الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا للعار .. النظام السوري يساعد المجرم القذافي في ذبح الشعب الليبي الشقيق

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2011 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ما نقلته وكالات الأخبار العربية والعالمية مثل القناة الفرنسية " فرانس 24 " بالصوت والصورة نبأ سقوط طائرة ليبية كانت تقصف مواقع الثوار الليبيين وكان فيها طياران أحدهما يحمل الجنسية السورية وأكد الخبر مراسل قناة "العربية" بيبة مهاتي بأن الثوار أكدوا على مشاركة طيارين سوريين ضد أهداف مدنية وومواقع للثوار الليبيين. كما أوردت الخبر قناة "الجزيرة". وأضافت وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية خبر إرسال باخرة سورية تحمل الأسلحة والذخيرة مع 500 سيارة لاند كرويزر رباعية الدفع لتدعم نظام القذافي المتهالك تحت ضغط الشعب الليبي المنتفض.
إن نظام القذافي الذي كشف عن وجهه الإجرامي القاتل لشعبه بأطفاله وشيوخه ونسائه والذي يهدم البيوت والمنشآت التي تعود للشعب الليبي دون رحمة، فهو يتحكم بمليارات الدولارات من عائدات النفط التي كان من المفروض أن تصرف على تنمية المجتمع الليبي لا أن تدفع للمرتزقة من دول عربية مثل سوريا والجزائر وأفريقية مثل تشاد والنيجر وأوروبية مثل أوكرانيا والنرويج وغيرها.
لقد دوخنا القذافي على مدى عقود بنظرياته الثورية وتحديه وصموده أمام الضغوط الأمريكية والغربية وفجأة ، وهي في الحقيقة ليست مفاجأة للمتابع للوضع السياسي الليبي، فقد انقلب القذافي ليتعاون مع أمريكا والدول الغربية وهو يعتقد أنه سيحمي رأسه بعد أن قطعت أمريكا رأس الرئيس العراقي صدام حسين.
النظريات الثورية الخلبية للقذافي لا تختلف كثيراً عن الشعارات القومية الثورية للنظام الحاكم في سوريا فهو منذ أكثر من أربعين سنة يستخدم ورقة الصمود والتصدي ثم الصمود والتحدي ثم الممانعة وغيرها من التسميات التي لا تغير من جوهر السلطة السورية الحاكمة المعادية للشعب والدليل القاطع هو سلسلة الجرائم التي ارتكبها النظام ضد السوريين الأبرياء في فترات مختلفة وأبرزها مذبحة سجن تدمر ومذبحة مدينة حماة ومذبحة سجن صيدنايا وغيرها ، ويأتي اليوم دليل جديد أثار مشاعر السوريين والعرب والعالم بأجمعه وهو اسراع النظام السوري الفاسد والقمعي إلى مساعدة نظام القذافي الإجرامي من خلال الدعم العسكري واللوجيستي وغيره والذي تتوج مؤخراً في اجتماع جامعة الدول العربية حيث وقف ممثل سوريا ضد طلب فرض حظر جوي على النظام الليبي الذي يستخدم الطائرات والدبابات لقتل شعبه بلا رحمة وبوحشية لم يفعلها هتلر ولا موسوليني.
فكيف يكون النظام السوري وطنياً ومعادياً للاستعمار والصهيونية وبنفس الوقت يساهم في قمع ثورة شعب شقيق يريد تغيير حياته والتخلص من سلطة قمعية فاسدة تستمر منذ 42 سنة ، حيث قام هو وأولاده بنهب ثروة الليبيين وكان القذافي ينوي توريث الحكم لابنه سيف القذافي وبالتالي تحولت الثورة الليبية إلى وراثة!
ولا مجال في هذه المقالة للتوسع في تحليل الوضع في ليبيا، وكيف أن القذافي مسخ الحياة السياسية وحرم الليبيين من أية وسيلة للتعبير عن رأيهم ومشاركتهم في بناء مجتمعهم، حيث خلق فئة من الانتهازيين والمنافقين والمنتفعين التي تصفق للقذافي ونظريته الفاشلة وأفكاره البائسة التي تدعو للضحك وتعبر عن عدم توازن عقلي ونفسي لصاحبها. ومن يعرف ليبيا يستطيع أن يؤكد بأن القذافي تعامل مع الشعب الليبي باستهتار وتذكروا كلماته الأخيرة حيث يخاطب الشعب الليبي بأنهم جرذان وزعمه : لو كان رئيساً لليبيا لرمى استقالته في وجوههم وغيرها من مظاهر عدم الاحترام.
وقد أثار الموقف السوري الداعم لنظام القذافي الإجرامي موجة من الاحتجاجات في الساحة الليبية حيث صرح الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني المؤقت بأن موقف السلطات السورية خائن ومعادي للشعب الليبي ولكن ممثل المعارضة قال أن الشعب السوري معنا. وأفادت وكالات الأنباء أخباراً عن تظاهرات في ليبيا رددت شعارات تقول: "يا بشار يا عميل" وكذلك "يا بشار يا جبان در جنودك للجولان" ونددت بالموقف السوري المخزي.
وهنا يتساءل المواطن السوري: هل أن مواقف السلطة السورية من الوضع في ليبيا جاءت صدفة أم هي انعكاس لسياسة مستمرة منذ 40 سنة.
عندما نربط تلك المواقف باستمرار حالة الطوارئ منذ أربعة عقود والمحاكم الاستثنائية وإحصاء 1963 المجحف بحق الأكراد والفساد والنهب الذي ضرب أطنابه في كل مؤسسة ودائرة في سوريا وقمع الحريات السياسية والمدنية وانعدام العمل بالدستور وتدهور الاقتصاد السوري وتخلف الحياة في سوريا في جميع مظاهرها، عداك عن انهيار نظام التعليم بكافة مراحله والصحة والخدمات وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق واقتران ذلك كله بمداخيل منخفضة للعاملين في الدولة وتدهور حالة المزارعين نتيجة سياسات زراعية معادية لمصلحة الفلاحين. وأبشع نتائج الحكم الفاسد والمعادي للشعب هو نزوح أكثر من مليون مواطن من ابناء الجزيرة السورية بحثاً عن الماء والخبز والمكان الأمين في ارياف دمشق وحوران وحلب وحمص.
لقد امتلأت السجون بمعتقلي الرأي من السياسيين والحقوقيين والطلبة والمدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، حيث لا يوجد أي حق للمعتقلين بالدفاع عن أنفسهم. فالسلطة هي التي تعتقل وهي التي تحكم وتقضي وهي التي تنفذ الحكم وهي التي تقرر ما تشاء بخلقها التهم للمعتقلين وهكذا يتحول الوضع القضائي إلى مهزلة حقيقية بالاضافة إلى فساد الجهاز القضائي وذلك معروف لكل مواطن سوري.
والعنصر الحاسم في كل الوضع في سوريا هو هيمنة الأجهزة الأمنية وتصرفها مع الناس كما تشاء بما يناسب السلطة ومصلحة الحاكم وليس مصلحة الوطن.
لقد كره الناس في كل البلدان العربية وحتى في العالم ظاهرة توريث السلطة ولكنها جرت في سوريا واعتبر النظام أنها شيء طبيعي ومن حق عائلة الأسد أن تبقى في الحكم إلى أجل غير مسمى. علماً أن البلاد فيها دستور ومجلس شعب ومؤسسات ولكنها مُسخِت وتحولت إلى واجهات كرتونية تخفي وراءها هيمنة وتسلط مؤسسات أمنية لا تفكر بغير استمرار هذه السلطة وهذا الرئيس وهذه الفئة. أما الشعب فله الله ولا يفكر فيه أحد. والأسوأ من ذلك فإن الناس مجبرون على تأييد هذه السياسة الاستبدادية الفاسدة. ومن يرفض هذه السياسة إما أن يودع في السجن أو يخضع نتيجة التخويف والترهيب وإما أن يغادر البلاد مجبراً إلى أي مكان في العالم عله يجد مكاناً يستطيع أن يفكر فيه بحرية ويشعر بالأمان وبالكرامة. ولكن الوطن لا بديل عنه .
وتصرف السلطة السورية ملايين الدولارات على عملائها في كل أصقاع الأرض لمتابعة السوريين أينما كانوا ليعرفوا موقفهم من النظام السوري. وهنا المفارقة. فالسلطات السورية تدّعي أن الامكانيات المالية محدودة لاقامة مشاريع تنموية واقتصادية يستفيد منها الشعب. لكن النهب كبير والفساد منتشر وأصحاب المليارات ليسوا بالقليلين وهناك صرف سخي على الأجهزة الأمنية بلا حدود.
وهل يمكن أن يستمر هذا الوضع الذي حول سوريا إلى سجن كبير ومزرعة لفئات معينة وملكية لعائلة واحدة والشعب عليه الصمت والموت البطيء بلا آمال ولا أحلام كبقية شعوب العالم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدفاع عن نظام واحد
جوزيف شفيق ( 2011 / 3 / 13 - 19:57 )
النظام السورى والليبى يدافعان عن نظام واحد فمجزرة حماه تمت بنفس العقليه التى يتصرف بها القذافى الآن


2 - يا للعار .. النظام السوري
نامي العلي ( 2011 / 3 / 13 - 21:37 )
نوجه نحن السوريون الشرفاء خارج وداخل سورية باسم الشعب السوري كل الاستنكار والشعور بالخزي والغضب لما قام به النظام الدموي السوري تجاه أهلنا وإخوتنا في ليبيا الغالية, ونعدكم بالاقتصاص من هذا النظام التوأم في القمع والدموية لنظام القذافي , ولكن الشعب السوري لا يد له ولا يوافق على تصرف النظام السوري الذي ارتكب المجازر بالسوريين ,
إنه الوجه الحقيقي الدموي للنظام السوري ,الذي ما زال يدعي الوطنية والصمود إنه يقتل ويسجن أي شريف يطالب بتحرير الجولان.
المجد والفخر والعزة لثورة ليبيا العظيمة
نٌقبل جباهكم ونشد على أياديكم
المجد والخلود للشهداء للذين سقطوا على طريق تحرير ليبيا من المغتصب الفاسد نظام القذافي
نامي العلي
سوري في المهجر


3 - قاتل لشعوب متعددة
احمد اقرأ ( 2011 / 3 / 14 - 04:44 )
من مساوئ النظام السوري انه قاتل لشعوب متعددة وهي الشعب السوري (حماه و تدمر و غيرها )و الفلسطيني ( تل الزعتر و غيرها) اللبناني ( جرائم قتل و اختطاف و تفجير و اغتيال رؤساء وزارة ووزراء ) و العراقي ( تفجيرات و عبوات مفخخة) و اضاف اليها الليبي ( بيع سلاح للقتلة و طيارين و طائرات ) و الاردني ( محاولة اغتيال مضر بدران رئيس الوزراء )و الاهوازي العربي الذي تحتله ايران ( تسليم المعارضين الذين كانو يقيمون في سوريا الى طهران وقد تم اهدامهم فعلا ) و القائمة طويلة ،انه نظام مجرم ضد العرب جميعا


4 - المآسي قادمة إن لم نفهم ما يحدث
نبيل السوري ( 2011 / 3 / 14 - 06:27 )
إن حقيقة السكوت التام لواشنطن والغرب عن هذه القضية وعدم فضح نظام الأسد المجرم، يصبح من السهل تصديق التوقعات التي أطلقها البعض، وهي أن الإدارة الأميركية قد أعطت ضوءاً أخضراً للعقيد القذر أن ينهي الثورة الليبية، وما مماطلة الإدارة بموضوع الحظر الجوي إلا دليل إضافي على تخليها عن الثورة الليبية

إن الضرر الذي يلحق بالإدارة الأميركية من الثورات أكبر بكثير من الفائدة، ولسوء حظ الثوار الشرفاء في ليبيا، يبدو أن الإدارة قررت أن توقف المد عندهم، وهاهي تعطي أضواء خضر واضحة لأنظمة قذرة كاليمن والبحرين والسعودية وعمان لقمع الثورة وإبقائها تحت السيطرة

إننا، وللأسف سنشاهد هذا الأسبوع، أقذر مسرحية في التاريخ المعاصر عن تراجع المد الثوري العفوي وقتله في المهد بمباركة الإدارة الأميركية، وسيكون على حساب دماء الشرفاء الليبيين وعلى يد هتلر العرب معمر القذافي

ويبدو إن النظام الحربائي السوري قد فهم اللعبة، لذا فإنه مؤخراً قد أوقف مسلسل التنازلات حيث عرف أن صلاحيته لم تنته بعد، حين يعيد الغرب تأهيل نظاماً مجرماً كنظام العقيد

وأتمنى أن يثبت لي ثوار ليبيا خطأ كل ما ذكرته
لكن قذارةالسياسة تفوق كل التوقعات


5 - معارضون للكرامة والسيادة
امير محمد ( 2011 / 3 / 14 - 08:05 )
يوم بعد يوم تثبت الايام وتسقط ورقة التوت على من يدعون انهم معارضون ... اجل انهم معارضون ولكنهم معارضون للكرامة والعزة ...بعيدا عن الشعارات ...انهم مرتزقة يكتبون مقابل الاخضر .. لايوجد شيء كامل صحيح ...يوجد اخطاء هنا وهناك صحيح ... يحاولون تزييل كتاباتهم مستغلين تلك الاخطاء ولكن النص يكون بعيدا عن ذلك وطريقة إلقائهم بعيدة كل البعد عن جوهر الموضوع وعن القضية التي ينادون بها ..الجزيرة بثت ذلك الخبر ولكنها نفته ولكن اصحابنا المآجورون ينامون ويستيقظون على الخبر الاول لان هدفهم ليس تسليط الضوء على الخبر لنقل الحقيقة بل هدفهم استغلال الخبر الخطأ او صنع اخبار كاذبة ... يظنون ان الشعب عقله وتفكيره ساذج ولكنهم مخطئون

اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة