الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية سلاح فتاك ومصيدة للمغفلين

عبدالجليل الكناني

2011 / 3 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قد لا نكون سياسيين أو مدركين للعبة السياسة فنحن مواطنون عاديون كثيرا ما نضيع في إحداث هي في الغالب تحت منظار الاختصاصيين في فن اللعب بالعقول .
وان ابتهجنا في نصر نحققه بأيدينا وبإسناد مباشر أو غير مباشر من آخرين . فثمة من يراقب الأحداث ويدس أيديه بغية توجيهها بما يخدم مصالحة ساعيا لتحقيقها بشكل كامل أو جزئي وان لم تتحقق فثمة خطط بديلة . ولعل من اشد الأسلحة وأكثرها نجاعة وفتكا هو سلاح الاصطفافات . فان كانت الطائفية منها فتلك أكثرها قوة وأسهلها إدارة وتوجيها والا فهناك القبلية ، أو المناطقية ، أو أية اصطفافات أخرى مبتكرة . ولا ينأى من خطر تلك المخططات أي من البلدان الساعية للتحرر سواء تلك التي نجحت الثورات فيها مثل مصر وتونس أو تلك التي تصارع الآن من اجل حريتها مثل اليمن وليبيا والبحرين . أو تلك التي يمهد شبابها للانتفاض في باقي الدول العربية وإيران و غيرها .
ومما يؤكد كون تلك المخططات مدروسة وممنهجة هو التشابه الكبير بينها . ففي العراق نجح تفجير ضريح الإمامين العسكريين في خلق فتنة طائفية مدمرة ، تم تقليدها في مصر بتفجير الكنيسة التي تسببت بتأجيج صراع طائفي وصل حد الاقتتال.
وحين دعا شباب السعودية إلى يوم للانتفاضة ، نجحت المملكة بتفتيت تلك الدعوة بتحويل المطالب العامة إلى مطالب طائفية . وسخرت لذلك علماء الدين المخلصين والمستفيدين من النظام . وباستخدام التهديد والتشويه واستثمار انتفاضة البحرين .
وبذلك تمكنت من تبديد الانتفاضة . ولعل استخدام أحداث الخارج لم تقتصر على انتفاضة البحرين إنما تعدى ذلك لتعميم الطائفية لتكون اشد تأثيرا بتأجيج الواقع اللبناني . فظهر سعد الحريري بخطاب ناري موجها في غالبه إلى حزب الله اللبناني الشيعي وقد رفعت خلال الخطاب صورة ملك السعودية لتعطي بعدا طائفيا اشمل يكون تأثيره اشد على السعوديين لكبح جماح الانتفاضة وتحويل وجهتها . واخطر على اللبنانيين الذين استخدموا كأداة لحماية المملكة حيث أن الهدف هو تحويل قوة التغيير في السعودية إلى حريق في لبنان . فهل يعي سعد الحريري ذلك وهل يعي الشعب اللبناني ذلك بمن فيهم من سنة وشيعة ومن مسيحيين . يجب أن يعي اللبنانيون خطورة اللعبة وان لا تجرهم حماقات قادتهم ولا تغريهم الخطابات النارية لسعد الحريري ونصر الله وجمبلاط . أن لا يكونوا وقودا لإدامة عجلة الحكام وان يتحلوا بالوعي . كما أن على الشباب السعودي أن ينظر إلى حالته الخاصة لا أن يخضع لوهم الطائفية والقبلية والمناطقية . فالنار التي يحرق بها الآخرون لا بد يوما تصل إليهم . وعليهم كما على الشباب اللبناني شيعة وسنة ومسيحيين وغيرهم التواصل وتبادل الرأي البناء وان يتحلوا بالصبر وبالانفتاح على الآخر بما يخدم مصالحهم ويحقق أمانيهم وتطلعاتهم إلى الحرية والكرامة .
الطائفية وهم والقبلية وهم والمناطقية وهم . لا كرامة ولا حرية ولا عزة و لا رفاه إذا سلب حق فرد واحد منهم مهما كان انتماؤه فالانتماء الحقيقي هو للمصير المشترك وللخير العام وللإنسانية التي هي القاسم المشترك والحقيقي والواقعي لكل البشر . الانتماء الحقيقي هو للحب والسلام والأمان والحق المشترك . ومن طبيعة الناس اختلاف الأهواء والمذاهب حتى في البيت الواحد . وان أراد الفرد احترام أفكاره وعقله وانتمائه عليه أن يحترم ما للآخرين من خصوصية وتفرد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس


.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم




.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار


.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس




.. نشرة إيجاز - محتجزون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بالإفراج عنه