الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاقيات من اجل القمع !

جمال الخرسان

2011 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اتفاقيات من اجل القمع !

قبل اي مؤشرات سياسية يمكن ان يلقيها بظلاله توافد قوات درع الجزيرة الى مملكة البحرين فانه على الاقل يوضح بشكل لايقبل الشك بان السلطات البحرينية وبمباركة خليجية تود ان تباشر بردة فعل عسكرية عنيفة تجاه الثورة الشعبية السلمية هناك وان قوة دفاع البحرين ( الجيش البحريني ) لاتفي بحجم ما يعد له من بطش! اذن لابد من قطع الاصابع في البحرين، وان السبيل الوحيد لتلافي ذلك السيناريو الدموي هو تراجع المحتجين وانكفاء الثورة الشعبية والاكتفاء بما وعدت السلطة بتحقيقه! وعد قد يتحول الى فعل، وربما لايسفر عن ايّ شيء.
ان قوات درع الجزيرة تشكلت من اجل الدفاع عن امن الخليج فيما لو تعرضت بلدانه الستة الى اعتداء خارجي لكنها اليوم تستخدم لقمع المحتجين في البحرين رغم ان ذلك شأن داخلي بحت! فيما كان الاجدر بهذه القوات ان تبادر لفعل شيء فيما يتعلق بتحرير الجزر الامارتية الثلاث التي تحتلها ايران منذ اكثر من ثلاثين عاما على الاقل من وجهة نظر اماراتية يؤيدها زعماء الخليج من خلال بياناتهم الختامية لقمة مجلس التعاون الخليجي.

القوات المشار اليها تتمركز دائما وابدا في المملكة العربية السعودية وتحت امرتها لان مقرها الرئيسي هناك فيما تساهم المملكة السعودية بحصة الاسد فيها ولذلك فهي قوات سعودية قبل ان تكون درعا خليجيا لجزيرة العرب، ولذلك فان هذا الموقف يضم الى سلسلة طويلة من المواقف السلبية للمملكة العربية السعودية في السر والعلن تجاه الثورات الجماهيرية التي حصلت في مختلف البلدان العربية. فاعل الخير السعودي بعد ان تدخل لمناصرة صدام حسين في عام 1991 وبعد ان ارسل جيوشه الجرارة الى اليمن لقمع الحوثيين وبعد ان حاول متوسلا الى امريكا بحفظ ماء وجه مبارك وعدم التفريط به فانه ايضا اعلن قبل مدة وعلى لسان الامير نايف للقيادة البحرينية ( جيشنا تحت تصرفكم ). ففي هذا الصدد اعلن رسميا ومن خلال اتصالات اجريت بين الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي وبين القيادات البحرينية اعلن عن ( تخصيص قوات مهمتها تلبية النداء البحريني متى ما دعت الحاجة إليها على أن تنضوي تحت قيادة القوات البحرينية المسلحة .. كما ان هناك كتيبتين سعوديتين على أهبة الاستعداد في مدينة الدمام الملاصقة لمملكة البحرين). وقد توّجت تلك الجهود بتمرير القوات السعودية ولو تحت لافتة قوات درع الجزيرة التي لم ولن تكن موجهة بالاساس للصراعات الداخلية! لكنها اصبحت الان كذلك! الملفت ان هذه القوات تدخل البحرين بزهو وانتصار وكانها فتحت مكة! بدى ذلك واضحا عبر شاشات الفضائيات فالامور لم تعد في اطار تسريبات او مصادر توصف مرة بانها موثوقة ومرة بانها ليست كذلك، فالخطاب السياسي الخليجي الموجّه للداخل والخارج هو لغة التهديد والوعيد وقطع الاصابع. الملفت ان العساكر والجيوش الخليجية عموما والسعودية على وجه الخصوص تستبيح الثورة الشعبية هناك في البحرين عبر وسائل الاعلام، وفي ذات الوقت يستصرخ الاعلام السعودي تدخلا ايرانيا هنا وهناك! واذا صحت التهمة الاخيرة فما الفرق بين السوئتين؟! للاسف الشديد يمكن ان نتعلم نحن العرب كل شيء.. لكن شيئا واحدا يستحيل علينا تعلمه وهو ان لا نكرر اخطائنا وخطايانا للمرة الالف!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات -مباشرة ووجها لوجه- في جباليا وحركة نزوح جماعي من رف


.. ضغط روسي على خاركيف.. والدعم الأمريكي -في الطريق-




.. هل سنرى المنتجات الليبية قريبا في الأسواق العالمية؟ • فرانس


.. ما سبب توقيف المحامي مهدي زقروبة.. وزارة الداخلية في تونس تو




.. بلينكن من كييف: الأسلحة الأمريكية -ستحدث فرقا حقيقيا- في ساح