الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهما تعددت الموالاة للحكومة فالمعارضة موجودة

علي عرمش شوكت

2011 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا مفر من المعارضة عندما تغيب العدالة ويسود التجاوز على الحريات وعلى القوانين، لقد حاولت الكتل المتنفذة في الوضع العراقي جاهدة لتقاسم منافع السلطة وانهاء المعارضة البرلمانية، وكان هذا الاقصاء المتعمد للمعارضة مقصود به التستر على مجريات النهب المنظم الذي يجرى تحت خيمة ما سمي بحكومة الشراكة الوطنية بغية سريان مبدأ المقايضات غير القانونية، مع الاغفال المطلق لاحوال المواطنين التي يلحق بها الاذى كل يوم من جراء تفشي الفساء والاهمال ومصادرة الحقوق التي كفلها الدستور، بعد هذا الاقفال بوجه المعارضة البرلمانية، اضطرت القوى الحية ان تمارس معارضتها خارج قبة البرلمان كرد فعل منطقي على طوق الحرمان الذي تم تشيده بشتى الدسائس والتزيف للقوانين الانتخابية والمصادرة لارادة الناخبين.
وكان الشارع خير ساحة برلمانية فهو مفتوح لتلاقي الارادات المناضلة ولكل مواطن اذا ما سعى للمشاركة في ممارسة المعارضة السياسية لنهج الحكومة الاستحواذي الاقصائي، وفي هذا المضمار وجد متسعاً حقيقياً للشراكة في سبيل تقرير نمط حياة كريمة ومستقبل آمن للبلد، كما ان الامر متاح امام من تدفعة وطنيته وانسانيته بغية طرح رؤيته دون ما تحفظ، الامر الذي اغاظ الطبقة الحاكمة، وجعلها تتناسى انها جاءت وفقاً لحيثيات المنظومة الديمقراطية اي بارادة الجماهير وليس بالوراثة او بما سمي بـ ( الشرعية الثورية ). وهذا ديدن كل من نُصب في موقع اعلى من قامته، حيث تتضاعف لديه شراسة التشبث في ما هو عليه منافع ومراتب، وبخاصة اذا ما كانت امتيازات المال والنفوذ التي غرفها دونما رقيب او حسيب ، وفلكية الارقام والاحجام .
ولم يكتف المتنفذون بنهب المال العام بل اخذوا يصادرون الحريات العامة والخاصة، لما تمثله من فعل محرك للوعي كما انها تشكل مبعثاً لقوة تتسق مع تيار هبوب رياح التغيير، التي ما انفكت تعصف هذه الايام باعتى الدكتاتوريات واشرسها، وتاتي هذه الانتفاضات الشعبية كمرحلة عاصفة ومتواصلة بسريان الانفجار الثوري الذي تقوده الاجيال الشابة المثقفة الناشئة وحاضنتها المتمثلة بالقوى التقدمية المدنية العلمانية تحديداً. فكيف الحال اذا ما كانت الاوساط المتسلطة غارقة حتى هاماتها في بؤرها العرقية والطائفية ؟. فلا افق في هذا الواقع الا رؤية تصاعد طور الصراع الاخير، بين بزوغ ونهضة الاجيال الجديدة وبين بقايا التخلف والاستبداد كهياكل منخورة تعداها سير الزمن وتقدم العلم وتجاوزتها المدنية.
ان تماهي المعارضة السياسية في العراق مع نهوض التغييرالشبابي الثوري كان من فرضيات المنطق، ولابد لمواكبة هذا المجرى الطبيعي للاحداث والتطورات الدراماتيكية العارمة الى نهاية المسار. وما هو ملاحظ اليوم تهشم جدران ( الاقصاء الديمقراطي ... !!) التي شيدت على قدر المنافع للطبقة القابضة على زمام الامور، ولكن بقطع النظر عن ذلك ينمو التحول الى ارصفة المعارضة مهما تعددت الموالاة المنتفعة، وكثيرة هي المعطيات الدالة والمبشرة بهذا التحول، التي تتجلى في احتدام التنازع الذي يجري تحت سقوف الكيانات السياسية المتحاصصة ولم يلبث حتى يظهر على سطوحها، مرتكزاً على محورها الاساسي مواقع النفوذ والسلطة، فيعلن عن نفسه على شكل كيانات جديدة. مما ينشئ خللاً متحركاً في التوازنات، يؤشر دون لبس الى انعدام اي مدى اخر من شانه ابعاد علمية التغيير والاصلاح في العملية السياسية في العراق.
ويدل ذلك على ان تطور وعي الناس وادراكها لمصالحها يمنحها مناعة من الوقوع فريسة للمكر السياسي، الذي غالباً ما تعتمده الاوساط التي تتستر خلف العناون القومية والدينية الجذابة المخادعة، وبخاصة في هذا الزمن الذي لم يعد فيه شيء لن يخلع عنه النقاب او تحت عنوان "سري للغاية" لاسيما وان العلم بات سيد الموقف وبخاصة لدى الاجيال الصاعدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات