الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تجاوز فترة الثمانينات البغيضة في سورية

ناهد بدوي

2011 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ملاحظة من الحوار المتمدن
ناهد بدوية معتقلة الان لانها شاركت في اعتصام لأسر معتقلين سياسيين سوريين اعتقلوا بسبب إبداء آرائهم.

************************

سبعون بالمائة من الشعب السوري دون الثلاثين ولم يعيشوا فترة الثمانينات، ولكن أهليهم مازالوا يعيشون تحت وطأة هذه الفترة البغيضة التي عاشتها سورية الحبيبة.
ماذا حصل في الثمانينات؟ وماهو موقفنا منه؟ وكيف يمكن أن نتجاوزه إذا كنا نبغي حياة مختلفة عن تلك الفترة؟ هذه هي الأسئلة التي ينبغي على الشباب السوري أن يطرحها على نفسه. واتخاذ موقف حاسم وقرار واضح وصريح بعدم التورط والدخول في مناخ فترة الثمانينات.
مالذي حصل في أوائل الثمانينات في سورية؟ الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى مجلدات، لأن هذا التاريخ لم يكتب بعد. لذلك سوف أحكي الخطوط العريضة فقط التي من الممكن أن تكون مفيدة في رسم المستقبل وذلك عبر الاستفادة من الدروس وتفادي ما يمكن تفاديه من هذا العقد الثمانيني البغيض.
كيف بدأت الأحداث؟ الطليعة وهي مجموعة صغيرة منشقة عن الإخوان المسلمين تبنت الخطاب الطائفي السني والكفاح المسلح ضد السلطة؛ وبدأت بمجزرة طائفية تسمى مدرسة المدفعية، حيث تم اختيار المجندين العلويين ونفذت مجزرة ضدهم. وتتالت الاغتيالات الطائفية بعدها. ثم تبنت فلول الإخوان المسلمين الملاحقين، عبر جريدتهم النذير، شعار الثورة الاسلامية والكفاح المسلح ضد النظام.
في البداية كان رد النظام بأن أعطى المجتمع بعض الحرية وأفرج عن المعتقلين، ولكن المجتمع السوري كله عندما عبر عن نفسه بحرية رفض احتكار السلطة وطرح مطالبه بقوة، وخاصة عبر النقابات بشكل أساسي التي كانت مازالت قوية في حينها. وكذلك تم التعبير عن ذلك عبر الأحزاب السياسية وعبر المثقفين الذين كان لهم دورا بارزا في انتقاد سياسات النظام القمعية والطائفية آنذاك.
وبما أن النظام في حينها لم يكن نظاما طائفيا بل كان يستخدم الطائفية والمناطقية والشعبوية لتثبيت سلطته. فقد اتخذ قرارا بالاحتفاظ بالسلطة والكرسي على حساب الشعب السوري كله بكل فئاته وطوائفه وأقاليمه.
قرر النظام في حينها أن يهزم الإخوان المسلمين عسكريا؛ وان يكسر المجتمع السوري سياسيا. ففي الوقت الذي كان محاصرا مدينة حماة ويرتكب أبشع المجازر فيها كان، يشن حملات اعتقالات واسعة على الأحزاب السياسية المعارضة الأخرى؛ كحزب البعث الديمقراطي والحزب الشيوعي- المكتب السياسي وحزب العمل الشيوعي وكافة المجموعات اليسارية الصغيرة والمجموعات الدينية المسالمة، وكل من يفكر وكل من يصلي، وتم حل كافة مجالس النقابات المنتخبة، وأُلقيت قياداتها في السجن وحل محلها مجالس نقابية معينة تعينا، ليس على شرط الولاء فحسب بل التبعية المباشرة، وبشكل أدق شرط الانبطاحية. وحتى الحزب الشيوعي الموجود في جبهة النظام قُمع عندما أعلن موقفا رافضا، مثله مثل الأحزاب اليسارية والقومية الأخرى، لعملية نزع الحجاب البغيضة التي نفذتها كتائب البعث في شوارع دمشق.
الوحدة الوطنية السورية التي كان يتحدث عنها النظام في الثمانينات كانت متحققة فعلا ولكن في السجون والمعتقلات. فمثلا في سجن دوما للنساء كنا ننام جنبا إلى جنب نساء يساريات وأخوات مسلمات وبعثيات ،وكنّا آتيات من كل أنحاء الوطن السوري ومن جميع قومياته وطوائفه ومدنه وريفه وجباله وأقاليمه. في السجن أكلنا معا الملوخيّة والحرّاء إصبعه والفطاير بسلق وقريشة والكبّة والسوركي..الخ وشربنا معا الشاي والمتّة والقهوة والزوفا.
صراع الثمانينات كان مريرا ومقيتا ومازال يطبع أبناء جيلي كلهم بطابعه، وأنتم أيها الشباب السوري مختلفون. أينما كان موقعكم الآن فأنتم مختلفون. يمكنكم أن تستفيدوا من تجاربنا وسجوننا ولكنكم فعلا وأينما كانت مواقعكم مختلفون. لأنكم موجودون في زمن آخر ولكم مطالب وأحلام طازجة وراهنة وحديثة.
حاولوا أن تضعوا حزب البعث والجبهة والإخوان المسلمين والتجمع وإعلان دمشق* وكل ما هو ثمانيني وراء ظهوركم.
حاولوا أن تصنعوا حاضركم ومستقبلكم كما تشاء حداثتكم ويشاء تعليمكم وحاجاتكم للعمل والحب والكرامة والحرية. واختاروا الشكل الذي تجدونه مناسبا لكم ولا تنساقوا وراء التقليد.
حاولوا ان تقاوموا كل من يحاول أن يجركم الى عقلية فترة الثمانينات من بعض الأطراف على الفيس بوك وفي الواقع الفعلي؛ من بقايا صراع الثمانيات سواء من السلطة أم من المعارضة. لا بل عليكم أن تقنعوهم وتجروهم أنتم إلى موقعكم الحضاري والمتسامح والسلمي والحديث.
أما نحن فقد هرمنا ونحن في انتظاركم.
سوف نلحق بكم بكل تأكيد.
لأنكم سوف تحتاجوننا كشهود في المحاكمات المدنية العادلة التي سوف تقيمونها في حق كل من أسال دما سوريا في يوم من الأيام.

ناهد بدوية- من جيل الثمانينات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسامح الشعب السوري
حيدرا يوسف ( 2011 / 3 / 13 - 17:11 )
اوافقك الرأي تماماٌ ، التغيير يقع على اكتاف الشباب بعيداٌ عن عقد الثمانينات ، ولكن فقط لدي إضافة بسيطة
عندما مات حافظ الاسد ، وأتى بشار الى الحكم عبر التزوير المعروف وذلك بمسرحية تعديل الدستور ، الشعب السوري عبر عن تسامح كبير ، عندما تجاوز هذه المشكلة ، وأعتقد الشعب السوري أنه بحاجة الى وجه جديد متعلم ، المفترض أنه متجاوز لكثير من العقد ، وأكد بشار الاسد في خطاب القسم على الكثير مما في داخل الشعب السوري ، ولكن للأسف سرعان ما تراجع بشار الاسد عن وعوده ، وعاد إلى مسيرة والده الكريهة في الإعتقال والسجن والمخابرات ، وبالتالي وكأنه استغل تسامح الشعب السوري معه
بشار الاسد الان له احد عشرة عاما في السلطة ، وهي مدة كافية لكي يتزود بخبرة الحكم ، فلذلك المطلوب منه الكثير ، لكي يبتدأ بمشروع حوار وطني ، توازيا مع إصلاح يبتدأ سياسياٌ ، وإذا لم يستطع تنفيذ ما وعد به الشعب السوري في خطاب القسم ، فالمنطق يقول أنه يجب عليه الإستقالة ، ليتيح للاخرين إدارة دفة قيادة البلاد


2 - ارث 1403 سنة من الكوارث.
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 3 / 14 - 08:23 )
اشكر الكاتبة على جهودها في هذا المقال,
يا سيدتي جيل الثمامنينات هو خليفة جيل الاربعينات وجيل الاربعينات هو خليفة جيل الحكم العصملي والذي هو بدوره خليفة ابو بكر وعمر وشلتهم من الراشدين!!

ما اريد ان اقوله انه يجب علينا ان نتخلص ليس فقط من ارث الثمانينات ولكن من ارث 1403 سنة من الكوارث.
ننصحكم بقراءة مقالنا: ماهو الحل؟ : وهي منشورة على النت.
تحياتي للجميع


3 - الاعتراف بالجريمة
سوسن زهرة ( 2011 / 3 / 15 - 05:06 )
ما بني على باطل فهو باطل و يتحمل النظام الحالي مسؤولية النظام السابق كونه لم يسعى الى الاعتراف بالجريمة التي حصلت و محاكمة المسؤولين و التعويض على المتضررين كما فعل حاكم المغرب مع الفارق الشديد في درجة القمع و لذلك فقد رهن النظام الحالي وضعة كاستمرارية للنظام السابق ، و لذا فان عليه تحمل التبعات


4 - النظام الامني الظالم المزيف
رحاب الحموية ( 2011 / 3 / 18 - 20:04 )
اما و انك الان في قبضة النظام الامني الظالم المزيف وريث الدستور المزيف خلال خمس دقائق و ابن الظالم المقبور صاحب الرقم القياسي العالمي في قتل شعبه ، اقول وانك الان بين يدي الجزارين فانني اقف احتراما و اجلالا لشخصك الكريم و اقول لا فض فوك و ارجو رؤيتك طليقة حرة ، و انت حرة سيان كنت سجينة او خارج السجن


5 - تحية للكاتبة الحرة الثائرة
سامي المصري ( 2011 / 3 / 19 - 03:37 )
تحية للكاتبة الحرة الثائرة. فجر الحرية قد لاح ليعلن بزوغ النور بعد الفساد الشامل الذي عم منطقتنا. للحرية ثمن غالي وأنت تدفعين الثمن من إجل حرية الإنسان وحقه في الحياة الكريمة. نحن نآذرك بكل قلوبنا إلى أن يسقط الطغاة ويسود العدل بجهادك وجهاد أمثالك من الشرفاء؛


6 - استاذه ناهد تضامننا معك حتى من اهل الثلاثين
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 3 / 19 - 13:39 )
لاهل الحرية شموخ لايضاهيه شموخ
لك يانزيلة سجن الطغاة ياابنة سوريا الحرة الطيبه ناهده بدويه تضامني معك ومع قضيتك النبيله انا من اهل ثلاثينات القرن الماضي تحيا سوريا حرة لشعبها


7 - الحرية لناهد بدوية
هبة كامل ( 2011 / 3 / 19 - 13:45 )
سيدتي المحترمة لم أقرأ لك من قبل للأسف اعذريني أيتها البطلة الثائرة وأتمنى أن تتماسك جهودكم أنت ورفاقك لتصلوا إلى الحرية المنشودة هذا عام الثورات والبطولات فتحية لكم حميعاً وأرجوا أن نحتفل بنصركم


8 - هذا عصر الشباب الثائر
رعد الحافظ ( 2011 / 3 / 19 - 14:19 )
ما دمتِ من جيل الثمانينات فأنتِ ترعبيهم أيتّها الثائرة السورية البطلة
حكام سوريا الطغاة هم نمور من ورق كما وصفهم الأستاذ جريس الهامس
وكلّ الطغاة هم كذلك اليوم ... في سنتهم الأخيرة
يرعبهم صوت الشباب والأطفال
وهذا تفسير بسيط واضح لإعتقالهم طلّ الملوحي وسهير الأتاسي وناهد بدوية
لكن الفجر لاح , بعد ظلمة الليل الطويل الكئيب وسيتغير كلّ شيء .. نعم كلّ شيء


9 - تحية للسيدة المناضلة ناهد
مجدي سعد ( 2011 / 3 / 19 - 15:47 )
من يخاف قولة الحق
ومن يخاف القلم الحر
ما هو الا نمر من ورق

الغريب ان الدكتاتور يتميز بغباء شديد يمنعه من ان يتعلم من تجربة غيره

يكرر نفس الاخطاء والحماقات

وفي النهاية يجد نفسه حتما في مزبلة التاريخ

للأخت المناضلة ناهد بدوية أقول

صوتك يسمع في العالم أجمع

يوم الفرج قريب

تحية لك ولكل ثائر حر


10 - الحرية للمعتقلة السياسيىة ناهد علوية
مريم نجمه ( 2011 / 3 / 19 - 21:12 )
المناضلة العزيزة السيدة ناهد علوية تحية الحرية من المنفى إلى السجن !؟

ليس غريب على نظام الجريمة والإستبداد أن يقوم بما قام به من وحشية مع الأحرار المتظاهرات و المتظاهرين السلميين والمنتفضين في كل المدن السورية , لا يحملون سوى الكلمة والصرخة , نشدّ على أيديكن يا أخواتنا وإخوتنا الأبطال .. والحرية دومًا للشعوب مهما طال الظلم والقيد , لا حرية دون التضحيات ودفع الثمن .. أحسنتم إلى الأمام قلوبنا معكم ...والحرية لكن ولكم ولكل أحرار سورية الحبيبة ..
تحية الثورة مع الحب والقبل


11 - المناضلة الكبيرة ناهد بدوية المحترمة
ليندا كبرييل ( 2011 / 3 / 20 - 15:28 )
تحية أيتها الكريمة ، فجر الحرية قد اقترب ، وسننشد معاً لسورية الأبية التي ترفض الذل والطغيان . الحرية لك ولكل أبناء الوطن الشرفاء


12 - رسالة الى المناضلة
عصام القاضى ( 2011 / 3 / 21 - 16:35 )
قسم بالله ان مايعانيه الشعب السورى الامس واليوم هو نفس مانعانيه فى مصرنا الحبيبه ولكن شاء الله ان نسير اولى الخطوات الصحيحه نحو الديمقراطية الصحيحة ولكن النظام السورى يختلف عن النظام المصرى كلا له عيوبه ولكن العيوب فى النظام السورى الحالى والسابق انه ارتمى فى احضان ايران وكان لا يتخذ اى قرار الا قبل الرجوع اليها لذا بما تفسرين عدم رده على اسرائيل اكثر من مره فقد وصل بها الامر ان توغلت بطائرتها داخل الاجواء السوريه وسمعنا النظام يقول سوف ارد فى الوقت والزمان المناسب ومرت السنون ولم يفعل شيئا تعلمى لماذا لان النظام عندما اراد ان يرد الضربه بضربه قالت له ايران تمهل ليس خوفا على سوريا وشعبها ولا لكى تستعد سوريا جيدا ولكن لان ايران هى الوسيط الذى يعمل من اجل المصالح الامريكية والاسرائيلية فى المنطقه وهو العامل الذى يعمل على تهدئة الامور لصالحهم وليت النظام السورى يعلم ان الشيعة عموما ليسوا اخوة لاهل السنة وهناك من الادلة الكثير على ذلك فهل النظام السورى يريد ان تتحول سوريا الى دولة شيعية اقسم بالله ان ايران لها اليد الطولى داخل سوريا واكبر بكثير من يد النظام نفسة والنظام لايهمة غير الكرس

اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو