الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شركاء بلا مسؤولية

محمد الياسري

2011 / 3 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في واحدة من التسميات السياسية التي سجلت كبراءة اختراع لقادة الاحزاب في العراق، تسمية حكومة الشراكة الوطنية التي تم وسم التشكيلة الوزارية الاخيرة للسيد نوري المالكي، بعدما كانت التشكيلة السابقة تسمى بحكومة التوافق الوطني، وهكذا يسجل القادة العراقيون اكتشافات مهمة لصفات الحكومات التي يشكلونها يم يعرفها الواقع السياسي السابق.
ولكي لا نبتعد عن ما نريد مناقشته حول مفهوم الشراكة الوطنية وكيف يكون للشريك في الشيء من حقوق وواجبات وتحمل للسمؤوليات قدر نيله للامتيازات ونكران للذات حماية للشريك ومساندته قدر الفوز بأرباح الشراكة ماديا ومعنويا، فالشراكة بمعناها البسيط والساذج تعني تقاسم السراء والضراء، الخير والشر، الربح والخسارة وبدون ذلك تعتبر الشراكة لاغية ويمكن تسميتها الصيد بماء عكر او الضحك على الذقون.
واليوم وبعد تشكيل الحكومة العراقية بعد عام من المخاض والاخذ والرد جاءت صفة الشراكة الوطنية لتوسم هذه الحكومة على اساس ان الجميع له حصة فيها والجميع سينهض بمهام بناء البلد، وعلى اساس التقاسم الوطني، لا التقاسم الحصصي والمنفعي"حسب تصريحات قادة الكتل"، فأن الجميع مشارك بادارة البلد والجميع يخطط ويفكر ويعمل ويبني في حكومة جامعة شاملة هي الاكبر عبر العصور والازمان ليس في العراق فقط بل على مستوى العالم اجمع.
لكن الغريب، واعتقد انه شيء طبيعي في العراق، ان المشاركين في هذه الحكومة يضعون يد في جيبها ليغرفوا من خيراتها ويد اخرى تحمل معولا لتهديم ما تقوم به، فالحاصلين على جل المواقع السيادية والوزارية والبرلمانية في حكومة الشراكة الوطنية لاينفكوا يلومون هذه الحكومة على تقصيرها واخطائها وعيوبها مثل رب البيت الذي يشهر بعائلته اينما حط الرحال به وكأن هذه العائلة ليس من صنعه ونتاجه.
خلال الاسابيع الماضية وفي ذروة المظاهرات الجماهيرية التي اجتاحت العراق من اقصاه الى اقصاه سعيا وراء تحقيق مطالب مروعة متمثلة بالاصلاحات الخدمية والسياسية وطمعا بحقوق مهدورة من عيش كريم بكرامة وعز وصولا الى الامن والاستقرار والبناء، نقول خلال هذه الاسابيع ركب السياسيون العراقيون موجة التظاهرات الشعبية العفوية وبدأوا يوجهون سهام اللوم والنقد الى حكومة الشراكة الوطنية وصولاً حتى الى اظهار مثالبها وتعريتها امام الملأ وكأن هؤلاء الساسة لاعلاقة لهم باختيارات السيد المالكي وحكومته ولاببرنامجها ولاخططها فظهر الجميع مرتدياً ثوب المعارضة والنقد، فأين مفهوم الشراكة مما يفعل المشاركون في حكومة مترهلة شكلت لارضاء هذه الاطراف المنتقدة اللائمة؟؟
لااعرف لم يلوم قادة العراقية والتيار الصدري والمجلس الاعلى حكومتهم على افعالها وخطاياها وهم مشاركين فيها..هل سمع احد منا في كل ارجاء الدنيا نائباً لرئيس الحكومة ومشارك فيها يلوم الحكومة ويدعو الى استقالة رئيسها لانها لا تلبي طموحات الناس! دونما ان يقدم هو بخطوة جريئة ويعلن انسحابه منها لذات السبب!؟
هل سمع احد منا بكتلة سياسية لديها مناصب سيادية ووزراء في الحكومة ويخرج نوابها مطالبين باسقاط هذه الحكومة لانها لم تحقق مطالب الناس؟!!
اذا كانت هذه الحكومة فاشلة ولا تحقق الطموح لم انتم فيها تتقاتلون من اجل هذه الوزارة أوتلك ولاترضون بهذا المنصب او ذاك؟
اذا كانت هذه حكومة لاتلبي هموم الناس وتعالجها فلماذا لا تنسحبون منها وتقفون موقف المعارض الناقد المقوم لرئيسها وأعضاءها؟؟
ام الاساس في العمل السياسي لديكم الاثراء من المناصب الحكومية واطلاق الشعارات والخطب الرنانة ضدها وكأنكم تعتقدون ان هذا الشعب لا يفقه نياتكم ولايقرأ افكاركم التي اضحت بالية عقيمة لاتنطلي على احد.
كيف يحق لسياسي نقد حكومة ساهم في تشكيلها وارسى مفاهيمها ولازال يقاتل في سبيل المناصب العليا فيها؟ فأن كان حقاً يبحث عن هموم الناس ويريد تحقيق مطابهم فليترك الحكومة ويكون بصف الناس لا ان يضع قدم هنا وقدم هناك متوهما انه قادر على السير بطريقين مختلفين لن يلتقيا ابداً ما دامت النيات والاهداف هي الاثراء والنفوذ على حساب المواطن البسيط.
فاما ان نكون مشاركين حقيقيين في الحكم ونتحمل كل شي من مصائبه وشره وننال كل شيء من خيراته، واما نتركه ونفسح المجال للاخرين ونقف نحن في صف المعارضة نراقب وننقد ونقوم ونبتعد، اذا حقا كان هدفنا المواطن والوطن، عن مفهوم التسقيط والهدم..حينها سيكون لنا بالفعل الدور التاريخي الذي ينتظره منا ابناء العراق اجمع.
محمد الياسري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل