الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب

زكرياء الفاضل

2011 / 3 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب
في المقال السابق تطرقت للخطاب الملكي وأوضحت النقاط التي أختلف معها وبيّنت أسباب عدم الرضا على الكلمة السامية. لكن يظهر أن بعض القراء، تحت تأثير الإعلام المخزني لم يستوعب ما جاء في مقالتي واعتبر أنّني أبالغ في انتقادي للنظام الملكي شأني في ذلك شأن كل المعارضة الحقيقية. لذلك ارتأيت الكتابة مرة أخرى في الموضوع حتى أزيل كل التباس حول موقفي وأبدد كل تشكيك في نوايا القصر الحقيقية.
إنّ الخطاب الملكي لم يستجيب لمطالب المعارضة المطالبة بمملكة برلمانية حقيقية رغم أنه ظهر بمظهر الإدعان لطموحات فئات الشعب الشاسعة لعدة اعتبارات هي:
• الملكية البرلمانية الحقيقية تستوجب سلطات فعلية في يد رئيس الوزراء وليس توسيع صلاحياته
• الملكية البرلمانية الحقيقية تقتضي وضع السلطة العليا في يد البرلمان وخضوع الحكومة لمراقبته ومحاسبته باعتباره يمثل الشعب
• الملكية البرلمانية الحقيقية يسود فيها الملك ولا يحكم بل يبقى رمزا للبلاد وشاهدا على أحد مراحلها التاريخية فقط
• الملكية البرلمانية الحقيقية لا تعرف مفهوم وزارات السيادة التي هي في مغربنا بيد الملك ولم يتطرق لموضوعها في الخطاب وربما هذا ما قصد بعبارته "أحاول التغيير قدر الاستطاعة" أي لا تطلبوا مني أكثر مما أمنحكم
• الملكية البرلمانية الحقيقية السيادة فيها للشعب ولا أحد يعلوا عليه مهما كبر شأنه
• الملكية البرلمانية الحقيقية تكون عضويتها مكتملة بينما حكومتنا منذ بداية السبعينيات وهي معوقة غير مكتملة الأعضاء بسبب غياب وزير للدفاع. هذه النقطة بالذات رئيسية ومهمة لأن الاستمرار في الهيمنة على المؤسسة العسكرية يعني أن الجيش يحمي النظام وليس الشعب من عدو خارجي. وأعتقد أنّ لا أحد سينكر استخدام النظام للجيش في قمع الانتفاضات التي عرفها المغرب على امتداد حقبة الاستقلال. فاستقلالية الجيش عن القصر وإخضاعه لشلطة الشعب عبر حكومته المقترعة شرط أساسي في التغيير.
• الملكية البرلمانية الحقيقية لا تعرف إلاّ المقدسات التي تنبع من الشعب وليس تلك التي تفرض عليه من فوق والخطاب أكد وشدد على استمرارية الثالوث المقدس. وهذا ليس، كما سيروج له البعض، هجوما على الدين الإسلامي لأنه إذا كان الأمر كذلك فمعنى ذلك أن جماعة العدل والإحسان هي الأخرى متحاملة على الإسلام وهذا منطق شاذ إذ الجماعة في كل أدبياتها ونشاطاتها تجعل الإسلام مرجيعتها وأساس نهجها. لذلك نرى في تمسك عاهل المغرب بإمارة المؤمنين تمسكا بالسلطة الفعلية وليس فقط الروحية حيث الإمارة الدينية عماد البيعة السياسية. وحتى لو نفرض أن الملك مستعد أن يتخلى عن سلطاته الدنيوية والاحتفاظ فقد بالدينية فهذا سيحدث ازدواجية السلط بالبلاد مما سيعرضها لمخاطر الفتن وجعلها لقمة سهلة للأطماع الخارجية.
• الملكية البرلمانية الحقيقية لا تعتقل المواطنين لمجرد إعلاء كلمة حق في وجه الملك تحت ذريعة الإخلال بالاحترام الواجب له. وأطرح سؤالا: متى سيحترم الملك شعبه ويضع بندا في الدستور ينص على معاقبة الإخلال بالاحترام الواجب للشعب. فعدم احترام الشعب يتجلى في سياسة التجويع والتفقير والصحة غير الصحية والتعليم الأمي وتهميش الشعب من القرارات الحاسمة والمصيرية وترسيخ النظام الطبقي في المجتمع بحكر المناصب السامية على أسر معدودة دون باقي الأمة.
لن أزيد عن هذا لأني فعلا تعبت من مناقشة بديهيات الكل يعرفها ويعيشها يوميا ومع ذلك يحاول إنكارها. إنني أعارض الملكية المطلقة لأني أريد أن يكون المغاربة مواطنين لا رعايا والفرق بين المصطلحين واضح من وجهة القانون. أعارض الملكية المطلقة لأني لا أريد أن أهان أو يهان أطفالي من قبل خالة الملك أو زوج عمته أو نتعرض للظلم من ابن وزير ما. إني أعارض الملكية المطلقة لأني أرغب في رؤية المغرب بلد القانون والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة لا على الشاكلة المخزنية أو حتى الغربية التي تجعل منها مفهوما لا يتخطى صناديق الاقتراع.
قال بعض من انطوت عليه حيلة النظام أنه علينا كمعارضين طرح مقترحاتنا على اللجنة المكلفة عوض الاختباء وراء الشعارات. الجواب كالتالي:
الخطاب إنما تحدث في طياته عن الأحزاب المصطنعة وتلك التي تحسب على اليسار ظلما وعدوانا، فلو كان صادقا في نيته لتطرق للتنظيمات المحظورة وأوصى بمناقشتها ودراسة مقترحاتها لكن هذا لم يحصل كما لم يحصل التطرق للاجئين السياسيين والمعارضين بالمهجر. إن النظام المخزني لازال يعتبر المغرب بشعبه ملكا له وهو الذي قد يمنح أو قد يمنع. وهذا الموقف ليس بالغريب إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الملكية نظام إقطاعي والملك فيه أكبر الإقطاعيين، والإقطاعي ملاّك ولا يطمح إلا لمزيد من الامتلاك. وأنا شخصيا حر ابن حر ولا أرضى بالعبودية وكل حر في اختيار ما يريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا مجال ولا جدوى من اي وعد او تنازل
ميس اومازيغ ( 2011 / 3 / 12 - 10:02 )
ايها المحترم ان حركة 20فبراير ما تزال قائمة ومطالب الشباب المغربي الغير مؤدلج ما تزال على حالها بل قد يعلو سقفها ان 20فبراير ما كانت الا بالون اختبار لنظام فاسد واشعاره بان الشباب المغربي لم يعد يحتمله ان حركة 20فبراير انطلقت ولن تتوقف عند وعود وتنازلات نظام فاسد يزعم من خلالها انه عازم على اصلاح ذاته ان الفاسد لا يصلح انما يغير وذلك بالرمي به الى سلة مهملات التاريخ.ان محاكمة الفاسدين بعد اقالة الحكومة والبرلمان غير الشرعيين مع اعادة الأموال النهوبة من قبل القصر وحلفائه هو من اولوية الأولويات. اما الدستور فما هو الا مجرد نصوص على ورق ان لم تتوفر حسن النية على تطبيقه فلا جدوى ولا فائدة ترجى منه.
تقبل تحياتي


2 - لنحذر السلفية
يوسف محدوب ( 2011 / 3 / 12 - 15:57 )
قرأت مقالك بمزيد من الاهتمام, نعم كل ما تحدثت عنه صحيح, ولكن دعني أسألك كم عدد الناس الذين لديهم مستواك المعرفي؟! إنهم قليلون للغاية, وما يتوافر من مجال في ظل الدكتاتوريات لهو أفسح بكثير وأرحب من أي حكم تقوم به جماعة إسلامية متطرفة, فمعظم الناس يصدقون بسهولة من يكرر كلمات قرآنية وهم مستعدون للتخلي عن كل شيء عندما يعلق الأمر بالإسلام, والأنظمة الديكتاتورية تعرف هذا جيدا لذلك تفرغ البلد من عقلائه وتزيد عدد المتأسلمين حتى يسهل عليها إدارة القطيع, نحن نريد حقا أن نتحرر ولكن لسنا مستعدين لتسليم أنفسنا لجلاد أكثر قسوة من الحالي, لهذا فالوعي مهم هنا والحكمة هي فن استخدام الممكن, فنحن نستطيع أن نصل إلى ملكية برلمانية بالتدريج وبالضغط المتواصل لكن لنحذر سكان الكهوف الذين يتربصون وبإمكانهم تغييب العقلاء واستلام الحكم لندخل إلى كهف الدين والنقاب بدل الحرية والتقدم


3 - يوسف محدوب
زكرياء الفاضل ( 2011 / 3 / 12 - 16:38 )
أشكرك على مجاملتك لي وقد أبادلك الشعور في مسألة الحذر، لكن لا يجب علينا أن نفقد الثقة في الحدس السياسي للشعب، فالمغاربة شعب مسلم دون تعصب أو تطرف ولن يقبلون بنظام على الشاكلة الإيرانية لأن عقليتنا تختلف عن الكثير من شعوب الشرق. لهذا لا يجب الخوف ممن لا يشكلون أغلبية ساحقة في المجتمع، فبعض الجماعات التي يقولون بأنها أكبر تنظيم في الحقيقة هو تلاعب بالكلمات إذ قد تكون أكبر تنظيم من حيث العدد مقارنة مع الأحزاب والتنظيمات الأخرى، لكنها ليست لها تلك القاعدة الجماهيرية التي تمكنها من فرض إديولوجيتها. والدليل هو طلبها للقوى الحية بالمغرب إنشاء جبهة موحدة للنضال. ونحن نعرف أن كل حزب له قاعدة جماهيرية تمكنه من الوصول إلى السلطة بمفرده لا يشرك معه أحد في صراعه مع النظام. المهم حاليا هو فرض مطالب الشعب وعدم الانخداع بوعود القصر.


4 - هل يتنازل محمد 6 لصالح الاسلاميين,الماركسيين
ح. العلوي ( 2011 / 3 / 12 - 20:31 )
انا ضد الملكية, لكن الاحزاب المغرببة احزاب فاشية , عنصرية ,وهابية ,اندلوسية اومتخلفة. هل تريدون ان يتنازل الملك لصالح حزب الاستقلال الفاشي البعثي العنصري؟ اذا وقع هذا فارتقبوا قيام جمهورية في الريف.لا نريد ان نحكم من طر حزب ادولف هتلر النازي. بدمائنا سنحارب حزب الاستقلال العنصري ونطرده من الريف. اعتقد ان امازيغ الشرق, الاطلس وسوس سيقومون بنفس الشيء. انها نهاية الوحدة ونهاية المملكة المغربية اذا وصل حزب عروبي الى السلطة.
لا ادافع هنا عن الملكية. الملكية دكتاتورية متسلطة لكنها ملكية كل المغاربة. اما الاحزاب المغربية فتمثل فقط الفلسطينيين والعراقيين. هل سمعتم يوما حزب عروبي يدافع عن الامازيغ والامازيغية؟ طبعا لا.لكنهم يدافعون جميعا عن فلسطين والعراق. من يمثل الامازيغ ويدافع عنهم في المغرب؟ لا احد. حتى النقابات التي يجب ان تدافع على العمال المغاربة اصبحت قنصليات حماس وحزب البعث العراقي في المغرب.


5 - اختر بين الملك والاحزاب المغربية
ح. العلوي ( 2011 / 3 / 12 - 20:46 )

1.
الملك لا يكره الامازيغ. بينما اغلب الاحزاب المغربية تكره الامازيغ.
2. الملك لا يدافع عن الامازيغية, لكنه بعترف بها. الاحزاب المغربية لا تعترف بالامازيغ والامازيغية
3. الملك يختار المغاربة اولا.الاحزاب المغربية تختار فلسطين والعراق اولا. تازة قبل غزة.
4. الملك لا يطبق شريعة السعودية الوحشية ولا شريعة الاتحاد السوفياتي المتخلف. الاحزاب المغرببة تختلف, هناك من يريد ان يكون امارة تابعة للسعودية, وهناك من يريد ان يكون تابعا للاتحادالسوفياتي ولايعلم ان هذا الاتحاد سقط ومات.
5. الملك يسرق الشعب, والاحزاب المغربية تسرق كلها الشعب.
6. الملك يدافع عن الفساد. وكل الاحزاب المغربية تدافع عن الفساد

اختر بين الملك والاحزاب.


6 - شيء من .....
محمد بودواهي ( 2011 / 3 / 12 - 21:09 )
إن من يشكل عرقلة حقيقية أمام تحقيق مطالب الشعب في الديموقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية والكرامة والحرية والمساواة هم من يتلكؤون في مساندة هدا الشعب وقواه المناضلة بدعوى الخوف من القوى الظلامية
فأحزاب الاشتراكية الديموقراطية المتمثلة في الاتحاد الاشتراكي وحلفاؤه وأحزاب الإدارة الممخزنين وحزب العدالة والتنمية المتأسلم هم من يشكلون العرقلة الحقيقية أمام تحقيق قفزة في النظام المغربي نحو الملكية البرلمانية
فمن أين سيأتي التخوف من الإسلامويين المتشددين لو استطاع المغاربة تحقيق نظام سياسي يرتكز في دستوره على الملكية البرلمانية التي يسود فيها الملك ولا يحكم ، وعلى الديموقراطية الحقة التي تتساوى فيها كل قئات الشعب وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وعلى العلمانية حيث يتم الفصل بين الدين والدولة ؟؟؟
على من يريد أن يعارض مطلب الشعب في ملكية برلمانية أن يتحلى بالشجاعة الكافية ليقول بفمه المليان : أنا لدي مصالح ضيقة في استمرار الوضع على ما هو عليه ولا يختبئ وراء التبريرات الواهية التي أصبحت لا تخفى على أحد


7 - هل الاشكال قانوني أم سياسي
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2011 / 3 / 12 - 21:45 )
بعد التحية على المجهود والتعبير الحر عن الرأي الحر
أشير الى بعض النقاط المنهجية والتي أعتبر فيها أن نقاش الملكية هو نقاش لمؤسسة من ضمن مؤسسات أخرى يستند عليها النظام لضمان استمراريته أي ان النقاش حول الشكل القانوني لها :هل ملكية دستورية أو برلمانية ...خلفيته استمرار داك النظام التبعي والاديمقراطي والمعادي لتطلعات الشعب مع تلميع مؤسساته،وأصلا البرجوازية اللقيطة تسعى دائما الى تلطيف وجهها البشع والاجرامي بمجموعة من المساحيق لخداع الشعب.هل نسينا الخطابات التي روجتها القوى السياسية بدون استثناء أيام اقرار وزارة لحقوق الانسان أو المجلس الاستشاري وغيرها من المساحيق أو الرشاوى لبعض المرتدين والخدم الملتحقين بأعداء الشعب
النظام يسعى دائما لاصلاح داته اما لترتيب توازنات القوى التي يتشكل منها أو لمحاولة توسيع قاعدته الاجتماعية وفي التحليل الأخير لضمان استمراريته والتي هي استمرارية لحصد فائض القيمة الاجتماعي من طرف حفنة من أدنابه أو بتعبير آخر استمرار سرقة عرقنا كشعب منتج للثروة
فعلا نحن أحرار ونسعى للحرية ولكن طريقها ليس تجميل العبودية بل دك أركانها وتحطيم قيودها
البرجوازية تحاول أن تحصر


8 - تتمة
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2011 / 3 / 12 - 21:54 )
ان البرجوازية تريد أن يحصر النقاش حول الدستور أو شكل الملكية
أما مناضلو الشعب وأحراره فيريدون للنقاش أن يتسع ليشمل طبيعة النظام وشكل الثورة وطبيعتها وتكتيكاتها واستراتيجيتها
ان البرجوازية تحاول أن يصبح شعار الشعب يريد اسقاط النظام الى شعار الشعب يريد اسقاط الفساد أو الاستبداد...على قول المثل الرجعي :لو كان الفساد رجلا لقتلته
وبعبارة واحدة يريدون منا أن نصارع النتائج وأن نغض الطرف عن الأسباب
وتصبحون على وطن نكتب فيه خبزا وحرية
مع أخلص التحية


9 - رفيق عبد الكريم الخطابي
ح. العلوي ( 2011 / 3 / 13 - 13:21 )
لماذا تسمي نفسك رفيق عبد الكريم الخطابي؟ عبد الكريم الخطابي كان مجاهدا مسلما ولم يكن ماركسي ؟ انت لم تقدم للشعب اي شيء اما عبد الكريم كان بطلا عظيما. كيف تكون رفيقا لشخصية عظيمة لا تحمل حتى افكارها؟ هل تريد ان تحترمك كما نحترم عبد الكريم؟ لا ...انت تسيئ الى سمعة بطلنا جميعا ولذا فنحن لا نحترمك.

اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب