الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح الرؤية الماركسية للشيوعية تطبق في النظام الرأسمالي

عمر شبيب

2011 / 3 / 14
الادارة و الاقتصاد


يصعب على المرء الدخول في عالم الفكر الماركسي ففكر كارل ماركس مكون من فلسفة و اقتصاد سياسي عميقين و قد تجلى الفكر الماركسي في كتابات كارل ماركس نفسه و كتاباته بالأشترك مع فريدريك إنجلز و من ثم تجلى الفكر الماركسي في كتابات العديد من المفكرين الماركسيين حتى وصل إلى درجة أكتسح فكر ماركس العالم وهنا لا أود أن أخوض في عالم الفكر الماركسي ، بل موضوعي مقتصر على بعض الملاحظات التي دونتها من خلال متابعاتي الاقتصادية المتواضعة و أقدمها هنا لأتشارك معكم فحوى هذه الملاحظات .
أولاً : نقطة إنتاجية العمل و تتلخص فكرتها في تطور و سائل الإنتاج إلى درجة عالية بحيث يقل استخدام العمل الحي ( اليدوي ) كما سماه ماركس و سوف ينتشر العمل ألممكنك أو بمسمى آخر العمل المتجسد( المتشيء ) و سوف يحل تدريجياً العمل المتشيء مكان العمل الحي و سوف تزداد أعداد العاطلين عن العمل لأن زيادة الإنتاجية سوف تكون على حساب التراكم الرأسمالي ( ألآلات و المصانع ) و ليس على حساب العمل الحي . كتب ماركس ذلك محللاً علاقات الإنتاج في المجتمع الرأسمالي منتقداً له و قدم ملكية الدولة على حساب الملكية الفردية كحل للمشكلة ( باختصار تكلم عن الثورة التكنولوجية أو الرقمية في ظل الملكية العامة على وسائل ألإنتاج ).
ثانياً : الفكرة الثانية هي أنه مع تطور التكنولوجيا سوف تتطور علاقات الإنتاج و سوف يغيب النقد و لن يكون هناك بما يسمى عملة ورقية أو نقدية و سوف تكون العلاقات الإنتاجية مقيمة بدون وجود النقد ( فعلياً نتحدث عن النقود البلاستيكية أو بما يسمى البطاقات التي انتشرت بسبب الثورة الرقمية ) وقدم ملكية الدولة كحل لمثل هذه القضية حيث فقط الدولة هي الوحيدة القادرة على استيعاب مثل هذا التطور و هذا يمكن أن يكون في ظل المجتمع الشيوعي .

ثالثاً : إن عدد ساعات العمل الحي في ظل تطور علاقات و وسائل ألإنتاج سوف تقل بالنسبة لكل فرد يقع ضمن فئة القادرين على العمل و بذلك سوف يحظى كل فرد عامل بوقت إضافي للرفاهية و التمتع بالحياة، حيث يمكنه من خلال إحلال ألعمل المتجسد بدلاً من عملة الحي أن يتمتع بميزة هذه الصفة و يعيش حياة رفاهية وكرامة و تلبية لجميع حاجاته و رغباته .

إذاً من خلال النقاط الثلاثة المذكورة اعلاة يستطيع المرء التمتع بميزة التقدم العلمي التكنولوجي و تطور وسائل الإنتاج و معها علاقات الإنتاج و قد تكهن ماركس أن هذا سوف يتم في المجتمع الشيوعي فقط .
نقطة الخلاف هنا تكمن في صفة الملكية لمن تعود للشعب أم لإفراد ، حيث الملكية الخاصة هي المسيطرة ، و هنا يكون التناقض ففي حال الملكية العامة سوف يمكن أن يطبق مبدأ التمتع بالحياة و الشعور بالرفاهية و تتحسن ظروف المعيشة و ذلك لسبب واحد و هو ان العوائد من استخدام عناصر الإنتاج سوف توزع على الجميع من خلال مبدأ عدالة توزيع الدخل . أما في حال الملكية الخاصة فإن من سوف يحصل على الجزء ألأكبر من عوائد عناصر ألإنتاج هم أصحاب الملكية الخاصة و بناً علية سوف تتركز العوائد في أيدي طبقة معينة و لن تكون العوائد التي تم إنتاجها من قبل المجتمع ملكاً لإفراد المجتمع بل سوف تكون من نصيب أصحاب الملكية الخاصة و لقد قدم لنا الواقع نماذج من الجشع الرأسمالي بما يكفي ليبين لنا الظلم و الحياة التعسة التي يعيشها أبناء المجتمع الواحد غير آبهين بكرامة ألإنسان و حقه في العيش الكريم و حقه في العمل و غيرها من الحقوق .
إن القضة الأساسية هنا تكمن في أن الرأسمالية استفادت من الثورة الرقمية أو التكنولوجية و هما كانا محل تنبؤ ماركس لهما ، لقد قدمت الرأسمالية علاقات إنتاج و وسائل إنتاج تختلف عن التي كانت سائدة في المراحل التاريخية السابقة و كذلك أصبحنا قادرين على ألاستغناء عن النقد و ذلك باستخدام البديل و هو النقود البلاستيكية و عندها لا حاجة لحمل أي نوع من أنواع النقد ( أو العملات ) في جيبك بما انك تحمل البطاقة البلاستيكية الإلكترونية و هي تؤدي جميع مهام التبادل السلعي و الخدمي في الحياة اليومية للفرد . نعم صحيح لقد حصل ما قالة ماركس و لكن في ظل الملكية الخاصة على وسائل الإنتاج و كانت النتائج سلبية على المجتمعات البشرية و قد استطاع النظام الرأسمالي استخدام ما قاله ماركس في القرن التاسع عشر و تطبيقه في الألفية الثالثة لكن هذا الاستخدام هو استخدام سيء للمعارف البشرية حيث يتم استخدامها من قبل الملكية الفردية ( القطاع الخاص) و لذلك سوف تكون النتائج سلبية ويمكن أن تصل إلى حد ألإجحاف بحقوق المجتمعات البشرية و ظهور البطالة و التشرد و انتشار الأمراض ألاجتماعية و غيرها من المصائب التي يمكن أن تحول حياة الفرد إلى جحيم بدلاً من الرفاهية المنشودة و سببه تراكم عوائد عناصر الإنتاج في أيدي طبقة قليلة من أبناء المجتمعات و حرمان النسبة الأكبر من أبناء المجتمع من هذه العوائد طبعاً المقصود بالعوائد هو الدخل و الذي أصبح في كثير من عوائل مجتمعاتنا تقريباً غير موجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاقتصاد أولاً ثم السياسة .. مفتاح زيارة الرئيس الصيني الى ب


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 05 مايو 2024




.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن


.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع




.. لماذا امتدت الأزمة الاقتصادية من الاقتصاد الكلي الإسرائيلي ب