الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الصبر الى القبر

حامد كعيد الجبوري

2011 / 3 / 14
الادب والفن



دار ...
دور ...
أسماء جماد
يكتبها الفقراء ... نظرياً
عمليا ...
يملكها التجار الجوف
هل من السهولة أن تنعى راحل ، وربما نعيك لنفسك هو أقرب للحقيقة والواقع ، مشتركات كثيرة تجمعنا لبعضنا البعض ، الفقر ، الثقافة ، العمل ، اللا أبالية ، الدروشة ، الصعلكة ، الغنى ، الرياضة ، السفر ، السهر ، المجالس ، كيف ذلك ومن أنعاه أشترك معه ببعض من هذه القواسم ، تعرفت على الراحل – محمد سالم البرماني - الذي لم يتمسك بآخر قطرة هواء ففقدها ليلة 12 / 13 / 3 / 2011م ، عرفته أيام الحصار المفروض طوعا وكرها على العراق وأهل العراق ، أيام المحنة والجوع والتشرد ، أهدى لي مطبوعه الذي أسماه ( هذا هيامي ) ، وجدته هائما بربيع الكلمات ، وشذى العربية ، غير متمسك بالقيود الفراهيدية رغم تقنيته وإتقانه لها ، جمعنا معسكر للجيش سوية ، كان الراحل برتبة عسكرية أقل مني بكثير ، أرفض قوله لي مفردة ( سيدي ) لأني لا أحترم عسكريتي سابقا ولا حقا ، وإنما امتهنتها للعيش فقط ، وبعد أن أحلنا على التقاعد سوية كان الرجل يخاطبني بتلك المفردة التي أكره ، تعلمت منه الكثير من أصول وقوانين اللغة العربية ، وبخاصة النحو ، رغم أنه لم يكمل الإعدادية ، وأنا خريج للعربية من كلية الآداب الجامعة المستنصرية ، القسم المسائي ، عام 1988 م أحلنا الى التقاعد سوية بقائمة واحدة لعدم رغبتهم بنا سابقا ، عمل الراحل البيرماني حارسا ليليا بمعمل للمشروبات الغازية القريب من ما يسمى بيته ، لأنه أقرب للخربة من بيت ، كنت أذهب لمحل عمله ليلا لأسترجع ما نسيته من علم العروض ، وجدت لديه قدرة على إيصال الفكرة أجمل وأفضل ممن درست على يديه علم العروض ، كنا نلتقي سوية كل خميس بمقر إتحاد أدباء وكتاب بابل ، تتخلل ذلك لقاءات شبه يومية بمجالس الحلة الأدبية ، وبخاصة مجلس السيد ( حسام الشلاه ) ، يقرأ لنا نتاجه الشعري ، ولا تفوته مناسبة دينية أو سياسية أو اجتماعية إلا وكانت له مشاركة فاعلة فيها ، هادئ الطباع ، قليل الكلام ، كثير التأمل والإنصات للآخرين ، عاشق للعراق بما تعنيه هذه المفردة ، مأخوذ بحب الجمال والتفكر بصنائع الخالق الجبار ، محب وأي حب للإسلام وبناته ، مولع ومتفكر بالنهضة الحسينية ومضامينها الثورية والثقافية وما أفرزت من قيم أخلاقية للمجتمعات بأسرها ، لم ينجو الراحل البيرماني من غدر الإرهاب الظالم ، إذ إطالته أياديه القذرة بحروق متوسطة أيام تفجير شارع المكتبات ، ولد الراحل عام 1947م ، عاش متنقلا بين الفقر والحرمان والعوز ، نقل من قبر الدنيا لفضاء الآخرة ليلة12 / 13 / 3 / 2011م ، رحم الله الراحل الشاعر الأديب محمد سالم البيرماني وأجزل له العطاء ، للإضاءة ........ فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج