الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمزية الثورة السورية

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2011 / 3 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لا تولد ثورة في العالم من دون أن يكون لها رمزها الذي تلتف حوله الجماهير المنادية بالخلاص من جبروت الاستبداد وطغيانه، بحيث لا تغدو تلك الرموز الثورية أصناماً مقدسة، تخر لها الجماهير، بقدر ما تكون تجسيداً لصور القمع والقهر.
فالرمز الثوري، بما يحتوي من صور شتى، تلخص معاناة الأفراد ومأساتهم، ولكونه دائم الحضور في ذهن أولائك الأفراد، فإنه (الرمز) أكثر عرضة للقدح والذم والتشهير من أعداء الثورة وخصومها.
التمهيد السالف، يجعلنا نفهم بعمق أغراض الحملة المسعورة التي انبرت لها أجهزة إعلام النظام السوري في الحط من قدر ومكانة المدونة الشابة طل الملوحي، التي تعرضت سمعتها كفتاة شرقية، لما يشبه القتل المتعمد مع سبق الإصرار من نظام يدعي "الممانعة"، يفترض به أن ينافح عن شرف وسمعة رعاياه، لا أن يسخّفَ من قدرهم ويسيء إليهم .
ولكيلا تتحول قضية طل الملوحي إلى ما يشبه الشرارة التي توقد نار الثورة من تحت الرماد، ذهب النظام السوري في اتهاماته إلى حد الجنون، بحيث غدت اتهاماته لها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأميركية، منذ أن كان عمرها خمسة عشر عاماً، رغم النفي الأميركي المتكرر، أشبه بالإفلاس والخواء السياسي في ظل موجة التغيير التي تجتاح العالم العربي.
وبما أن النظام السوري يخشى من الغرق في موجة التغيير، نستطيع أن نفهم في هذا المقام، سعيه البائس إلى تشويه سمعة طل الملوحي، بعد أن لمس حجم الالتحام الجماهيري حول قضيتها العادلة، فما كان منه، إلا أن أوعز لأبواقه الإعلامية المأجورة، كقناة الدنيا وجريدة الوطن الممولتين من دم وعرق جبين الشعب السوري، بشن حملة مغرضة تنقذ ماء وجهه الكالح، وتحط من قدرها في أعين من تعاطفوا معها، وعلى ذات النغم، أعادت مواقعه الاستخبارية عزفها المنفرد، ظناً منها بخداع الرأي العام .
لم يكتف النظام السوري بهذا القدر من العهر السياسي، فهو كالمريض المصاب بمرض مزمن ، ويعلم بدنو أجله، ومع ذلك كله، فقد أصر على ممارسة العهر كالسادر في غيه، أمام عدسات الكاميرا وتحت بريق الأضواء، عله ينتصر على أبناء شعبه، في مشهد بدت فيه وزارة الخارجية، كسوق للنخاسة، تقوده عرافة شهيرة تدعى (بشرى كنفاني) تبرع في ممارسة الدجل تارة والهرطقة على رؤوس الأشهاد تارة أخرى.
أخيراً وليس آخراً، إن الشابة المختطفة طل الملوحي التي تنتمي قضيتها إلى ملايين الشباب السوري، يجعل منها ضحية نظام متغطرس في فساده واستبداده ، وبذات الوقت يجعل منها رمزاً ثورياً متقداً في أذهان الشباب، وحاضراً في مخيلتهم، كالنور الذي يضيء الدرب نحو الثورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت تيرازا
هيثم الحاج ( 2011 / 3 / 12 - 19:23 )
ان طل ياخى ثائر هى الاخت تيرازا وغاندى ومانديلا وكل الرموز العظيمه التى مرت عبر التاريخ الانسانى هذا الاسم الجميل الطاهر سينحر جلاديه ويقتادهم الى مجاورة كل المارقين على شعوبهم من هتلر الى فرانكو الى ابن الزنقه

اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟