الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برغم الخطأ تظل الدعوة للغضب قائمة

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 3 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أخطأت ، و ذلك في مقال : يوم الإستفتاء يوم للغضب ، حين ظننت أن الإقتراع على الدستور سيكون بالبطاقة الإنتخابية .
و مرجع الخطأ الذي وقعت فيه هو إنني أعتمد على الإنترنت ، و الإتصالات الهاتفية مع مصر ، لمعرفة الأخبار ، حيث لا أملك هوائي إستقبال للقنوات الفضائية لأسباب ترجع لمالك الشقة التي أستأجرها ، و لمديري المبنى .
الإعتماد على الإنترنت جيد عندما لا يكون هناك من يتحكم في جهاز الكومبيوتر ، و لكن كلا من الجهازين اللذان أملكهما ، المكتبي ، و الأخر المحمول ، تحت التحكم الكامل من جهازي الإستخبارات المصري ، و الروماني ، و قد سبق أن أشرت لذلك التعاون المشين ، و لما أتعرض له ، مع أسرتي الصغيرة ، من مضايقات ، بشكل مباشر في مقال : السفر بدون جواز سفر ، المنشور في أغسطس 2010 ، و بشكل غير مباشر في مقال : بدون عنف ، و لكن لا يجب أن تمر في هدوء ، المنشور في خريف 2010 .
عندما يتحكم جهاز إستخبارات ، أو أكثر من جهاز أمني ، في أي حاسب أملكه ، مع الأخذ في الإعتبار أن الإنترنت هي مصدر معلوماتي الرئيسي ، فإنه يتحكم فيما أعرف ، لأنه قادر على حجب ما يريد .
فإذا أضفت لذلك التحكم تحكم أخر ، و أعني التحكم في إتصالاتي الهاتفية ، بدرجة واضحة ، من معالمها أنه حدث أكثر من مرة أن حاول البعض الإتصال بي من مصر ، و لكن لا يمكنهم ذلك في بعض الأوقات ، فضلا عن ظهور أرقام هواتف محمولة رومانية على شاشة هاتفي المحمول عند إتصال البعض بي من خارج رومانيا ، بدرجة تثير الشكوك في صحة شخصية المتحدث ، في ظل وجود تقنية تقليد الأصوات - و أنا أحتفظ ببعض أرقام تلك الهواتف المحمولة ، و على إستعداد لنشرها لو لزم الأمر - فإن الحصار المعلوماتي يكتمل ، خاصة مع غياب أي قناة تلفزيونية إخبارية عالمية ناطقة بالعربية ، أو الإنجليزية ، في قائمة قنوات شركة الكابل التي أتعامل معها .
فقط بعد أن وقع الخطأ المنشور في مقال : يوم الإستفتاء يوم للغضب ، تم السماح بإستقبال مكالمة من مصر ، و بدون رقم روماني على الشاشة ، من مصدر أثق فيه تماما ، و ذلك صباح الرابع عشر من مارس 2011 ، توضح لي الخطأ .
إذاً الخطأ الذي وقعت فيه ليس عن إهمال ، كما لاحظ القارئ الكريم ، بل عن حصار معلوماتي رهيب ، و محكم ، إمتد لسنوات ، و لازال قائم ، إلا إنني برغم ذلك أعتذر عن ذلك الخطأ .
لكن برغم ذلك الخطأ لا أرى أن صلب رسالة المقال قد فقدت معناها ، أو حتى تحتاج للتعديل ، لأن الإستفتاء ، في ظل هذه الظروف ستكون نتيجته في الغالب لصالح تحالف أعداء الثورة ، تحالف نظام عمر سليمان - الإخوان .
لصالح تحالف نظام عمر سليمان - الإخوان ليس فقط لأن الإستفتاء يقام في ظل مناخ غير مناسب ، و بمعايير غير كافية لضمان نزاهته ، و في عهد لص أراضي أصبح وزير للداخلية ، بل أيضا نتيجة لتحكم نظام عمر سليمان في الإعلام الرسمي ، مضافا لذلك القدرات التي بناها الإخوان للإتصال بالجماهير ، خلال الثلاثين عاما الماضية ، بسبب إنفرادهم بساحة العمل الجماهيري من بين كل أطياف المعارضة الحقيقية ، يضاف لكل ذلك ضيق الفترة الزمنية ، و هذا الضيق لصالح ذلك التحالف الخبيث .
أضيف لكل ما سبق مثال على المعاملة التمييزية الإيجابية لصالح الإخوان ، هو تجربتي الشخصية .
فبينما للإخوان حرية الحركة في ربوع مصر ، فإن شخص بسيط مثلي لازال واقع تحت حصار معلوماتي رهيب للأن ، و يستقبل ، بين حين و أخر ، تهديدات على فيسبوك بالإعتقال فور عودته لمصر ، و لا حاجة لتخمين مصدرها .
إذا هناك لعبة قذرة تلعب ، هدفها سرقة الثورة ، و إضافة رصيدها للإخوان ، خصما من النظام ، في ظل تواضع مطالب الإخوان ، و بدون إضافة أي ربح للشعب الذي قام بالثورة .
إذا تبقى رسالة مقال : يوم للإستفتاء يوم للغضب ، قائمة ، صالحة ، و هي أننا لن نقبل بنتيجة ذلك الإستفتاء لو كانت في صالح ذلك التحالف الخبيث ، ليس لأننا لا نقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية ، و لكن لأن اللعبة غير نظيفة كما أوضحت عالية ، و لأن في القبول بدستور معيب ، حتى بعد تعديله ، هو قبول بسرقة تحالف بقايا نظام حسني مبارك ، أو نظام عمر سليمان حاليا ، مع الإخوان ، للثورة .
لسنا ضد وصول الإخوان للسلطة ، فقد رحب حزب كل مصر بمشاركتهم في الثورة ، رغم إنهم حضروا متأخرين كعادتهم ، و رغم إنهم غادروها مبكرين كعادتهم أيضا ، و لكن ضد سرقة الثورة ، ضد تقويض حلمها في ديمقراطية حقيقية ، و إقتصاد نظيف .
لهذا تظل الدعوة قائمة لتحويل يوم الإستفتاء ليوم للغضب السلمي العارم ، فإن تعذر ذلك ، فليكن ذلك بعد الإستفتاء .
إننا في حزب كل مصر لن نستسلم ، فكيف نستسلم الأن ، و قد كنا نناضل وحدنا ، في أحلك الأوقات ، عندما كان حسني مبارك في قمة جبروته ، و الجميع منكمشين ، يناضلون في المواسم فقط ؟؟؟
إننا لسنا مثل حركة كفاية ، و لسنا مثل جمعية التغيير ، و لسنا بالتأكيد مثل البرادعي .
إننا لازلنا ، في حزب كل مصر ، متمسكين بشعارنا النضالي : أن درب العدالة عندما يضيق ، و باب الحرية عندما يغلق ، لا يكون أمامنا سوى أن نمسك بالمعول لنوسع الدرب ، و أن نطرق الباب حتى يفتح أو يتحطم .
إننا على وعدنا لعمر سليمان ، و لحلفاءه الإنتهازيين الإخوانيين ، بأنه ستكون هناك أيام كثيرة للغضب .
لن نقبل أن تكون دماء شهداء ثورتنا لزيادة نسبة مقاعد الإخوان في البرلمان ، و ربما دخولهم التشكيل الوزاري ، و إطلاق يدهم أكثر في المجتمع المصري .
لن تذهب دماء شهدائنا هدراً .
دماء شهدائنا هي للديمقراطية الحقيقية ، و للعدالة ، و للرفاهية ، و ليست لصالح تحالف الخبثاء ، تحالف نظام عمر سليمان - الإخوان .
سنوعي الشعب الأن ، و سنذهب للتصويت ، ثم سنذهب للتحرير ، و لميادين مصر ، في نفس اليوم ، أو في الأيام التي ستلي الإستفتاء .
ثورتنا ستطول ، و لسنا إلا في الفصل الثاني منها .

14-03-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً