الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حساب المسؤول

دياري صالح مجيد

2011 / 3 / 13
حقوق الانسان


في عراق اليوم بدات وفي اعقاب الاحتجاجات الشعبية التي انسابت كالنار في الهشيم من تونس الى مصر الى العراق وغيره من الدول , تتكشف العديد من الحقائق وتطفوا الى السطح الكثير من الظواهر التي اريد لها ان تبقى مختفية الى ابد الابدين ونهاية الدهر , فالمستبد الظالم المتحكم لا يريد لصوت الضعفاء المغلوبين على امرهم بالخروج الى ابعد من غرف نومهم مع عوائلهم التي ضاقت بها الحجرات الصغيرة المليئة بحسرات الضياع واللاجدوى .

الكل يبحث عن وظيفة بهدف الاستقرار المادي اولا وقبل كل شيء من خلال الحصول على راتب جيد ومستمر لا تتبدل كميته بسهولة الى الاسوء , وهو ما يتيح لرب الاسرة ترتيب بعض من اولويات الحياة الخاصة به وعائلته في حدها الادنى الذي يسمح لاغلبنا من موظفي الدولة بالعيش ليس الا , في ظل حياة اختفى منها كل اشكال النوعية الجيدة في مجمل المؤشرات , حتى اصبحنا نؤمن يوما بعد يوم باننا نعيش كي نلتقي بذات الوجوه والمكاتب والاوراق والافكار , فلا تغيير حقيقي تتيحه الحياة من خلف مكاتب الوظيفة العقيمة .

لكن بالمقابل اذا ما كان هذا الحال لعموم الموظفين , فالوضع معاكس تماما مع اغلب المسؤولين الذي تربعوا على قمة هرم المؤسسات الحكومية , فهي وطن اخر لهم يمتلأ بالغنى والغنيمة , فالمرتبات المليونية بلا استحقاق , والسفريات الرائعة الى بلدان الجمال دون اي وجه حق , والتحكم بمصائر الموظفين وتعذيبهم وتركيعهم وابتزازهم وتحطيم المؤسسات التي يعملون فيها وتفعيل عملية الانكسار النفسي لهم , كلها امور منهجية مخطط لها باتقان وليس كما كنا نخادع انفسنا بانها موجة قصيرة الاجل في بناء الدولة العراقية الحديثة وستنتهي سريعا , لنفاجأ جميعا بالحقيقة المرة التي تقول " اذا اردت ان تسيطر على الموظفين , الغالبية العظمى في المجتمع العراقي , فعليك بالسيء السمعة والسلوك والخُلق والبذيء في كلماته وتفكيره , صاحب الوجه العبوس المتجهم المتهجم المستعد للعراك والصراخ والانحدار الى مستوى الشارع الذي اتى منه , صاحب القدرة الخارقة على الكذب والوعود المعسولة صاحب الافكار الهدامة صاحب القدرة على الانتقام وممارسة سياسة الترهيب , ليعين رئيسا لهذه الدائرة او تلك , وبهذه الطريقة تبدا باول خطوة لاستعباد الناس لغايات شيطانية ومنفعية خاصة " .

بكل ثقة اقول هذا هو ما يحصل في اغلب دوائر الدولة العراقية المباركة , فالموظف في اغلب المؤسسات الحكومية يشكو من حال الانحدار والانحطاط في طريقة تعامل المسؤول المدعوم حزبيا مع زملاء الامس , فلا يمكنك الوصول الى ابسط هؤلاء المسؤولين الا بعد الخضوع والركوع والتملق والتودد لهذا السكرتير او ذاك ممن لا يحمل ذات المؤهلات التي تحملها او لا يعني في ميزان الفائدة للمجتمع والدولة ما تعنيه لها في داخل العراق وخارجه , لكنها السياسة وفن تدمير الموظف العراقي الذي تتقنه العديد من الشخصيات التي تم اختيارها باتقان عال لقدرتها على تحقيق كل هذه الاهداف بتفان كبير .

تخرج علينا الخطابات التي تقول برغبة الحكومة في الاصلاح طلبا لما تقدم به دعاة التغيير !! , لكن اما علم السيد رئيس الوزراء بان دوائر الدولة التي يراسها مليئة بكبار الموظفين الفاسدين الذي يتولون مسؤولية ادارة هذه المؤسسة او تلك ؟ , وما علم ايضا بان اغلبهم مرشح للاحزاب ولا يجوز المساس به ؟ وما علم سيادته بان الالاف الموظفين العاديين يرون الدمار والخراب والفساد ينخر الدولة ومؤسساتها بفعل اداء اولئك المسؤولين دون ان يجرء اي منهم على تقديم شكوى ضدهم ؟ اما علم جنابه الكريم بان امثالنا اذا ما فكروا بذلك سُيحاربون في مصدر رزقهم ورزق عيالهم ليفصلوا من وظائفهم بتهم جاهزة فٌصلت على قياسات المرحلة ؟ كي يبقى المفسد في القمة والموظف المليء بهموم الوطن والمواطن في القاع يستلم الاوامر وينفذ لا غير .

اذا ما اراد السيد رئيس الوزراء ان يعمل على اصلاح ما تبقى من تركة الخراب التي زادها تولي غالبية من هؤلاء المسؤولين لادارة مؤسسات الدولة خرابا فوق خراب , فعليه ان يتقدم الى الشعب العراقي وجمهرة الموظفين فيه بكل الضمانات التي تحول دون ابتزازهم وتشريدهم عن وظائفهم , فيما اذا ارادوا ان يفضحوا سياسات الفساد التي تُمارس من قبل مسؤولي الحكومة , والا فان الحال سيبقى في ترد دائم ولن تشفع المائة يوم في تغيير اي شيء طالما يشعر المسؤول بانه في مامن من شكوى الموظف العامل تحت امرته , وهي واحدة من الطرق المثلى في اصلاح عمل المؤسسات التي ننتمي لها وفي غالبيتها مسؤولة ومشاركة بالنتيجة النهائية عن اي نجاح او خلل في تنفيذ خطة الاصلاح التي تريدون تطبيقها في الاشهر اللاحقة , لذا نرجوكم من صميم القلب ان تدعموا الموظف قليلا وترفعوا الغطاء عن هؤلاء المسؤوليين قليلا ايضا , لترو كيف ان التغيير سيصبح حقيقة يمكن للمرء ان يتلمس اثارها الايجابية على حياته لا مجرد شعار لتخدير المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تزوير
جميل الربيعي ( 2011 / 3 / 13 - 09:25 )
في وزارة التربية اصبح كل من لديه معاملة اجازة بدون راتب وقد تمتع بها يتفق مع احد الموظفين الضعيف النفس لسحبها من الاضباره الشخصية لاحتسابه خدمة فعلية وهذا ما تحقق في التعليم الابتدائي والمهني وفي محافظة بابل

اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة