الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوشاح - في رثاء بطلٍ ما

محمد علي ثابت

2011 / 3 / 14
الادب والفن


لجوُ هنا بَردُه قارس

ولا رائحةَ في الأفقِ الضَّيِّق

سوى رائحةِ المعدن

ولا طعمَ سوى طعمِ الصَّدأ

أو طعمِ الدَّم

واللونُ أبيضٌ على مَدِّ البَصَر

في الساحة الصامتة

ثمةَ جلالٌ ما

وخشوعٌ ما

حتى لغيرِ الخاشعين

لا أحدَ يتكلم أو يسمَع

مَن ذَهَبَ لابد أن يرجِع

ولا لفتةً واحدةً تَصْدُر

فقط صريرُ أدراجٍ تُفتح

ثم أوشحةٌ تُرفع

ونظراتٌ فاحصةٌ تُلقى

نظراتٌ ملؤها أملٌ زائف

أو وداعٌ مؤلم

أو خوفٌ مقيم سيظل أبداً ملازماً

مَن ألقى ببصره صَوْبَ الدُرْج

ثم يَسْترُ الوشاحُ الوجهَ مِن جديد

ويُغلق الدُرْج مؤقتا

ثم تُدَشَّنُ مراسمُ الأحزان

...

وفي الخارج، تتطاير الأسئلة في الفضاء

كطيورِ الموتِ المُحَلِّقَةِ فوقَ سُفنِ الغَرْقَى

مَن؟ هل؟ لماذا؟ ومتى؟

كيف الحزن إلى الديار أتى؟

أما مِن سبيلٍ إلى صَرًفِه بعيدا؟

أبالإمكانِ بَثُّ الروحِ مُجَدَّدَاً في الكيانِ الرابض؟

أثمةَ طريقٌ لاستبانةِ أسرارِ قلبٍ ليس بنابض؟

هل هو يُبْصِرُنَا؟

هل لو كان الأمرُ بيده، كان ليتركنا؟

هل ثمةٌ رسالةٌ أو وصيةٌ ما؟

وإن كان كذلك، فمع أيهم إذن؟

وكيف تُضْمَن صدقيِّته؟

.. وهكذا

هي إذن دوائرُ الأسئلة المتطايرة

تطلُّ في الأفقِ مِن جديد

...

أذهابٌ بلا عودة؟

أحقاً ثمةَ ما يلي ذلك الوداعَ الخاطف؟

هل كان كُلُّ ما سبقَ محضَ مُقدِّمَة لآتٍ ما؟

أم أنه بأسره لم يَعْد كُونَه صُدْفَة؟

لا يَهُم

فالرؤى تتطايرُ في الفضاء

وتتناثرُ وتتباين

تماماً كدوائرِ كالأسئلة

وهل في هذا مشكلة؟

لا أحد يعرف

المهم أن البردَ قارس

في يوليو، أو في مارس

لمن مَارَسَ قولاً وفعلا

ولمن لم يمارس

والوداع جلل

خالٍ مِن الأمل

ثم نُتركُ بَعْدَه نهبا

للخوفِ أو الملل

ثم بعضُ الأبدانِ يُصَابُ بالشلل

مِن فرط الحَزَن

وبعضُ العقولِ كذلك

من تداخُل الأسئلة

حتى يصيرُ الأمرُ معضلة

مِن قبلِ حتى أن يُفتح الدُرْج من جديد

ثم يصير اليومُ لدى البعضِ ذكرى

ومناسبةً للزيارة في أيام العيد

ويصيرُ لدى البعض الآخر فكرة

أو مادةً للوعد والوعيد

ويصيرُ لدى طائفةٍ ثالثة

مجردَ مادةٍ للتشفِّي

أو سبباً للعقاب

ويصيرُ الوشاحُ الأبيض رمزاً لأوشحةٍ كثيرة

مُلَوَّنَة

لا تغطي الأوجه الرابضةَ المُسَالِمَةَ فحسب

بل تغطي كثيراً مما خلاها أيضا

وخصوصاُ مِن العقولِ، والضمائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال