الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..

جمال الهنداوي

2011 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


حروب ستة.. وعمليات تسلل ..وقتال على الحدود.. وعدة سنوات من المناوشات الكلامية والاعلامية..وحجة قوية..كل هذا انتظرته المملكة العربية السعودية بمضض وتأفف ونفاذ صبر من تعثر الحليف الجنوبي ..حتى وجد الحوثيون أنفسهم في موقع الاشتباك المباشر في منطقة جبل الدخان..مع الجيش السعودي المجهّز بأسلحة أميركية حديثةو ورضا الرئيس المتواطئ..
وعلى ذكرالدخان..وبمناسبة التواطؤ..نجد ان القوات السعودية ..لم تنتظر انقشاع ادخنة الغازات المسيلة للدموع..والتي اسرفت القوات الامنية البحرينية في استخدامها ..حتى وجدت نفسها وجها لوجه مع الشعب البحريني المطالب بحقه في التعبير والمساواة والعدالة..في عبور سريع ومتلهف عد كخيار وحيد مطروح منذ بواكير الازمة..وربما قبلها..
تدخل لن يعدم الجانب السعودي الوسيلة لتسويقه سياسيا واعلاميا كخطوة مفروضة عليه قسرا لنذر وتهديدات لن يصعب عليه تبريرها..ولن يتعسر عليه الاهتداء الى الادلة العقلية والنقلية التي تجعله يتموضع في خانة الضحية المستهدف من الاخطار الجلل التي تقرع على بوابته الشرقية.. وهذه الاخطار لن تتعدى موضوعة التفرس الذي يتسلل الى جزيرة العرب متعلقا بالخيارات الفلسفية لغالبية الشعب البحريني او بين كتب الدعاء اومواضع السجود..ذلك السجود والركوع الذي هو جزء من مخططات خبيثة لغزو فارسي منتظر يروج له الاعلام السعودي منذ سنين..وليس من المستبعد ان يصدقه السعوديين ليجدوا انفسهم غارقين وترسانتهم المكلفة التي تشكو قلة الاستعمال..في مستنقع لن يكون الخروج منه بنفس الطريقة الاستعراضية التي واكبت دخولهم اليه..
لعل من أكثر الامور اثارة للجدل هو في تحديد الأسباب التي تجعل المملكة تحس انها مستهدفة كيانيا ووجوديا الى هذا الحد..وما هي المعطيات التي تدفع النظام السعودي للظن بانه معنيا بهذه التهديدات حد الهلع..او من كلفه بالتصدي لها على الاقل..وما الذي يبرر تدخله في الاحداث التي تتعلق بالخيارات الشعبية للدول الاخرى المطالبة بالحكم الرشيد والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية..
فالسعودية ليست بالدولة الاقليمية العظمى.. ولا تملك النموذج الذي يمكن ان يكون مصدر اشعاع فكري او تنويري للعالم..وليس لها دور قائد في مجريات الامور..وليس لديها ما تقدمه للآخرين على المستوى العربي أو الإقليمي.. لا في التجربة الديموقراطية ولا في حقوق الإنسان ولا في الشفافية ولا في طهارة الحكم ولا في التعددية وتداول السلطة..وهذا العناصر هي ما تهم الانسان في هذه المنطقة التي نعيش حاليا اكثر من الدخول في صراعات سياسية بامتياز منتحلة طابع التناقضات الايديولوجية والمذهبية والطائفية..
ان التمهيد لحوار وطني باستجلاب الدعم العسكري الخارجي سوف يكون مقدمة لاختلال فكري وسياسي ومناطقي وادامة وتوريث جيل يحمل الكثير من جينات التقاطع والحقد والكراهية على الأمد البعيد , وستظل تداعيات هذه الاحداث ذكرى مقلقة للنظام في البحرين حتى إن تم توقيع أتفاق بين الحكومة والمعارضة سواء عن طريق التدخل السعودي..او الضغط الامريكي..او اللامبالاة العربية..
ستظل القلوب تحمل الكثير من ذكريات ألألم والقهر وفقدان الانتماء الى الارض التي يراد لها ان تنكر بصمات تراكض الناس صغارا على اديمها ..وستحتاج البحرين الى عقود وعقود من السنين لتمحو آثار ما اتخذ بليل من فقدان الحكمة والبصيرة..وستظل هذه التداعيات جرحا مؤلما في واقع الشعب البحريني النبيل بكافة اطيافه ..خصوصا وأنها مزجت بالطائفية والمذهبية والتمييز الفئوي بين المواطنين..ولولا المسحة الواقعية المأساوية والمتعبة والمتكررة لما يحدث ..لكنا نستطيع عد هذه الاحداث من الكوابيس المزعجة المقلقة لراحة وامن وسلام المنطقة..هذا السلام المغتال الذي سيكون ثمنه باهظا على جميع الاطراف..فلن يستطيع آل خليفة التمتع بالحكم بعد الآن..ولن تستطيع السعودية ضبط الاوضاع بهذه الطريقة البدائية الخرقاء..ولن يكون مفيدا للجميع اعلاء كل تلك الشعارات المنفرة المغلفة بثارات القرون النابعة من بطون الكتب الصفراء المغبرة ..تلك الشعارات التي ستساهم في تبديد سمعة ومكانة المملكة في المنطقة والاقليم تبدد الدخان المدمع في ساحة الشهداء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت