الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن بين براعم و ورود الثورة

أمل مسلم حاتم

2011 / 3 / 14
الادب والفن


بعد أشهرٍ قليلة سيكمل ولدي الصغير عامه الثاني ؛ صغيري الذي أُجهدُ نفسي وروحي أمامَ إبداعِ و فطريةِ براءتِهِ ٠الآن وهو يتعلَّم النطقَ السليم للمعاني الحقيقية التي ترتسمُ أمامَ عينيه على شاشةِ الجزيرة أُعيدُ أنا نفسي صوغَ ما تكرَّس في مفاهيمي زمناً طويلاً
شكراً للثورة التي تُعلِّم صغيري أبجديتَها قبل أن يُتِمَّ عامه الثاني والتي تساهم ببناء وعيه الفطري لضرورة إنجاز الوعي بالتغيير،فلكم أن تتخيَّلوا جمالَ الطفولةِ فيه وهو يرى شبان الثورة يجاهدون بكل مالديهم فيقول بحماسٍ: ـ الشعب ـ الشعب ، ولو رآهم يشيِّعون أحد رفاقهم يقول بحزن واعٍ : ـ الشعب حرام ، وبرفضٍ طفوليٍّ للبشاعةِ والأذى يقولُ حين يرى أحد المخلوعين في زنقاتهم الأخيرة يقولُ بغضبٍ : ـ نظام

الشعب هذهِ المفردةُ التي قبعت طويلاً وحيدةً مفردةً دونَ أيَّةِ إضافةٍ تذكر في قواميس أنظمتنا العربية الحاكمة على امتدادِ وطننا العربي العظيم
النظام هذه المفردةُ التي جثمت طويلاً على قلوبِ الجاهير العربية دون أن يطالَها هذا الشعبُ ولو حتى نقدا
إنَّ مفرداتٍ كالشعبِ ،النظام ، كانت عندَ جلٍّ غير قليلٍ منَّا عبارةً عن كلماتٍ مقطوعةٍ عن الإضافة بحسب معاجم حكوماتنا التي كانت موقَّرة ،أمَّا وقد أراد شبابٌ في عمر الزهور أوكما سمّاهم المناضل أحمد فؤاد نجم ب ورود الجناين إنهاء المهزلة الطويلة فبدؤوا ذلك بدمائهم أمثال البوعزيزي وخالد سعيد فحريٌّ بنا أن نُحمِّل الكلامَ معانيه الحقيقية لا بأن نقولَ مانريدُ فحسب بل أنْ نفعلَ مانقول ونُفهِمَ حكامنا الذين أرجؤوا قضايانا و آمالَنا بل ومستقبلَنَا إلى الوقتِ المناسب
وكما هي العادة فإنَّ لكلِّ أمرٍ بداية والبداية هي أنَّ الشعبَ يريد بعدَ أنْ كانَ لديكم شعباً وحسب
وماذا يريدُ الشعبُ : إسقاطَ النظام
وماذا يريدُ الشعبُ : إسقاطَ النظام
هذه الجملة البسيطة في تركيبها النحوي والمكونةُ من فعلٍ وفاعلٍ ومفعولٍ به ومضافٍ إليه والمُحَرَّمة على مناهج التدريس في بلادنا العربية تتخذُ أولويتها وشرعيتها اليوم من كونها منطوقةً ومكتوبةً ومعمولٌ بها في الشارع العربي
بدأها الشعبُ الذي لطالما عومِلَ بصيغة المفعولِ به وقرر أن يأخذ موقعه الأصيل في الإعراب وأن يكونَ الفاعلَ ويضعَ النظامَ في المكان المناسب في الجملة ليكون المفعول به الذي يتوجَّبُ عليه ضمانُ تحقيقِ إرادة الشعب في الحياة الحرة الكريمة
وقد أتى الزمانُ المناسب في فجرِ السابع عشر من يناير حيثُ كان المكانُ المناسب تونس الخضراء
يومَ حطتْ رحالها زرقاءُ اليمامة على شرفاتِ المستقبل المشرق لتعِدَ الشباب العربي بفجرٍ جديد وتنذرَ المستبدين بالهلاك مودِعةً ماحباها الربُّ من قدرة لياسمينٍ تفتَّحَ في فجرِ تونس
مُنْشداً رؤياهُ :
ـ يطاوِعُنَا
الدمُ المسجونُ في زنازينِ الحقيقةْ
بارئاً منْ قيدٍ مكثتْ طويلاً على جسدِ الوريدْ
قادماً من ليلٍ محليَّ الصناعة
أن نُبْحِرَ في أحمرِ المعنى
لاأنْ نكسِرَ خاطرَ الشهداء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي