الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعلام المستقل

سردار الجاف

2011 / 3 / 13
الصحافة والاعلام


الیوم تحتل الوسائل الأعلامیة موقعا بارزا نستطيع القول بأنها محل الأسلحة و الأعتدة العسکریة الفتاکة ، و أستخدامها بالطرق الخاطئة بحد ذاتها تسلط دکتاتوري لاسيما أن وجدت في الأعلام المستقل ، ( إذا سمح لنا التعبير و قراءة صحيحة ) ، برأینا الوسائل الأعلامیة بکل مفاهیمها الشمولية ، إن کانت أهلية أو مستقلة ، لن تکن لها وجود إلا نادرا ، لأن المريء يدرک بالأنحياز، الأنحياز للأعلام المستقل لأي من الأطراف المتنازعة بکل المعايير تعتبر أعلام له أسبقية في الأنتماء الأيديولوجي المحکم .
عندما کنا في کوردستان قلنا مرارا و تکرارا بأن لاتوجد في أنحاء أقليم کوردستان العراق صحيفة أو مجلة أو قناة فضائية مستقلة ، في الأحداث الأخيرة التي حدثت في السليمانية و القصبات التابعة لها ظهرت حقيقة تلک الوسائل ، کما أشرنا إليها إذا دعمت تلک الؤسسات من أطراف خارج الأقليم أو البلاد ماديا لذا لن تکن مستقلا نهائيا لأنها تکون ملزمة بالأنحياز للطرف التي تدعمها .
الأعلام و الصحافة المستقلة تنحصر بین تلک المؤسسات التي وارداتها من نفسها و ذلک من خلال بیع و شراء وسائلها أو أعلاناتها المکثفة أو أي شيء آخر تحصل من خلالها دخلا لدفع أجور العاملين و تمشية الأمور الأخرى ، دون الأعتماد على الآخرين أو طلب الدعم المادي من جهات سياسية أو حکومية ، لکي تصبح منبرا حرا دون الأنتماء لتلک الأطراف .
الأعلام المستقل يجب أن لا ينتمي ، لا للسلطة و لا للأحزاب المعارضة ، لأن الأنتماء لأي منهما بکل قرأة دقيقة علمية و أکاديمية تعتبر وسائل أعلامية مزيفة و لها أيديولوجية حزبية ، الطرفان يتنازعان من أجل أستلام السلطة ، إذ قلنا للأحزاب السلطوية الطرف الأول ، فهذا الطرف يتصارع من أجل البقاء في السلطة و زمام السلطة ، لا شک أن الطرف الثاني هم الأحزاب المعارضة کذلک تجاهد و تحاول لأجل أستلام السلطة و يستغلون أهمال شؤون البلاد أو الفساد الموجود فيه لتکن حملة للأطاحة بالسلطة ، هذه الطريقة بکل تأکيد تحتاج لقراءة رأي الشعب لکي تتمکن من تحريک شعور و أحاسيس الناس و أحضارهم الى الشارع و برأي الشعب بأن السلطة القادمة ستکون أفضل ، للأسف في أغلب الدول العربية لاتوجد لدينا معارضة لأظهار أخطاء السلطة و أنما کل من عارض السلطة يحب الخلافة .
إذا مارس الطرف الأول الفساد الأداري و المالي في ثروة و أملاک الدولة و ممارسة القمع و الأستبداد ، فإن أستخدام الطرق الغير الشرعية للطرف الثاني أيضا ضمن فساد آخر لأنها لم يستلم السلطة وهو يستخدم الطرق الغير شرعية لئن أستلمها ....... فماذا يفعل ...!!!؟؟ لاسيما هذا الفساد ينتج منه کسر القيود القانونية وأنهيار القيم الأخلاقية لأي من المجتمعات ، وإجتثاث جذور التقاليد الأجتماعية ، لذا يعتبر هذا الفساد أفسد من فساد الطرف الأول ، لأنها لم تستلم السلطة لئن أستلم .... ماذا يفعل...........!!!؟ . لذا يجب على الأعلام المستقل أن يبتعد من الأثنین لن و لم يخسر مکانته لکي لا يقع في فخ الفسادين و يبقى محايدا و شامخا و ينقل الحقائق کما يرغب لها المتابع و ليس کما يرغب المنتمي لأي من الطرفين .
أساليب قيادة و أدارة الأعلام بالأمس کانت مختلف تماما عما نحن فيها الآن ، طبعا المقصود بنهج سياستها ، علم الأعلام کعلم الطب و غيرها ، إن حدث في هذا العلم بيومنا ( 1+1 =2 ) لکان الغد الناتج مختلف أيضا ، مثال على ذلک ، إن کانت الوسائل الأعلامية في الأمس البعيد لصالح السلطة و أمس القريب للمعارضة اليوم ينبغي أن يکون الأعلام لکل الأنسانية بکل شرائحهم إن کانوا مؤيدين أو مناوئين . الأعلام يجب أن يکسب القاريء و المشاهد و المسامع دون الأستثناء لهذه أو تلک الجماعة .
السبب الأساسي التي جذبتنا لکتابة هذا الموضوع بعد أنتباهنا لها ، النهج الخاطيء لقناة ( الجزيرة ) في نقل الأحداث الأخيرة التي حدثت ببعض الدول العربية ، و أي متابع يدرک و يحس بحيادية هذه الفضائية کأنما هي تشرف و تقود الأحتجاجات و التظاهر، قناة تابعة 100% للطرف الثاني أي المعارضة ، إن أستمر بهذا النهج لأنکشفت أوراقها للمشاهد ، کذلک و هي في حالة اللامبالاة بما تحدث من السلب و النهب التي تتعرض لها تلک الدول من عدى الخسائر البشرية .
الجزيرة بنهجها هذه تريد کسب قسم من المشاهد ، خصوصا بعدما ردت سلطة قذافي بالنار و الحدید ، المتابع له رغبة شدیدة بالحصول على أنباء من داخل ليبيا و من الطرفين و ممارسة أساليب هذه‌ الفضائية في البداية أدت الى أنقطاعها من الطرف الأول و هذه أحد الأخطاء التي وقعت فيها الجزيرة ، لئن أستمرت بنهجها هذه لخسرت مصداقيتها لفترة طويلة کمان خسرت إذاعة ( bbc ) في الحرب العالمية الثانية مصداقيتها لثلاثون عاما ، من هنا تطرح سؤلا نفسها ، فما الفرق بین السلطة الدکتاتورية و الأعلام المنحاز .......؟ نترک جوابنا للمتابع و لمن يعمل و يشرف على الوسائل الأعلامية المستقلة ، لبروز مؤسسته مکانا للقلم الحر و منبرا لحرية التعبير .
غالبا نسمع و نشاهد بأن هناک وسائل أعلامية أخرى بما فيها الأعلام الکوردي تنهج و تقلد طريقة الجزيرة ، من المفترض الأعلام الکوردي يتخطى هذا النهج المستهلک و الخاطيء و يمارس بدراسة عقلانية و عصرية جدیدة کيفية ممارسة الأعلام الحر و المستقل بکل معاني و دلالات الحرية و عدم الأنحياز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن