الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يمكن للشعب الفلسطيني انهاء الانقسام:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 3 / 15
القضية الفلسطينية



لكل انتفاضة شعبية في المنطقة ليلاها التي تغني لها, ولكل نظام فيها ورد الذي يود الابقاء عليه قسرا زوجا لليلى, ووحده الفكر القومي العربي يقيم زفافا جماعيا لهذه الانتفاضات, فاين هو زفافنا الفلسطيني من كل ذلك,
يحاول الشعب الفلسطيني, ايضا, تفجير انتفاضته الشعبية الخاصة, مسترشدا بمطلب انهاء الانقسام الذي اضر كثيرا بالقدرة الفلسطينية على حراك التحرر وشكل مظلة واسعة لنهج الاستيطان الاستعماري, كما انه في ابسط صوره شكل مظلة له في التهرب من استحقاقات القرارات الاممية بخصوص قضية الاحتلال. ونحن كفلسطينيين _ مجبورون _ لتاييد مطلب انهاء الانقسام, فحال الانقسام وإن كان في اصله _نتيجة_ مسار فلسطيني ايديولوجي سياسي خاطيء, غير اننا لا ننكر انه بات ايضا سببا من اسباب حالة العجز الفلسطينية عن التحرر. واحد المظلات التي تحتها توسع نهج العدوان الصهيوني علينا في محتلف المجالات. وقد تعودنا نحن الفلسطينيون على تقبل النتائج والخضوع لها والعودة للتعامل معها _كاسباب _نغفل انها اصلا كانت نتيجة.
حالة الانقسام في واحد من تجلياتها مكسب فصائلي _ ميليشياتي _ تتقاسمه حركتي فتح وحماس, ولكل منهما مردوده السلطوي السياسي الاقتصادي فيه, وتاسيسا عليه تبلورت شرائح طبقية سياسية انتهازية تحمل اسم مناضل وممثل, لذلك يحرص كل منهما على الابقاء على حالة الانقسام, اكثر من حرصه على تجاوزها, لذلك يتمترس كل منهما خلف منطق ونهج الخيار الواحد الذي يرفضه الاخر. فهل نجد في رؤية الانتفاضة الشعبية الفلسطينية برنامجا قادرا على كسر ارادة هذين الطرفين واجبارهما على التنازل عن مصالحهما الخاصة في الانقسام والرضوخ للرغبة الشعبية؟
من المفترض في الانتفاضة الشعبية ان تشكل بذاتها او تحمل في اليتها مبادرة برنامجية وان تبدي القدرة اللازمة على تطبيقها المستقل الى درجة تهدد معها مصالح هذه الاطراف ووجودها في موقعها السلطوي, فما هو برنامج مبادرة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية غير المطلبي؟ والقادر على تفجير المواقع السلطوية تحت اطراف الانشقاق.
إن الطرفين فتح وحماس يسيطران على شريان الاقتصاد الفلسطيني اولا كونهما حلقة الاتصال الفلسطينية بالمنظومة العالمية التي تغذي ماليا هذا الشريان, وهما ثانيا اقاما علاقة تنسيق موضوعية خاصة بهما مع الكيان الصهيوني علاقة وحالة تنسيق موضوعية, سقفها الاعلى سماحه بوجودهما واستمرارهما في حجم محدد في مقابل حدها الادنى وهو سيطرتهما على العنف الفلسطيني, وفي المقابل فان العدو الصهيوني يحفظ هذه المعادلة بالية على اساس حساب دقيق يبقي استمرار تغذية الشريان الاقتصادي الفلسطيني ضمن سيطرة هذين الطرفين مع بقائهما منفصلين منقسمين متناقضين, كما انه يسمح لهما بدرجة من التسلح القادر على قمع وكبح جماح اي انحراف فلسطيني نحو العنف المسلح. وهذين الطرفين يدركان تماما الشروط الصهيونية الموضوعية وهما خاضعين لها على امل ان يغير الزمن في هذه الشروط,
ان السؤال الذي نطرحه على الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ضد الحالة الانقسامية هنا, هو في مدى استعداد قوى الشباب الفلسطيني على تفجير هذه المعادلة او الرضوخ لها بعد فشل محاولة تغييرها. اذا لم يكن في جعبة هذه القوى بديل ثوري عملي لها. فاقصى ما يمكن للانتفاضة الشعبية احرازه هنا هو اعادة اطلاق الحوار بين طرفي الانشقاق, ولكن على اساس مستجدات الوضع الاقليمي الذي لا يصب عمليا باتجاه تجاوز حالة الانشقاق بل باتجاه تعميقه.
ان التراجع الملحوظ في موقف الولايات المتحدة الامريكية كوسيط يستفرد بعملية التفاوض, يرافقه الان تراجع ملحوظ في حماسة اللجنة الرباعية, والتي باتت تاخذ بعين الاعتبار عدم جدوى الضغط على الكيان الصهوني في لحظة تنفتح بها امعاء المنطقة امام النفوذ الامريكي خاصة في منطقة شمال افريقيا التي كانت تعد خارج اطار هذا النفوذ, وخاصة بعد ان نجح النظام في ليبيا بتوظيف الصراع الدولي كعامل من عوامل الصراع المحلي, الامر الذي ادركته مبكرا الولايات المتحدة الامريكية فصعدت من لغة احتمال تدخلها مباشرة مما جعل اوروبا تستشيط غضبا, فكان العرض الامريكي على صورة مساومة تبقي شمال افريقيا في اطار النفوذ الاوروبي في مقابل ابقاء مسار تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني في اطار الاستفراد الامريكي. ومن هنا جاء تاجيل اجتماع اللجنة الرباعية.
لا جديد اذن على وضع الصراع الفلسطيني الصهيوني يحمله الزمن القادم القريب, وانما عودة لمساومة فلسطيينية امريكية من وضع تعرض الفلسطينيين لضغوط شديدة تستهدف قبولها المقترح الصهيوني بدولة الحدود المؤقتة كما يراها نتنياهو.
ان قراءة احتمالات الانتفاضة الفلسطينية في انهاء حالة الانقسام يجب ان يتم في ظل وضوح صورة العلاقة الاوروبية الامريكية, التي طرأ على موازين قواها تغير ليس للصالح الفلسطيني, والذي حملت نتائجه السيئة لها الانتفاضات _ العربية _ في تونس ومصر والوضع الراهن في ليبيا, والذي ستكون النتيجة الرئيسية فيه عدم القدرة على تجاوز حالة الانقسام,طالما ان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية لم تحمل جديدا نوعيا يتجاوز طلب انهاء الانقسام
ان مدى نجاح الانتفاضة الفلسطينية في تحقيق الاماني والرغبات الشعبية الفلسطينية يعتمد على المدى الذي ستذهب اليه برنامجيتها في القدرة على التاثير ليس على الوضع الداخلي الفلسطيني فحسب, بل وعلى مجمل العلاقة الاقليمية العالمية, فجوهر الجيوسياسية الفلسطينية يكمن في حالة تقاطعها مع الصراع الاقليمي والعالمي, فهل يعي شبابنا الفلسطيني في انتفاضته هذه الحقيقة
ان الانتفاض الشعبي الفلسطيني في توجهه يجب ان يجتاز اطار الخلاف الداخلي ويخترقه الى مباشرة الصراع مع الكيان الصهيوني ففي هذا السياق يمكن هزيمة نهج وقوى الانقسام والانشقاق وفي سياق مباشرة الصراع الفلسطيني ضد استقرار مصالح مراكز الاستعمار العالمي اقليميا يمكن هزيمة الكيان الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق