الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب الاسلام السياسي العراقي وثورة آذار المصادرة

سلام الاعرجي

2011 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


نفتخر ونفاخر بحجم التغيرات الثورية التي تصنعها يوميا الارادات الشعبية العربية المتعطشة للحرية والكرامة , وكل يوم يؤكد الشارع العربي انه قادر على الاطاحة بالنظم الدكتاتورية والاستبدادية , والاهم من هذا وذاك استعداده للتضحية بكل شيء من اجل المستقبل المنشود للاجيال القادمة , وفي الوقت الذي اغبط فيه هذه الشعوب التي صرت فعلا اتشرف بالانتماء لها ليقضتها وتوثبها وثوريتها واصرارها على العيش الحر الكريم , اكرر اني اغبط هذه الشعوب , الا ان ثمة ما يستوقفني !!! في الاول من آذار من عام 1991 , وبمنهجية مماثلة تمكن الشعب العراقي من الاطاحة باعتى دكتاتورية شهدها العصر الحديث , واعني بها دكتاتورية العفالقة الصداميين , ولكن لماذا لم تستمر , او لماذا لم يكتب لها النجاح ؟ علما ان العديد من المستلزمات الموضوعية منها والذاتية كانت متوافرة جدا ! ان الحاجة لأثارة مثل هذا السؤال لم تكن هوسا في نبش الماضي او رغبة في جلد الذات, بل ان نجاحها كان يمكن ان يجنب العراق دهرا من الدمار والخراب والتصفيات الجسدية والمقابر الجماعية , ولو تم اعادة السؤال على الوفق الآتي لأدراكنا الكثير الكثير مما يجب التعامل معه !! السؤال : هل سرقة الثورة ومن سرقها ؟ وكيف ؟ نعم لقد سرقت اكبر ثورة جماهيرية في تاريخ العراق الحديث , ثورة كان يمكن لها ان تغير مجرى التاريخ في حياة شعب ووطن يستحق ان يكون في طليعة الشعوب وفي مقدمة الامم ! الا ان سائلا سيقول , وكيف تثبت ان الثورة سرقت ؟ لكي اكون محايدا وموضوعيا ,سادرج الاسباب وعلى الوفق الآتي
اولا - لم تكن الانتفاضة مخططا لها ومن ادعى غير ذلك فهو على وهم كبير , صبيحة الاول من آذار كانت سريا الجيش المخذول تعلق على صورة القائد الملهم ( بصاطيلها ) احذية العرض العسكرية - كان ذلك في ساحة سعد مركز مدينة البصرة , وكانت الناس تتحرك عفويا نحو مايجب التحرك عليه من دوائر مخابراتية واستخبارية وامنية بقصد اسقاطها وتجريدها من سمات الرعب والصلف والارهاب المزمن , غادرت البصرة الى النجف , وكانت جميع المدن الجنوبية التي توقفنا فيها او استوقفتنا للعديد من الاسباب
كانت جميعها تتوثب او تتحرك الى مثاباتها وكان هاجسها الوحيد البحث عن اخبار الجيش المهزوم وحجم الخسائر التي مني بها والسؤال الاول الذي كان يوجه لنا من اين عودتكم , ومن اية فرقة او لواء وهل فعلا ما يقال ان الجيش قد ابيد ؟ كان الدافع الاول والاهم وراء كل تلك الاسئلة البحث عن ناجين او البحث عن الابناء الذين لم يعودو بعد , تلك الصور كنت اشاهدها وذلك التوتر كنت اتحسسه واراقبه بدقة في العمارة والرميثة والديوانية وانا في طريقي الى النجف ثاني اكبر مراكز الانتفاضة الآذارية , واذا كانت البصرة قد اعلنت ثورتها فقد كانت النجف حتى الثالثة من بعد الظهر تشهد توترا مهيبا رهيبا , وكانت الصورة على الوفق الآتي : الشوارع الرئيسة والمؤدية الى بحر النجف أغلقت بالكامل لغرض تامين انسحاب قيادة قوات القدس حرس جمهوري و كان المنفذ الوحيد من بحر النجف الى داخل المدينة يمر بمرقد الصحابي ( صافي صفا ) وكان شغل بعجلات الاسعاف المدنية منها والعسكرية والتي كانت تقوم بنقل الجرحى الى مستشفيات النجف , والناس كعادتها تحاول ان تستنطق القادم والذاهب متعقبة اثار واخبار ابنائها , كانت الحشود التي تشغل الساحة بين ( صافي صفا ودورة الصحن الحيدري ) لايمكن وصفها او عدها , وكانت المنطقة تحت امرة المدعو ( يونس الشمري / ابو عرفان , عضو قيادة فرع النجف للحزب المقبور ) وفي محاولة منه لتفريق الحشود الهادرة وفرض الامن صار يرمي من مسدسه الى اعلى فيما راح احد الزبانية - عبد الآله رفيش - وبمكبر صوت يطلب من الجماهير التوجه الى البيوت لينتظرو عودة ابنائهم ( السفلة اللذين لم ينصرو القائد الملهم وفرو هاربين من ساحات القتال حسب تعبيره ) ذلك المقال استفز الحشود فهجم جمع من الشباب على صاحب المايكرفون وبعد دقائق قلائل اسفر الموقف عن اصابة ( الشمري ) باطلاقات نارية اودت بحياته بعيد ساعات من الاصابة فيما (سحلت ) الجماهير جثة الاخر الى الميدان والتحمت مع مجموعة من الجيش الاشعبي و كانت بقيادة ( العضو عبد الامير جيثوم والارهابي ناجح الخياط ) وبعد معركة شرسة مع الجماهير الغاضبة تم السيطرة على مديرية اطفاء النجف ومركز شرطة النجف ومبنى قائم مقامية النجف, واستمرت المعارك حتى اليوم الثالث من آذار عصرا وكانت آخرها معركة مديرية المخابرات الواقعة على مقربة من مركز تدريب مشاة النجف , وطيلة الثلاثة ايام لم نسمع ايما شعار وكان الموجه الوحيد لحركة الجماهير هو البحث عن ابنائهم المعتقلين والمحتجزين والمغيبين في سجون الطاغية العلنية منها والسرية .
ثانيا : طيلة الايام الثلاثة الاولى لم يكن ثمة هتاف سياسي او هتاف موجه يتوفر على مقاصد ودلالات معينة ومن اهم الهتافات ( ياصدام يابومة قشمروك بحلقومة ) اشارة الى تورطه بالكويت , وشعار آخر مالوف لدى كافة جماهير الشعوب العربية ( ياصدام ياجبان ياعميل الأمريكان ) ثالثا : لم يتصدى لقيادة التظاهرات ايما نفر من كافة الاتجاهات الدينية منها والسياسية واذا كانت مشاركة كافة اولاد السيد الخوئي في التظاهرات واضحة فذلك ليس لأنهم رجال دين , بل هم شباب يشتغلون بالتجارة ولا علاقة لهم بالحوزة باستثناء شقيقهم الاكبر الذي كان يلازم والده في داره الواقعة في منطقة حي السعد . وجاء تدخله وتدخل سماحة السيد الخوئي لاحقا وبطلب وضغط من الجماهير بعد قصف كربلاء من قبل قوات صدام .
رابعا : بعد ان فرضت الشبيبة الثائرة هيمنتها وانزلت محاكمها القصاص بالفاشست وبعد ان صارت تفكر بادارة وضعها ذاتيا وتحاول الاتصال بالعالم الخارجي وتساهم في اسقاط المحافظات الجنوبية و الوسط وكان لها ذلك حيث ساهمت في اسقاط معسكر النورية , في الديوانية , وحي نادر في الحلة , واحياء كربلاء الجنوبية , عند ذك شاع في الشارع النجفي ان طلائع فيلق بدر بقيادة محمد باقر الحكيم ستصل النجف لدعم الثوار وكان رافق تلك الشائعة أن اغرق الشارع النجفي بصور السيد باقر الحكيم . الا ان السيد رحمه الله لم يصل وفيلقه تعطل لأسباب نجهلها حتى يومنا هذا .
خامسا : في اليوم الثامن من عمر الثورة الشعبية تبدلت الشعارات والوجوه وبدلا من الشعارات العفوية الساخرة التي طرحتها الثورة هيمن على الشارع البسيط اللاواعي سياسيا شعار ( ماكو ولي اله علي ونريد قائد جعفري ) وشعار ( لاشرقية ولا غربية جمهورية اسلامية )والانكى من كل ذلك ان وجوها غريبة راحت تقود التظاهرات وتعيث بالدوائر الرسمية التي حرص الناس على حمايتها , تعيث بها فسادا كجامعة الكوفة بكل كلياتها , ودائرة التسجيل العقاري والبريد والجنسية وشهادة الجنسية ولم تسلم كافة المدارس من التخريب حتى الحزام الاخضر السياج النباتي الذي عملت بلدية النجف على زراعته طيلة ثلاثة عقود . واخطر شعار خطته الايادي الغريبة على جدار كلية الآداب ( لاللعلم , لا للاختلاط )
سادسا : الوجوه الكالحة التي مارست التخريب وساهمت بابعاد جميع النخب الوطنية والتقدمية والمثقفة كانت ترطن بالفارسية حيث اعتقدت البيوت النجفية التي سميت لاحقا - من قبل النظام - بالبيوت الساخنة والتي كانت تشهد اجتماعات مستمرة للنخب الوطنية منها ( بيت ازهر ابو غنيم . والشيخ كامل سميسم , والشيخ الشهيد فاضل ابو صيبع وغيرها من البيوت ) اعتقدت تلك التجمعات المستمرة الانعقاد ان العناصر المخربة اما ان تكون من مجاهدي خلق او تكون من الحرس الخميني واذا قصدت المجموعة الاولى تسليم العراق ارضا يبابا كما اراد ابن العوجة بطل التخريب القومي فان مساعي الجهة الثانية واضحة القصد , نحن الجمهورية الاسلامية وبامكاننا ان نفعل ما نشاء ونطال ما نشاء ومشروعنا التوسعي قائم وادواته فاعلة وكان التحليلان صائبان تماما .
سابعا : بسبب تدخل ذوي العمائم من الذين قضو حياتهم في التسول والدجل واشاعة الخرافة والفوضى تمكنت اعداد كبيرة من مخابرات النظام من العمل في اوساط الثوار وكان الامر سهلا جدا , ان فلان اعلن التوبة امام السيد وان علان قائدا لكذا مجموعة من الثوار بامر السيد , وكانت التوجيهات تصدر فعلا من طلبة الحوزة اللذين ظهرو فجأة كقياديين ميدانيين حيث وضعو العمامة على رؤسهم وراحو يوجهون الناس بامر ( السيد ) نحو هذا الهدف والهدف ذاك وكان من بين الذين سقطو بيد الثوار النقيب مخابرات ( مؤيد الحصموتي ) وابناء اعضاء الشعب والفروع الحزبية , واخطر ما في الامر ان هؤلاء التوابين قد عملو بامر السيد ولا احد يعلم من هو السيد , والشارع معذور تماما حيث لم ولن يرى سيدا من سادة الحوزة خطيبا بينهم او اماما في صلاتهم , والانكى من كل ذلك ان هؤلاء المعممين الذين يدرسون في الحوزات لم يطالهم الاذى بل عادو الى اوكارهم في الجوامع وابنائنا فقط ( من نامو تحت كيلات تراب الشفل ) , لقد كان لهؤلاء دورا مهما في تغيير توجهات الثوار في التعامل مع الحدث وكان ان تم نهب المصارف والمخازن الغذائية والمواقع الآثارية والهرب الى ايران . والاشد غرابة ان النفر القادم من ايران بقصد التخريب كان منسجما من حيث الاهداف مع مرتزقة صدام وعصابات مجاهدي خلق الايرانية التي اطلقها بطل التحرير القومي لتدمير البنى التحتية في المدن الثائرة .
ثامنا : اغراق الشارع النجفي ومدن الوسط والجنوب بصور المزيد من الآيات الدينية وطرح شعار ( ماكو ولي اله علي ونريد قائد جعفري / وشعار لاشرقية ولاغربية جمهورية اسلامية ) منح الدكتتاتور فرصته الثانية في العودة الى الحكم , شعارات استفزت شعوب وحكومات المنطقة ومنحت فلول قوات النظام فرصة القتال ضد الثوار وبدعم من الطيران الامريكي المقاتل .
وكما سرقت أحزب الاسلام السياسي ثورة الشعب الآذارية , تقوم اليوم بسرقة دولته الديمقراطية وتسعى بكل ثبات نحو انتاج النسخة الجديدة من الاسلامية الايرانية مستخلصة كل الدروس والعبر من القندهاريون وطالبان ولكن بنكهة رفسنجانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة