الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!

دياري صالح مجيد

2011 / 3 / 14
حقوق الانسان


من غرائب القدر في العراق ان تجد يوما بعد يوم مزيداً من التناقضات بين ما يصرح به كبار المسؤولين وبين ما يطبق على ارض الواقع , لتتعمق في فجوة صارخة حدة هذا التناقض بين الشعار والسياسة المطبقة في مفاصل الدولة المختلفة التي هي ذات علاقة مباشرة بحياة الفرد والمجتمع , والى الحد الذي يحاول معه البعض ان يفرض قسرا تلك الرؤية التي تشير الى ان الاوضاع في طريقها الى الاصلاح , حتى يصطدم المرء الذي خدع ذاته بمثل هذا الوهم , بعتبة الممنوع التي وضع خطوطها السادة المسؤولون في المؤسسات العراقية وبشكل لا يخلو من الدهاء في كثير من الاحيان .

السبب في كل ذلك يعود الى الاعتماد المطلق للدولة في ادارة المؤسسات على شخصيات حزبية يشهد لها في الغالب الاعم بعدم الكفاءة وبانعدام الروح الانسانية والوطنية في التعاطي مع الشان اليومي للمواطن العراقي , الذي يصدم في كل لحظة من لحظات حياته التي يحتك فيها بعمل المؤسسات , بفواجع لا قبل للعقل الواعي بتصديقها بهذه السهولة , في ظل حملة الشعارات التي يتقن كبار قادة الكتل السياسية اطلاقها في حملاتهم الانتخابية ومقابلاتهم التلفزوينية , فهم المنقذ لاعضاء احزابهم من نقد الجماهير الاذع في ظل قدرتهم الكلامية وهيبتهم المستمدة من عشرات الحمايات التي يوحي مظهرها بعصابات الكاوبوي الشهيرة القادمة هذه المرة من شوارع العراق لا امريكا .

في الامس طرحت البعض من المواقع الالكترونية خبرا مفاده قيام احد الموظفين العاملين في هيئة النزاهة بالبحث في ملفات احدى عضوات المجلس البلدي في محافظة الديوانية , ليكتشف قيامها بتزوير بعضٍ من وثائقها الرسمية التي استغلتها في الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات , وعلى اثرها صدر قرار بايقافها عن العمل . لكن العجيب في الامر ان تتم معاقبة هذا الموظف العراقي من قبل احد الافذاذ الذين انتخوا بحمية لا مثيل لها ليقوم بفصل هذا الموظف من وظيفته الرسمية , عقابا له على جرأته على ولاة الامر وقادة البلد , كي يكون عبرة لمن يريد التصديق بما يقال عن التغيير وعن امكانية اصلاح المؤسسات في ظل تحول الموظف الى رقيب على اداء قادته ومرؤسيه في الدوائر المختلفة , وهي مهزلة ما بعدها مهزلة وماساة ما بعدها ماساة ( على افتراض صحة الخبر الذي لم تكذبه حتى الان اي جهة بعد ) .

ما حصل لا يمكن الا ان يفسر من قبلنا على انه رسالة الى العراقيين وبالذات الموظفين بان لا تصدقوا كل ما يقال في وسائل الاعلام من حديث ينسب الى هذا او ذاك من كبار مسؤولي الدولة , لا تبتعدوا باحلامكم وتصوراتكم بعيدا , فانتم بعد لا زالتم تحت امرتنا وقيادتنا وظيفيا وعشائريا ومعيشيا , ولايمكنكم العيش اذا ما امرنا بالعقاب الذي تستحقون . رسالة وفعل يود من قام به القول بان التدرج الهرمي في السلطة يعني ان سقوط احدنا بفعل شكوى تقدم من هذا الموظف او ذاك , سيكون لها تاثير الدومينو على بقية المسؤولين الاعلى رتبة ووظيفة ومنصبا , لذا جاءت العقوبة جزاءً لمن اكتشف التزوير , كي يصمت من لديه النية في كشف المزيد ويتردد الف والف مرة قبل ان يفكر في المطالبة بحقه المغتصب وباصلاح يترجاه كل العراقيين .

اذا ما وجد هؤلاء الغطاء لتزوير شهاداتهم ووثائقهم الرسمية ولنشر الفساد في مؤسسات الدولة , على وزن هذا ما وجدنا عليه مسؤولي الدولة السابقيين ونحن على هديهم لسائرون , فان الخراب لن يتوقف والانحطاط لن ينتهي , طالما يغمض الرقيب عينيه عن افعال هؤلاء ويفتحها كاملة على اخطاء الصغار ممن لا يمتون الى احزاب السلطة باي صلة , فاي عراق هذا الذي تريدون بهذه السياسة العوجاء يا ترى ؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلاميون والتزوير
نبيل الربيعي ( 2011 / 3 / 14 - 12:51 )
من المحاربين في المعتقد للتزوير والوثائق المزوره هو الدين الاسلامي ولكن في العراق الجديد كثر المزورين في جميع مجالات الدولة ولا من يحاسب اضافى اهدار المال العام

اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار