12% من النساء فقط يلتحقن بسوق العمل مما يجعل الأردن واحدا من اقل الدول العربية في نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة " والتمييز الذي تعاني منه المرأة إما لأسباب تتعلق بالقوانين المتخلفة التي تحرمها من التمتع بحقوقها, او بسبب الثقافة المبنية على موروث اجتماعي يحتاج للمراجعة والتدقيق, ومع ذلك فالنضال من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, قضية مجتمعية لا تنحصر بالجنس أو النوع, وان تحقيق التنمية الاقتصادية يكسب المرأة حقوقها, ويوفر لها فرص العمل, ويسهم في تخفيف نسبة العاطلين عن العمل بين النساء والرجال.
وان انتزاع المرأة لحقوقها السياسية يسهم بشكل مباشر بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية, ويعكس عمق تطور الدولة وحضارتها, فمن حق المرأة العمل والأجر المساوي لعمل الرجل المتساوي, حيث يعمل رأس المال على ممارسة التمييز المكشوف ضد المرأة, إما بعدم إعطائها الأولوية في العمل بسبب إجازة الأمومة ورعاية الطفل على سبيل المثال, او في تشغيل المرأة باجر اقل مستغلين ظروف احتياجات بعض العاملات, فقد شهد تطور أنماط الإنتاج الصناعي دخول المرأة ميادين العمل بشكل واسع في العالم, وعلى أهمية ذلك من حيث اكتساب حق من حقوقها, ودور العمل في زيادة وعي المرأة وتعرفها على حقوقها, إلا إنها استخدمت من قبل رأس المال في بعض الفروع من اجل توفير عمالة رخيصة من النساء والأطفال أيضا, وكخزان احتياطي لرأس المال لتغطية النقص في العمالة. فمن حق المرأة التمتع بحقوقها إضافة للعمل الحصول على التعليم والصحة والثقافة دون أي تمييز, والمساهمة بمختلف نشاطات الحياة السياسية والاجتماعية. تحية للمرأة في عيدها, وتحية للمرأة الاردنية والعربية في نضالها من اجل الحرية والديمقراطية, وتحية للمرأة الفلسطينية التي ترزح تحت نير الاحتلال وفي السجون والمعتقلات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد