الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مارينا تسفيتاييفا - شاعرة الحب و المعاناة

إبراهيم إستنبولي

2004 / 10 / 16
الادب والفن


الشاعرة الروسية مارينا تسفيتاييفا 1892 – 1941
شاعرة الحب و المعاناة


الكبرياء والحياء – أختان شقيقتان ،
من المهد ، بوفاق ، نهضتا .

" القِ الجبين إلى الوراء ! " - أوصت الكبرياء .
" اخفض الجناح " - همس الحياء .

هكذا أعيش أنا : خافضة العينين -
ملقية للخلف الجبين -
حياء و كبرياء .


ولدت الشاعرة الروسية مارينا ايفانوفنا تسفيتاييفا في ( 26 أيلول ) 8 تشرين أول من عام 1892 في موسكو و توفيت في عام 1941 في مدينة تاتارستان .

" طفولة في موسكو " :
ولدت في عائلة البروفيسور ايفان تسفيتاييف ، والدتها – م . أ . ماينMein ( توفيت عام 1906 ) عازفة بيانو . في مرحلة الطفولة وبسبب مرض الوالدة بالسل عاشت مارينا تسفيتاييفا فترة طويلة في إيطاليا ، سويسرا و ألمانيا. كانت تتحدث اللغتين الفرنسية والألمانية بطلاقة . في عام 1909 استمعت إلى سلسلة محاضرات عن الأدب الفرنسي في جامعة السوربون .

تشكل الشاعرة :
بداية نشاطها الأدبي كان في موسكو من خلال حلقة الشعراء الرمزيين – تعرفت إلى بريوسوف الذي ترك أثرا كبيراً على شاعريتها المبكرة . لم يكن اقل تأثيراً الوسط الفني والشعري لبيت الكساندر فولوشين في القرم ( حيث حلت ضيفة أعوام 1911 ، 1913 ، 1915 ، 1917 ). في المجموعات الشعرية " الفراسخ " 1921 – 1922 و " الحِرفة " 1923 يظهر النضج الإبداعي عند تسفيتاييفا . في قلب سلسلة من القصائد المكرسة لبعض الشعراء المعاصرين : بلوك ، آحمادوفا ، أو المكرسة لشخصيات تاريخية و أدبية ، دون جوان مثلاً ، تتجلى شخصيتها الرومانسية التي تبقى صعبة الفهم على معاصريها ، والتي فيها إلى حد ما تماثل نفسها مع أبطال قصائدها ، وحيث تراجيديا حياتهم الأرضية يتم تعويضها من خلال الانتماء إلى عالم الروح ، عالم الحب والشعر .

" بعد روسيا " :
إن أشعار تسفيتاييفا ذات الطابع الرومانسي و المبنية على موضوعات القهر و التشرد ، التعاطف مع المنبوذين ، هي تعكس الحياة الفعلية للشاعرة . في عام 1918 – 1922 تتواجد الشاعرة مع الأطفال الصغار في موسكو ، بينما زوجها سيرغي أيفرون يحارب إلى جانب الجيش الأبيض ( من هنا الأشعار المتعاطفة مع حركة البيض " معسكر البجع " 1917 – 1921) . اعتبارا من عام 1922 تبدأ مرحلة الشتات عند تسفيتاييفا : برلين ، براغ ، باريس _ التي تميزها ندرة دائمة في المال ، علاقة متوترة مع المهاجرين الروس ، موقف عدائي للنقاد تجاه افضل نتاجها الشعري ومنه آخر مجموعاتها وهي على قيد الحياة " بعد روسيا " 1922 – 1925 ، 1928 ، وكذلك " قصيدة الجبل " و " قصيدة النهاية " 1926 . ومن ثم تراجيديا حول موضوعات قديمة " اريادنا " 1927 والتي تم نشرها تحت عنوان " تيسيوس " و " فيدرا " .
نهاية الدرب :
في عام 1937 ، وقد اصبح جاسوسا للمخابرات السوفييتية في سبيل العودة إلى الاتحاد السوفييتي ، هرب سيرغي أيفرون من باريس إلى موسكو بعد أن تورط في عملية اغتيال سياسي . و في عام 1939 ، بعد زوجها و ابنتها اريادنا ( آلّي ) عادت إلى الوطن مارينا تسفيتاييفا مع ابنها غيورغي ( مور ) . و في نفس العام 1939 تم اعتقال كل من الزوج والابنة . ( س. أيفرون اعدم في عام 1941 ، اريادنا بعد 15 سنة من الاضطهاد تمت إعادة الاعتبار إليها عام 1955 ) . أما مارينا تسفيتاييفا فلم تتمكن من إيجاد لا بيت و لا عمل ، و لم يسمح بطباعة أشعارها . مع بداية الحرب تم إخلاؤها ، حاولت الحصول على مساندة زملائها الكتاب بدون جدوى . أنهت حياتها بالانتحار في عام 1941 .

قصائد للشاعرة
مارينا تسفيتاييفا

( 1 )

قبلةٌ في الجبين – تمحي الهمَّ ،
اُقبِّلُ الجبين .
قبلةٌ في العينين – تُزيلُ الأرقَ .
أُقبِّلُ العينين .
قبلةٌ في الشفاه – تسقي الماء .
اقبل الشفتين .
قبلة في الجبين – تمحي الذاكرة .
الجبينَ أقبِّل .

***

( 2 )

بلطفٍ كبير – لأنني
قريبا الجميع سأودع ، -
أنا طوال الوقت أفكر ،
لمن سيبقى فراء الذئب ،

لمن – اللحاف الرقيق
و العكاز النحيف مع صولجان ،
لمن – سواري الفضي ،
المنثور بالنيروز ...

وكل المذكرات ، و الأزهار ،
التي لا يمكنني أن أصون ...
وآخر بيتٍ من الشعر -
و أنتِ ، يا ليلتي الأخيرة !

***

( 3 )

غنيٌّ أحبَّ – فقيرة ،
عالِمٌ أحبَّ – غبية ،
مورّد الخدين احبَّ – شاحبة ،
طيّبٌ أحبَّ – لئيمة :
أحبَّ الذهب – قطعة من نحاس .

- أين ، أيها التاجر ، تَرَفُكَ ؟
" في سلّة مثقوبة ! "

- أين ، أيها المزهو ، علومك ؟
" تحت وسادة طفلة ! "

- أين ، أيها الوسيمُ ، وجنتاك الورديتان ؟
" ذابتا – خلال ليل اسود " .

- والصليب الفضي في سلسال ؟
" تحت جزْمة الصبِّية ! "

لا تعشق ، أيها الغني – الفقيرة ،
لا تعشق ، أيها العالم – الغبية ،
لا تعشق ، صاحب الخدود الحمر – الشاحبة ،
لا تعشق ، أيها الطيب – اللئيمة :
لا تعشق أيها الذهب – قطعة النحاس !

***

( 4 )

الكبرياء والحياء – أختان شقيقتان ،
من المهد ، بوفاق ، نهضتا .

" القِ الجبين إلى الوراء ! " - أوصت الكبرياء .
" اخفض الجناح " - همس الحياء .

هكذا أعيش أنا : خافضة العينين -
ملقية للخلف الجبين -
حياء و كبرياء .


********
تنويه :
هذه القصائد من مجموعة كبيرة من القصائد المختارة للشاعرة الكبيرة مارينا تسفيتاييفا والتي يتضمنها كتاب سيصدر قريباً في مدينة طرطوس – سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض