الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر المحتلة ( مقال كان ممنوع من النشر )

محمود طرشوبي

2011 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مصر المحتلة ( مقال كان ممنوع من النشر )
( قبل قيام ثورة 25 يناير كتبت هذا المقال و أرسلته إلي عدد من الصحف و رفض الجميع نشره رغم أن هذا كان أقل القليل من ما يحدث في مصر , و هذا ما كشفت عنه الثورة و لكن الثورة فتحت لنا أفاق الحرية , و سوف أكشف في مقالات قادمة ماذا كان يجري داخل أروقة معتقلات مصر في فترة من أسود فترات تاريخ الشعب المصري )
مصر المحتلة
لم تبتلي مصر طوال تاريخها الطويل بمثل هذا الابتلاء من نظام حاكم لا يراعي الله او البشر او حتى الأجنة في بطون أمهتهم .
لقد احتلت مصر عبر تاريخها الطويل كثيراً , و لكنها لم تتعرض لمثل هذا الاحتلال الأسوأ في تاريخها في كل شيء.
لم يأتي علي مصر تعاني مثلما تعاني الآن كل شيء فاسد كل شيء أصابه العفن .
حكومة فاسدة , و رئيس مريض , و حفنة من الحزب الوطني تتحكم في مصائر العباد و البلاد .
جمال و عز و سرور و الشريف كلها أسماء عكس ما تدل عليها , كل هؤلاء قادوا البلاد إلي هلاكها و تنفيذ كل ما يمس خراب البلاد .
وزراء خونة : فقد خانوا الأمانة و باعوا الشعب بأبخس الأثمان , و استغلوا السلطة في تنفيذ مصالح شخصية و صفقات تدار عليهم بالملايين .
و قضاة فسدة : فالأخبار حملت إلينا عشرات من القضاة الذين قبضوا رشاوى , و خضعوا لأوامرا النظام في كل شيء , و حكموا علي الإسلاميين و المعارضين بأحكام وصلت إلي حد الإعدام .
وزير داخلية مجرم : يحتل البلاد بجنوده و ضباطه و يتعاملون مع الموطن علي أنهم أصحاب البلد و الموطن لابد له ان يخضع لأصحاب النسور أيا كانت رتبته , يدخلون المحلات فيأخذون الملابس و لا يدفعون شيئاً , ويأكلون في المطاعم و يعتبرونه إتاوات , و يركبون التاكسيات عنوة من غير أن يدفعوا و لو جنيه , و يأخذون سيارات الأجرة بالجبر لتأدية مصالحهم الشخصية و المهنية بدون مقابل . اضافة الي استعمال سيارات الوزارة في توصيل بناتهم الي المدارس او الجامعات , و تسخير سيارات الشرطة الخاص بهم و سائقها في قضاء شئون المنزل مع الزوجة .
بالإضافة إلي كل هذا فإن التعذيب في أقسام الشرطة , و في مقار أمن الدولة لا ينتهي , و كم من مات داخل السجون المصرية عدد لا يحصي !
إن سجون الوادي الجديد و أبي زعيل و العقرب و طره لتشهد كل يوم حالات موت محقق سواء بالتعذيب أو بالإهمال , و لقد مات في سجن الفيوم وحده عشرات من السجناء الإسلاميين نتيجة لانتشار الجرب بسبب قطع المياه المتعمد , أما السجناء فتحدث عن ما يحدث بالداخل و لا حرج . بدء من الزانزنة التي لا تتسع لخمسة أفراد يتم تسكين خمسة و عشرون مسجون فيها , تحدث عن انتشار اللواط , و عن المخدرات المنتشرة داخل السجون , و التي لا اشك في ان مخبري السجون هم السبب في دخولها بهذه الكميات الكبيرة . و الجديد هو انتشار الإيدز داخل السجون المصرية نتيجة لسوء الرعاية الصحية خاصة في مرضي الأسنان و التي يتم استعمال نفس الأدوات لكل المساجين بدون تعقيم تماماً .
في كل هذا لا نتكلم عن معاملة المسجون الجنائي منذ دخوله إلي ساحة السجن , و ما يحدث معه من إجباره علي خلع كل ملابسه , لا تنخدع أيها القارئ كل ملابسه , و يبدأ في التعامل معه بالضرب و السب في منظر ترتعد منه الفرائض و يترك في عز الحر بحجة تجهيز مكان له داخل العنابر . أم عن الطعام الذي يتم تقديمه للسجناء الجنائيين أو السياسيين , فالطعام تأبي أن تقدمه أنت للحيوانات في منزلك نهيك عن رائحته القذرة , و لا يملك المسجون إلا أن يأكل خوفاً من أن يموت من الجوع , أو أن يعرف أحدا أنه معترض علي الأكل , فيلقي في غياهب عنبر التأديب , و ما أدرئكم ما عنبر التأديب , تدخله بدون حذاء و ليس معاك أي ملابس غير ما تلبسه و و في بعض السجون يدخل بالشورت فقط في عز الشتاء ’ و لقد سمعت عن مسجون ظل بعد خروجه بفترة طويلة من التأديب لا يستطيع أن يحرك أطرافه من شدة البرودة التي كان فيها , و لا يوجد به حمام و تقضي حاجتك في جردل ( معذرة ) .
إن ما تفعله الداخلية المصرية في شعبها الأعزل لا يمكن وصفه إلا أنه نوع من الاحتلال البغيض , تمارس فيه كل صنوف الإهانة و الإذلال , أن منظر الكمائن المقامة في كل شبر علي ارض مصر و المعاملة المهينة التي يتعامل به المواطن و التي لا تختلف تماماً عن معاملة الجنود اليهود للفلسطينيين علي المعابر , و التي تجعلني في كل مرة أري هذا المشهد الفلسطيني يتملكني البكاء . لمرارة من نشعر به تجاه جنود و ضباط الاحتلال من وزارة كان من المفترض أن يشعر معها المواطن بالأمان , و نجد إنها مصدر للخوف و الرعب داخل الأسر المصرية .
إن كل أمين شرطة في مصر أو ضابط جعل من نفسه مصدر للسلطة يتحكم بها في مصائر البلاد و العباد .
أن رجال الأعمال في جميع مدن مصر يقومون بدفع إتاوات مستمرة لأقسام الشرطة في صورة هدايا و خدمات للقسم , و ما رايته بعيني إن نفس الأمر يقومون به لمباحث أمن الدولة .
إن الفساد المستشري في جهاز الأمن وصل إلي حدود عجيبة , فمحافظة البحيرة و طريق مصر إسكندرية , وضع ضابط شرطة أيديهم علي أراضي الدولة و انتفعوا بها تحت سمع و بصر الحكومة الفاسدة و الرئيس المريض . هذا قليل من كثير سوف أتحدث عنه في مقالات قادمة عن حالة بلد كان في يوم من الأيام قائد لثورة التحرير في ارض العرب .

محمود طرشوبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس