الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على صخرة الأتحاد العربي الكردي تتحطم المؤامرات / 3

ناصر موزان

2004 / 10 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان الموروث الخطير والمؤلم في تمزيق الشعب العراقي بكل اطيافه الذي تركه الدكتاتور المجرم لم يكن يسيراً ابداً وقد يتطلب سنوات قد تطول اذا استمرت الظروف الأستثنائية التي يتسببها المجرم الزرقاوي باعماله الدنيئة ، الأمر الذي لايتمناه احد . ومن الضروري التذكير بان اعلام الدكتاتور الذي تركّز على مفردات : الجيب العميل وادلاء الخيانة المجوس ( وفق وصفه للحركة الكردية آنذاك) في وقت كانت تسقط فيه اعداد فلكية من الجنود العرب المساقين بالقوة الى طاحونة الحرب الظالمة التي اشعلها صدام على الجارة ايران ، والتطبيل الى ان ضحايا الكيمياوي كانوا عرباً (وليسوا كرداً) قصفهم الجيش الأيراني بمساعدة الأكراد ؟! اضافة الى ماتركه التصرف الوحشي للوحدات الخاصة (التي شكّلها صدام من العرب فقط بقوانينه) سواءاً في مقاتلة البيشمركة والأنصار او مع اهالي كردستان العراق العزّل، وما عملت اجهزته المجرمة على منع انتشار اخبارها الى عموم العراق الى اخوانهم العرب بقوانين الأعدام وقطع اللسان .
لقد كانت احكام الأعدام تطبّق بحق كل من نقل اخبارا عن حقائق ماكان يجري (من مواجهات وصدامات وتهجير) في اماكن غير مكان سكناه . بعد ان اغرق المدن بحالة ارهاب قل نظيره بحيث لاتعرف مدينة ما تعاني المدن الأخرى (خوفا من تضامنها مع الرافضين). لقد عتّم بقسوة على اخبار المواجهات البطولية لأبناء البومحمد والفهود . . وغيرها مع قواته الخاصة بحيث لم تتسرب اخبارها الى ابناء البصرة ومركز الناصرية القريبتين الاّ بعد ان انتهت المذابح وكانت الناس مشغولة بمسلسل جديد من مذابح ادهى وامرّ من السابقة بحق الرافضين لصدام من العرب العراقيين وسط ابواق واجهزة اعلامية هائلة كانت تمجّد لـ (قائد الأمة المنتصر) وتلاقي التطبيل والزعيق ممن ادّعوا يدّعون الحديث باسم الأشقاء في الدول العربية .
لقد واجه العرب والكرد وكل اطياف العراق محن الموت والتعذيب والقتل الجماعي وانتهاك الحرمات والمقدسات كلّ وفق تكوينه ومقدساته باسم القضية العربية التي اساء اليها برسمه لها وفق خياله المريض، الأمر الذي ادىّ الى خلق حالة من الحساسية والوساوس والقلق والحذر والخوف من فقدان الورقة الأخيرة للذات البشرية : الكينونة والأصل ، وفق تكوين طيف تلك الذات قوميا كان ام دينيا ام مذهبيا ، والتي انطلقت بسقوط الصنم الى حالة لم تألفها قبلا بعد ان صبّّرت الروح للعيش ومواصلة الحياة التي تلوّنت بتأئير جحيم الدكتاتورية . ان حالة القلق والحذر تلك اصابت كلّ التكوينات العراقية، عربا وكردا واقليات ، مسلمين ومسيحيين .
وان استطاعت القيادات الكردستانية العراقية ان تحلّ تلك الفتنة بالتسامح وفتح صفحة بيضاء وابتداء سيرة جديدة بحق من تاب من الكرد(*) من خونة كردستان وهرب كبارهم الى صدام آنذاك . وان استوعبت منطقة كردستان تائبيها وعالجت مجرميها من الكرد بالتفاف كل معارضة الدكتاتورية وازرها واستطاعت ان تحقق ماتعيش فيه الآن بحال افضل مما يعيشه اخوانهم العرب العراقيين الآن، فان حلّ تلك المأساة في عموم العراق اكثر تعقيدا وصعوبة بعد سقوط المجرم صدام ، وبعد ان تكاثرت التدخلات الدولية والأقليمية وارتفع تفلسف (الأشقاء) العرب وفضائياتهم وعملاء كوبونات النفط وكأن العراقيين عربا وكردا جهلة لايلوون على شئ لـ (فقدانهم فارس الأمة)؟!
ذلك الفارس العار الذي اهان شعبه واطلق على العراقيين شتى صفات التحقير ـ حقّّره الله ـ واتهمهم بشتى الصفات من الغباء و وناكري المعروف وربيبي الجاموس الهندي الذي قدموا معه ، الى سليلي الشجرة الخبيثة وسليلي وادلاء الخيانة ، في وقت كانت وسائل اعلامه تمتلأ باخبار اشارت الى اعدام وجبات هائلة من الشباب العربي بتهم التواطئ مع الفرس المجوس ، التواطئ مع ادلاء الخيانة (القضية الكردية) ، ابناء الشجرة الخبيثة(انتفاضة ربيع 1991 ) . ورددت اجهزته الهائلة تلك الأكاذيب طاغية على حقيقة انهم كانوا ضد دكتاتورية صدام ومن معارضتها ، عربا وكردا واقليات وطوائف.
لقد ادى المجرم صدام بسياستة التي اعتمدت على الدعاية المرصود لها
بملايين دنانير ذلك الزمان وبالقتل الجماعي والرعب طيلة 35 عام على نغمة التفرقة العرقية والقومية والطائفية ، (اضافة الى عوامل اخرى) الى خلق حالة من التوتر والحساسية الأجتماعية التي تتطلب وتستوجب التحرك والتصريح الحذر، وخاصة المسؤولين ، فكل تصريح غير مدروس اضافة الى ما يشيع من قلق لدى الأطراف المقابلة، فانه يُستغل ويُضخّّم من جهات متنوعة وخاصة بقايا اجهزة صدام ( من عراقيين من شتى الخونة ومن عرب واجانب) لينفخوا فيه حسب وجهتهم وسعيهم لأيقاف مسيرة العراق بشق صفوف ابنائه وبوقاحتهم بالحديث باسم (حزب البعث) وقائده المعتقل بـ (ايدي اعداء الأمة العربية والأسلامية ) صدام العار . (للمقال بقية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا